القاهرة تنفي استخدام القنابل العنقودية في العمليات بسيناء
جدل بين محامي جنينة بشأن بيان يؤكد إصابته بالصدمة خلال حديثه عن «وثائق عنان»
بينما أعلن الجيش المصري تصفية 7 تكفيريين في سيناء رفضت القاهرة، أمس، مزاعم "العفو الدولية" باستخدام الجيش "قنابل عنقودية"، خلال المهام التي ينفذها في "العملية الشاملة سيناء 2018"، في وقت استغل وزير الخارجية المصري سامح شكري مشاركته في الدورة الـ54 للمؤتمر العالمي لمكافحة الإرهاب، في ميونيخ، لشرح تطورات العملية الأمنية للمسؤولين الأوروبيين.
أجمعت مؤسسات الدولة المصرية، أمس، على رفض تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية، الأربعاء الماضي، يزعم استعمال الجيش المصري "قنابل عنقودية" محظورة، خلال "العملية الشاملة 2018"، التي أطلقتها القيادة العامة 9 الجاري لمواجهة الإرهاب على المحاور الاستراتيجية المختلفة.وكانت "منظمة العفو" قالت إن فيديو نشره الجيش المصري 9 الجاري أظهر استخدامه قنابل عنقودية كجزء من عملياته الأخيرة في شمال سيناء، متابعة: "استخدام تلك القنابل يجب أن يتوقف فورا"، وأكدت أن خبراء المنظمة حللوا الفيديو، وأظهر المقطع المصور تسليح أفراد القوات الجوية بقنابل عنقودية.وقالت نائبة المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، نجية بونعيم: "طبقا لخبراء الأسلحة الذين استشارتهم المنظمة، فإن القنابل العنقودية التي ظهرت في مقاطع الفيديو من طراز كومبيند إفكتس CBU-87 أميركية الصنع".
وفي حين عبرت وزارة الخارجية المصرية عن رفضها واستنكارها الشديدين لما جاء في البيان، انتقد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب النائب طارق رضوان البيان، وقال: "متناقض ومحاولة فاشلة للتنظير".اللافت أن بيان المنظمة سمى الجماعات الإرهابية في سيناء بالجماعات المتمردة، وهو التوصيف الذي ترفضه الأوساط المصرية، إذ يتم استعماله لوصف مجموعات تخوض معارك مسلحة من أجل الانفصال، في حين أن العناصر الإرهابية التي يقاتلها الجيش شنت هجمات دموية على القوات الأمنية والعسكرية، واستهدفت مدنيين بدور العبادة، إلى جانب تنكيلهم بالأهالي وترويعهم بعمليات ذبح. من جانبه، استغل وزير الخارجية سامح شكري مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، أمس، في توضيح وجهة النظر المصرية للمسؤولين الأوروبيين، حيث التقى وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فوندرلاين، وقال الناطق باسم الخارجية المستشار أحمد أبوزيد إن اللقاء شهد بحث سبل العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما في مجال التعاون الأمني والعسكري.وأشادت الوزيرة الألمانية بجهود مصر في مكافحة الإرهاب، وقدم وزير الخارجية شرحا حول تطورات عملية سيناء 2018، وهو ذاته ما قدمه قبل يومين لوزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي.واتهم المستشار العسكري في أكاديمية "ناصر العسكرية" اللواء سامح أبوهشيمة المنظمة بـ"المسيسة"، لافتا إلى انزعاج بعض القوى الدولية من "العملية الشاملة"، وقال لـ"الجريدة": "مصر لا تمتلك مثل هذه النوعية من القنابل، ولو افترضنا جدلا انها تمتلكها فهي ليست بالسذاجة أن تقوم بكشفها في مقطع مصور".
