صلاح قطب: التشكيل خطاب بصري مكثف
• أقام معرض «الكويت حاضرة في عيون الفن»
• طالب الفنان التشكيلي العربي بألا يفقد هويته
يمزج الفنان التشكيلي المصري صلاح قطب في معرضه (الكويت حاضرة في عيون الفن)، المقام بقاعتي الفنون والعدواني بضاحية عبدالله السالم، بين فنون التشكيل والخط العربي، مقدماً خطاباً بصرياً مكثفاً. «الجريدة» التقته، وتحدثت معه عن مضمون المعرض، وتجربته الفنية، والمدارس التي تأثر بها. وفيما يلي التفاصيل:
قال قطب: "هذا المعرض هو الرابع لي، بعنوان (الكويت حاضرة في عيون الفن)".ولفت إلى أن المعرض عبارة عن مبادرة تشكيلية جمع فيها صورا ملوَّنة لبعض أبرز القادة وخيرة الرجال أصحاب الرؤية النافذة والسياسة الحكيمة ممن كرَّسوا حياتهم لخدمة بلدهم، وإعلاء سمعته على النطاق العالمي، وإكمالا للفائدة والبناء التشكيلي أضفت إلى تلك الصور محورا مهما، هو كلمات وأشعار مأثورة بالخط العربي، ما يجعلها لوحات متكاملة لها أثرها الإيجابي. وأوضح: "يشتمل المعرض على لوحات منذ فترة الشيخ مبارك الصباح، مرورا بالشيخ صباح السالم، ثم أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد، وأيضا الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، ثم أمير الإنسانية سمو الشيخ صباح الأحمد".
80 لوحة
وذكر قطب أن الجزء الأول من المعرض الخاص بالقادة السياسيين يتضمن 80 لوحة فنية، مشيرا إلى أن أهم لوحتين في المعرض لدستور الكويت، ووضع فيهما 183 مادة من مواد الدستور، ورسم صورة للشيخ عبدالله السالم في الوسط. وعن الخط الذي استخدمه، قال إنه يتنوَّع ما بين الديواني، الثلث، الرقعة، والنسخ. وعن سبب اختياره ورق البردي في رسم اللوحات أوضح أن ذلك "يأتي كنوع جديد في تناول الخامات، وهو الأقرب للتوثيق". وحول الفترة التي استغرقت لتنفيذ محتوى المعرض، بيَّن قطب أنه عقد العزم على العمل بهذه اللوحات منذ عام 2006، فترة وفاة المغفور له الشيخ جابر الأحمد، مشيرا إلى توافر النية لديه لتوثيق تلك الفترة، واختار بعض الأقوال المأثورة للشيخ جابر الأحمد، وأيضا أقوال للشيخ سعد العبدالله، إضافة إلى أنه وثق بعض الأقوال الحالية لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد. وأوضح قطب أن "المعرض خُصص للقادة السياسيين في الكويت، وهو إهداء لهم، ولشعب الكويت". وعن الأقوال المأثورة التي استعان بها في اللوحات، قال: "أخذت منها لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وكتاب آخر عن أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد. اخترت الأقوال بما يتناسب مع فترتنا الحالية، ومنها ما يعبِّر عن الوطنية، وحث الشباب على العمل، والتعاون بين السلطتين".التجربة الزيتية
وأشار قطب إلى أن الجزء الثاني من معرضه استعادي لتجربته الخاصة الزيتية، ويتضمن 40 لوحة، وأيضا يضم المعرض مراحل متعددة لعمله الفني السابق، مستخدما أساليب مختلفة لمدارس تشكيلية، لافتا إلى أن مجمل اللوحات الموجودة أخذت فكرة التطلع إلى عالم أفضل.وأضاف: "الواقع جزء منا، ولابد أن يقابله المرء بحلاوته ومُره، ويتأمله، ويبلوره، ويتعايش معه، ويقدمه للجمهور. الفنان في حالة تجريب دائم، وبعد ذلك يحدث توالد للأفكار، والتكنيكات يرتاح لها الفنان وفق الموضوع الذي يتناوله. عندما أرسم أخاطب نفسي والمتلقي، لأن ذاتي جزء من العالم الذي يعيشه جزء منا. والمتلقي أيضا جزء منه".رؤية تشكيلية
وردا على سؤال: كيف يستطيع الفنان التعبير عن قضايا مجتمعه عبر الرسم؟ أجاب قطب: "الفنان التشكيلي ينتقي الموضوع، ويقدمه للجمهور برؤية تشكيلية جاهزة، ويركز على مَوَاطِن الجمال في الحياة". وعن القيمة والاستفادة من إقامته المعارض، أوضح: "عند إقامتي معرضا تزيد الخبرات، من خلال تبادل الآراء مع الجمهور، والنقاد، والزملاء". وعن الفرق بين قطب الإنسان والتشكيلي، قال: "عندما يخلع الفنان اسمه، ويكون في زاوية محايدة ينسى نفسه، وأنا وضعت نفسي في اتجاه محايد، وأتعامل مع العمل الفني، لكن الإنسانية لها دور، فهي لا تتجزأ، فهما الاثنان مع بعض".البصمة الإبداعية
وعن المدارس التي تأثر بها، أفاد بأنها "كثيرة جدا، وحاليا الإنسان لا يلجأ إلى مدارس، لكن إلى أسلوبه الخاص، الذي يتناسب مع العمل الفني، حتى يصل إلى بصمته وخصوصيته الإبداعية". وقال عن الفن التشكيلي اليوم: "أنصح دائما وأنادي بأن الفنان التشكيلي يجب ألا يفقد هويته العربية، لأنه لو فقد هويته فقد يتوه في دهاليز الفن، كما يجب أن يكون الإنسان صادقا مع فنه ومجتمعه وموضوعه". وعن رأيه في فن الجداريات الذي انتشر في الآونة الأخيرة، ذكر قطب: "تُستخدم فيه مواد مختلفة، مثل: الفسيفساء والموازييك". وألقى قطب الضوء على إحدى اللوحات في معرضه الاستعادي، وهي لوحة "القدس"، وقال إن "المربع الموجود أعلى اللوحة، والذي يمثل المسجد الأقصى، ليس موجودا. كان هناك موضوع آخر موجود يمثل السلام، لكن بسبب الأحداث الأخيرة ونقل السفارة، وضعته". وأشار قطب إلى أن "اللوحة تتكون من قفلين، بما يعني أن المفاوضات ما زالت مفتوحة، ورسمت بورتريه لوجه فلسطيني وآخر عبري، ورسمت القدس القديمة، وهناك محاورات ومفاوضات". وعن رسالته كفنان تشكيلي، قال: "أوصل رسالتي إلى لغة الشكل، وهي لغة صعبة جدا، ومجرَّدة، والعامة لا يستطعون فهمها، خصوصا في العصر الحديث، حيث أصبح الفن في تقدم دائم، وهناك رموز غامضة، لاسيما أنها ليست لغة لفظية، لكنها بصرية مكثفة، فالشكل قد يحتوي على العديد من المعاني والمضامين والرموز، فرسالة الفن تتمركز في أنه يتوجب على الفنان الحديث عن لوحته، أو عن المضمون". وعما إذا كان تعامل مع فنانين كويتيين، أوضح قطب: "تعاملت مع الكثير من الفنانين، وتحاورت معهم، وعلى رأسهم الفنان سامي محمد، الذي وثق فن النحت للإنسانية، ووثق الحياة الكويتية".
الإنسان لا يلجأ إلى مدارس لكن إلى أسلوبه الخاص الذي يتناسب مع العمل الفني