أوهام التسلق السياسي!
قضية دخول المجلس تبقى قضية سياسية لها خلفياتها وتبعاتها وما زالت منظورة أمام القضاء، ويفترض أن يكون المدافعون عنها على قدر المسؤولية، فلا يتسلق البعض فجأة على حبالها وفي توقيت كانت المؤشرات كلها تدل على قرب انفراج مهم ولو بشكل جزئي، وإقحام البعد الطائفي لغرض المتاجرة السياسية لن يخدم القضية.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
مهما بلغت القضايا الخلافية يجب أن تبقى في إطارها القانوني أو السياسي، ولكن السؤال لماذا تسعى الأطراف إلى خلط الأوراق والاستشهاد بقضايا أخرى للقياس حولها أو لإظهار مظلوميتها بالمقارنة فيها أو استفزاز خصومها دون أي مبرر منطقي؟ قضية دخول المجلس تبقى قضية سياسية لها خلفياتها وتبعاتها وما زالت منظورة أمام القضاء، ويفترض أن يكون المدافعون عنها على قدر المسؤولية، فلا يتسلق البعض فجأة على حبالها وفي توقيت كانت المؤشرات كلها تدل على قرب انفراج مهم ولو بشكل جزئي، وإقحام البعد الطائفي، واستخدام بعض الشعارات الدينية لغرض المتاجرة السياسية لم ولن يخدم القضية، خصوصا في بعدها السياسي والمجتمعي، وما حدث في ساحة الإرادة خلال التجمع الأخير خير دليل على المتاجرة السياسية، ليس للطرف المدافع عن المسجونين من الشباب فقط، بل حتى من قبل البعض في الطرف المقابل.نعم المسجونون في قضية دخول المجلس لم يسرقوا الناقلات وغير الناقلات، ولكن من المخجل أن ينبهنا لذلك أولئك الذين كانت ألسنتهم لاصقة في حلوقهم بصمغ "السكوتين" عندما كانت قضايا المال العام تمثل الخطاب الوطني، ومن المخجل أن يعيب من "استذبح" وقت تلك السرقات للدفاع عن الحرامية على الساكتين عنها فعلهم، فكلاهما كانا في المركب نفسه وكل لمصالحه الخاصة، ولا يحق لمثل هذه النماذج أن تتسلق على ظهر الناس لمجرد أن اختلفت مواقفها ومصالحها اليوم.أما استخدام خطاب "هذولي عيالي" لمثل هذا الغرض وبأسلوب طائفي فهو بحد ذاته فعل قبيح لا يخدم سوى المزيد من الفرقة والاختلاف، ليس للفارق الكبير بين القضيتين، ولكن لأن ذلك يبعدنا عن التركيز على أصل القضية ويجرنا إلى مستنقع الطائفية التي يبدو أنه لا يحلو للبعض أن تخفت ناره ولو لأيام معدودة!طالما قلنا إذا أردنا أن نغيّر خطابنا الوطني ونعيد بوصلته إلى القضايا التي تهم الكويتيين كمواطنين ونحمي من خلاله مكتسباتنا السياسية وثرواتنا الوطنية وكرامتنا الإنسانية فإنه يجب علينا أن نتخلص من الشوائب التي لا يهدأ لها بال إلا بخلط الأوراق والتسلق نحو البطولة والنجومية الوهمية، مهما كانت الأسماء والمواقع والتوجهات السياسية، فبلدنا وشبابنا أهم وأغلى منهم كلهم!