في إطار التعاون والعمل المشترك بين وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة كافة، وقعت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح، أمس، اتفاقية "تمكين" بهدف تطوير العاملين في القطاع الخيري، بالشراكة مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، ممثلة في المستشار بالديوان الأميري ورئيس الهيئة د. عبدالله المعتوق.وبهذا الصدد، أكدت الصبيح أن "حماية العمل الخيري من الدخلاء وضعاف النفوس الذين يشوهون صورته، ويضيعون أهدافه المرجوة، واجب على وزارة الشؤون"، مشيرة إلى أن "التقدم الحادث في العمل الخيري، المتمثل في ارتفاع الإيرادات إلى مبالغ غير مسبوقة، مقابل انخفاض المخالفات، لاسيما الجسمية منها، فضلاً عن زيادة أعداد الجمعيات المشهرة من 10 إلى قرابة 38 جمعية، هذا كله خير شاهد على التطور الذي لحق بالعمل الخيري الكويتي خلال السنوات الماضية".
وقالت الصبيح، إنه "طالما وجدت الأموال حلّ الفساد، لذا نسعى بكل ما أوتينا لحماية مؤسساتنا الخيرية العريقة التي اشتهرت منذ القدم بالعمل الخيري والإنساني المتمثل في بناء المدارس والمستشفيات والمساجد ودور الأيتام وحفر الآبار، وغيرها من أوجه عمل الخير ومساعدة المحتاجين في شتى بقاع الأرض".
قانون العمل الخيري
وأوضحت الصبيح أن "الهدف من توقيع الاتفاقية تدريب المتطوعين والموظفين على أساسيات العمل التطوعي الخيري، والبعد الاستراتيجي لعملية المتابعة، لكسب ثقة المجمتع بجمعياته الخيرية لزيادة الإيرادات بما ينعكس بالايجاب على الكويت إقليمياً ودولياً"، مشيرة إلى أن "مشروع قانون العمل الخيري الجديد، الذي تم فصله عن مشروع قانون الجمعيات الأهلية نظراً لأهميته، جاء بمبادرة من الجمعيات الخيرية لتنظيم العمل وحمايته من الدخلاء". وبينت أن هذا المشروع بقانون رفع إلى مجلس الأمة، الذي سيستدعي القائمين على الجمعيات لمناقشة مواده، متمنية أن يرى النور في القريب العاجل.وأكدت أن "الانعكاسات الدولية على العمل الخيري الكويتي جيدة جدا، وخير دليل على ذلك تحريك البلاد من القائمة الرمادية إلى البيضاء" في هذا الميدان، متمنية أن تساهم مبادرة "تمكين" في زيادة وعي العاملين بالعمل الخيري، حتى يتسنى تلافي أي أخطاء سابقة، فضلاً عن الإسهام في زيادة شفافية العمل ليعرف المتبرع إلى أين تذهب أمواله، وطرق مصارفها.دعم الإرهاب
من جانبه، أكد رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، د. عبدالله المعتوق أن "اسطوانة" تورط العمل الخيري الكويتي في دعم أو تمويل الإرهاب ذهبت إلى غير رجعة، مشدداً على أن "النية الطيبة لا تكفي لحماية العمل الخيري، لذا شرّعت القوانين التي تضع ضوابط واشتراطات لتنظيم العمل الخيري". وأشار المعتوق إلى أن "الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام الحالي أنطونيو غوتيريس، مدحا وأثنيا على العمل الخيري الكويتي، وهذه شهادة نفخر بها من مؤسسة دولية كبرى"، معتبرا أن "الأخطاء موجودة طالما وجد العمل، فالذي يعمل لابد له أن يخطئ". وأضاف أن مبادرة "تمكين" تهدف إلى تطوير قدرات العاملين في مجال العمل الخيري، وإكسابهم المهارات اللازمة في التعامل بهذا القطاع المهم، فضلاً عن الارتقاء بأداء المؤسسات الخيرية وتفعيل دورها المجتمعي، والتمهيد لوضع آلية يتسنى من خلالها اعتماد جودة هذه المؤسسات.وأكد أن تسمية الكويت "مركزاً للعمل الإنساني" واختيار سمو الأمير "قائداً إنسانياً" لم يأتيا من فراغ، بل جاءا عبر جهود حكومية وأهلية مضنية في ساحات العطاء والبذل وفعل الخير، ومساعدة المعوزين والمحتاجين في شتى بقاع الأرض من أقصاها إلى أقصاها، لافتاً إلى أن الوزيرة الصبيح، اخذت على عاتقها حماية وتطوير العمل الخيري، من خلال إنجاز مشروع قانون جديد يحفظ حقوق العاملين فيه ويحافظ على سمعته.وأوضح أن مشروع القانون عُرِض على جميع القائمين على العمل الخيري في البلاد، قبل صياغته الصورة النهائية التي رفع بها إلى مجلس الوزارء، ومن ثم إلى مجلس الأمة لمناقشته، مشدداً على أن الكويت سباقة ورائدة في مجال العمل الخيري والإنساني، لا سيما أن الجمعيات الخيرية الكويتية باتت علامة بارزة في عمل الخير، عبر تحركاتها الميدانية الواسعة لمساعدة المحتاجين.