البيان التاسع
ميدانيا، استمرت قوات الجيش والشرطة المدنية في تنفيذ مهام "العملية الشاملة سيناء 2018"، وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة أن عمليات اليوم الثامن أسفرت عن تصفية 7 عناصر تكفيرية، ليصل إجمالي من تم القضاء عليهم حتى الآن إلى 63 إرهابيا، وقالت القوات المسلحة، في بيانها الـ9، الذي أصدرته أمس، إن القوات الجوية استهدفت 8 أهداف للعناصر الإرهابية.في سياق آخر، تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس اتصالا هاتفيا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقال الناطق الرئاسي بسام راضي: "الاتصال تناول بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي، إلى جانب بحث المستجدات الإقليمية"، لافتا إلى أن الزعيمين اتفقا على تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة المخاطر والتحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة. إلى ذلك، وبينما علمت "الجريدة" أن القاهرة وموسكو اتفقتا على إرجاء عودة حركة الطيران المباشر بينهما أسبوعا، التقى الوزير شكري نظيره الروسي سيرغي لافروف، على هامش مؤتمر ميونيخ، حيث رحب الوزيران بقرار عودة الطيران المباشر بين البلدين.بدورها، عقدت هيئة المحطات النووية المصرية أول اجتماعاتها التنفيذية، أمس، مع مسؤولي مؤسسة "روس اتوم" الحكومية الروسية للطاقة النووية، جرى خلاله مناقشة الخطوات التنسيقية لبدء إنشاءات "الدعم اللوجستي"، المتمثلة في البنية التحتية داخل موقع محطة الضبعة النووية.حملة موسى
إلى ذلك، ومع بدء العد التنازلي لانطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية المصرية خارج البلاد منتصف مارس المقبل، أعلن المرشح الرئاسي موسى مصطفى موسى أن التشكيل النهائي لحملته الانتخابية سيتم إعلانه اليوم رسميا، لافتا إلى أنه حتى الآن لم يعين إلا عادل عصمت متحدثا رسميا للحملة.في الأثناء، انتقد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب عمر مروان دعوات مقاطعة الانتخابات الرئاسية، مستنكرا إياها، وأضاف خلال الحلقة النقاشية التي عقدتها الهيئة الوطنية للصحافة أمس: "لو كان لدى من يدعون إلى مقاطعة الانتخابات أي رصيد جماهيري لما ترددوا في الترشح"، وطالب الصحافة بأداء دورها التوعوي للتعرف على ما وراء دعوات المقاطعة، وعدم الاكتفاء بنقلها فقط.قضائيا، قال عضو هيئة الدفاع عن المستشار هشام جنينة، المحامي حسام لطفي، إنه يتحمل المسؤولية كاملة عما جاء في بيان هيئة الدفاع، باعتباره محاميه، وأن موكله جنينة يعاني صدمة نفسية نالت من توازنه العصبي. وأضاف لطفي: "أنا محامي جنينة، والبيان الصادر جاء عن قناعة مني بما تعرض له الرجل من صدمة نفسية، وهذا ليس كلامي وحدي، ولكن رأي 3 جهات طبية، وصادر عنها تقارير رسمية ترى ضرورة إخضاع المستشار هشام جنينة لرأي طبي".وواصل: "جنينة يعاني صدمة اعتداء، ولابد من الامتناع عن أخذ أقواله في هذه الفترة، إلا بعد الانتهاء من فترة النقاهة، وما صرح به وتسبب في حبسه الآن جاء خِلسة من زائر، والرجل كان لا يقوى على فتح عينه، وما يرتديه يؤكد أنه لم يكن مستعدا لأي أحاديث صحافية".وعن موقفه من تصريحات المحامي علي طه، عضو هيئة الدفاع عن جنينة، والتي أكد فيها أنه لم يشارك في صياغة البيان، قال لطفي: "أنا غير مسؤول عن كلام شخص غيري، والبيان الصادر هو المعبر عن الحالة الصحية للمستشار جنينة، والتي تمنع أخذ أقواله في هذه الظروف الصحية".