ياماندو كوستا قدَّم «تنويعات برازيلية» مع الغيتار ذي الأوتار السبعة

خلال حفل بمركز اليرموك الثقافي شهد حضوراً دبلوماسياً

نشر في 20-02-2018
آخر تحديث 20-02-2018 | 00:05
ياماندو كوستا
ياماندو كوستا
عزف الموسيقار البرازيلي ياماندو كوستا 12 مقطوعة موسيقية في حفله الذي أقيم بدار الآثار الإسلامية.
حلَّ الموسيقار البرازيلي ياماندو كوستا ضيفا على دار الآثار الإسلامية، لإحياء أمسية موسيقية بمركز اليرموك الثقافي، أمس الأول، بعنوان «تنويعات برازيلية - غيتار ذو الأوتار السبعة» أمام حضور جماهيري كبير غص به المسرح، وتقدمه السفير البرازيلي لدى الكويت نورتون رابستا.

قدَّم الحفل عضو ديوانية الموسيقى صباح الريس، الذي حرص على تسليط الضوء على الخلفية الثقافية للضيف، قبل أن يفسح المجال أمام السفير البرازيلي رابستا، لتقديم ضيف الأمسية، مشيدا في الوقت نفسه بالعلاقات البرازيلية - الكويتية على مختلف الأصعدة، ولافتا إلى أن الموسيقار كوستا صاحب بصمات واضحة في المشهد الموسيقي العالمي.

يأتي هذا الحفل ضمن موسم دار الآثار الثقافي الحالي، وحرصا على استقطاب أنماط موسيقية عالمية تمثل الشرق والغرب وجميع أنحاء العالم، لاسيما أن الضيف البرازيلي له خبرة كبيرة في موسيقى أميركا الجنوبية، ويُعد من الأكثر شهرة بين الملحنين في البرازيل.

وعلى مدار ساعة ونصف الساعة تقريبا قدَّم كوستا 12 مقطوعة موسيقية لاقت استحسان الحضور. وقد أطل العازف البرازيلي المخضرم متأبطا الغيتار ذا السبعة أوتار المعتمد في البرازيل منذ دخوله اهتمامات الموسيقيين أواخر القرن الـ19 الميلادي، ليشجي ياماندو الجمهور بألحانه الساحرة وحضوره المميز وتفاعله المستمر.

كوستا لا يقتصر دوره على العزف، وليس مجرد مؤدٍ، إنما يعيش الحالة، ويبدو ذلك جليا خلال عزفه عندما تتفاعل جميع عضلات جسده مع أنغام الغيتار، فيتوحدان في كيان واحد ينبض بالإبداع.

واختار الموسيقار البرازيلي أن يبدأ بـ«mexigao»، ثم «paraguayata»، إلى جانب «mangore» و«Luciana» و«sambeco» و«samba pro rafa»، وقدم أيضا «bem-vindo» و«sarara» و«choreco»، فضلا عن مقطوعات أخرى. وكان لافتا مدى انسجام الجمهور مع أنغام كوستا، التي انسابت من بين أنامله، فلامست شغاف القلوب، وانتشى على أثرها عشاق الموسيقى الغربية.

ويحمل ياماندو روح أميركا اللاتينية، ببراعته المثيرة للإعجاب وأدائه المرهف. وعازف الغيتار الشاب، هو مؤلف ومُعد موسيقي أيضاً، لا يكتفي بأسلوب فني واحد، بل إن ألحانه متأثرة بقوة بالموسيقيين البرازيليين الأسطوريين، مثل: بادن باول وتوم جوبيم ورافائيل رابيلو، إلى جانب الموسيقى الشعبية السائدة في جنوب البرازيل والأرجنتين والأوروغواي. كما أنه متأثر بالموسيقيين الكبار في أميركا الجنوبية.

وحقق ياماندو أسلوبه الخاص جدا من اللحن الموسيقي، الذي يمزج بين الموسيقى النموذجية من جنوب البرازيل، تشورو، وسامبا مع البهلوانية وياماندو كوستا خبير في سلسلة الغيتار، وهو واحد من عدد قليل من الملحنين الموسيقيين الموهوبين، وخيالي، مع طريقته المتميزة في العزف.

وتتضمن عروض ياماندو أحداثا مثيرة وعاطفية، لما يميز موسيقاه من الجمال والأناقة، ويمثل بنتاجه امتدادا للملحنين باكو دي لوسيا، وبادن باول ورفائيل رابيلو.

ويُعد ياماندو نجماً صاعداً في المشهد الموسيقي العالمي، سلبَ الألباب بعروضه الحية المباشرة، التي زينت معظم المهرجانات الدولية المتخصصة بالجاز وموسيقى العالم، وسجل آخر إبداعاته مع الأوركسترا الوطنية الفرنسية بقيادة كورت مازور.

بدأ ياماندو دراسة الغيتار وهو في سن السابعة مع والده ألغاسير كوستا، قائد فرقة «رجال الحدود»، ثم برع في العزف على هذه الآلة، بعدما درسها على يد لوسيو يانيل، الفنان الأرجنتيني الفذ صاحب الأصول البرازيلية. ودرس في الخامسة عشرة من عمره الموسيقى الشعبية لجنوب البرازيل والأرجنتين والأوروغواي. وعندما بلغ السابعة عشرة عزف في سان باولو للمرة الأولى. بعدها مباشرة حظي بالاعتراف اللائق به، ليتولى مسؤولية إحياء موسيقى الغيتار البرازيلية.

تعلَّق ياماندو بأنماط موسيقية، مثل: الكورينو، البوسا نوفا، الميلونغا، التانغو، السامبا، والشامام، ما يجعل من الصعب تصنيفه ضمن خانة موسيقية واحدة. وفي عام 2005، ظهر في فيلم ميكا كوريسماكي الوثائقي الشهير (برازيليرينو)، ونال الكثير من شهادات التقدير من جهات مختلفة، مثل: «بريميو تيم»، و«ميلهور سوليستا» عام 2004، ومهرجان الجاز الحر عام 2001، ومهرجان تشيلي للغيتار عام 2001.

ياماندو بدأ دراسة الغيتار في سن السابعة مع والده ألغاسير
back to top