على أحد المستويات، يشكّل Black Panther القصة التالية من عالم مارفل عن حاكم مملكة واكاندا الأفريقية الغامضة الذي يتحوّل إلى بطل خارق وعليه مواجهة مخاطر ومشاكل داخلية وخارجية على حد سواء.لكن Black Panther، الذي أخرجه ريان كوغلر وشارك في كتابته والذي يضمّ مجموعة واسعة من الممثلين السود الماهرين، يمثِّل ملحمة مخالفة للمألوف بلغت ميزانيتها 100 مليون دولار وتمتاز بطابع شخصي جداً. لذلك عندما يظهر فيها ممثلو مارفل المألوفون (ستان لي وغيرهم)، يبدو أنهم في غير مكانهم.
يستمد الفيلم طاقته المشوقة من مجموعة من التأثيرات الأفريقية المنشأ، ويعكس ابتكاراً حيوياً يشدد على نقطة جلية: من الضروري تصوير الثقافات والألوان كافة على الشاشة لأن ذلك يزيد التجربة السينمائية غنى ويجعل الجميع يستمتعون بها.على غرار كريستوفر نولن، الذي كان في الخامسة والثلاثين من عمره عندما أعاد إحياء سلسلة «الرجل الوطواط»، أعرب كوغلر البالغ من العمر 31 سنة عن موهبة كبيرة في إضفاء لمسته على هذا النوع من الأفلام، مبيناً مهارة كبيرة في تصوير عوامل الثقافة الشعبية.نجح كوغلر في هذه المهمة مع Creed، جاعلاً سلسلة روكي وسيلفستر ستالون ملائمين بشكل استثنائي. كان هذا فيلمه السينمائي الثاني بعد عمله الأول الذي حاز جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان ساندانس Fruitvale Station قبل نحو خمس سنوات.تعود في هذا العمل أيضاً مديرة التصوير رايتشل موريسون، التي أصبحت أخيراً أول امرأة تُرشَّح لأوسكار أفضل مصوّر. ويرجع معها أيضاً الممثل المبدع مايكل ب. جوردن، نجم فيلمَي كوغلر الأولين.في هذا العمل، يتشاطر جوردن الشاشة مع مجموعة مذهلة من الممثلين، منهم المخضرمون أمثال أنجيلا باسيت وفورست ويتكر (من داعمي كوغلر الأوائل) ومنهم الممتلئون حيوية أمثال لوبيتا نيونغو، وداناي غوريرا، ومارتن فريمان، ودانيال كالوويا، وآندي سركيس، وليتيسيا رايت، ووينستون ديوك، وبالتأكيد تشادويك بوزمان.لعل أبرز ما يميز Black Panther خصوصية هذا المكان السحري، الذي يدّعي أنه أحد أكثر دول العالم فقراً، إلا أنه يشكل في الواقع (بفضل مخزون كبير من معدن عجيب يُدعى الفيبراتوم) مركز التكنولوجيا المستقبلية.
إفريقيا الثقافية
لا تنجح مصممة الإنتاج بيتشلر وفريقها في إعداد مواقع خلابة فحسب، منها حوض التحدي في شلالات المحارب، بل تعرب أيضاً مصممة الأزياء المخضرمة روث إي. كارتر عن إبداع مماثل. أجرتا بحوثاً واسعة عن شتى التفاصيل، كالنسيج الغاني، ونص نيجيري يعود إلى القرن الخامس، وملابس قبائل كالماساي، والطوارق، والدوغون، والزولو. أخبرت كارتر مجلة California Sunday: «في هوليوود، لم نحظَ سابقاً بفرصة تصوير هذه القارة من الناحية الثقافية، بل ركّزت الأعمال السابقة على إفريقيا الجرداء القاحلة. حاولنا فهم الثقافة الإفريقية القديمة بطريقة لا تبدو معها «متوحشة» بل مجيدة، وملكية، ومحاربة».