رئيسة «أطباء بلا حدود» في العراق: يجب أن تكون عودة النازحين طوعية
• نقدم خدمات لنحو 3 ملايين شخص والآلاف يعانون أزمات نفسية
• أعدنا تأهيل مستشفيات... وبدأنا تدريب الكوادر الطبية العراقية
شرحت رئيسة بعثة العراق في منظمة أطباء بلا حدود، كارلا برويمانس، لـ "الجريدة"، التي التقتها قبل أيام على هامش مشاركتها في مؤتمر إعادة إعمار العراق، حجم المشاكل التي يواجهها آلاف العراقيين، سواء أولئك الذين عادوا إلى منازلهم أو الذين لا يزالون مهجّرين، مشيرة إلى أن المنظمة تحاول تقديم خدمات متنوعة لأكثر من 2.6 مليون نازح، وداعية إلى أن تكون عودة النازحين طوعية. وفيما يلي نص المقابلة:
• ماذا تقدم "أطباء بلا حدود" في العراق؟- نحن نعمل في العراق منذ أكثر من 25 عاماً، لكن تجلى عملنا بشكل أكبر خلال الحرب على "داعش"، فاستجابت منظمة أطباء بلا حدود للاحتياجات الطارئة للمتأثرين بالنزاع في الموصل وفي مناطق أخرى من البلاد.وقدمت فرق المنظمة خدمات شملت العمليات الجراحية الطارئة، وعلاج الإصابات الحرجة والرعاية اللاحقة للجراحة، والرعاية التأهيلية، والإطعام العلاجي للأطفال المصابين بسوء التغذية، ورعاية الأمومة، وخدمات الصحة النفسية، وعلاج الأمراض غير السارية، إضافة إلى خدمات غرفة الطوارئ، والخدمات الطبية داخل وخارج المستشفى.
ومع موجة النزوح الكبيرة التي شهدها العديد من المدن كالموصل والأنبار وصلاح الدين، ولجأوا بعدما أصبحت بيوتهم مدمرة وأكواما من الركام والحطام، وفروا إلى كركوك وديالى وأربيل وبغداد ومدن أخرى، كنا نحاول أن نقدم المساعدات الطبية والرعاية الصحية لعديد من النازحين، سواء من الأطفال أو النساء والرجال، وكنا نحرص على أن يجدوا الماء الصالح للشرب والمأكل والمأوى وكذلك الرعاية الطبية والصحية، أيضا عملنا على تأهيل العديد من الحالات النفسية التي تولدت نتيجة الفزع والخوف مما يعيشه هولاء الناس من جراء تنظيم داعش. وربما عالجنا ما يصل الى أكثر من 32 ألف حالة من الكبار والصغار بين اضطرابات عقلية ما بعد الصدمة، والشيزوفرينيا، وعدم القدرة على النوم، وغيرها من الاضطرابات النفسية.• والآن بعد انتهاء الحرب، هل تغيّر عملكم؟- بعد انتهاء الحرب أصبح عملنا مقسماً الى قسمين؛ الأول يتعلق بالمناطق المحررة التي عاد إليها أهلها، وهم في حدود 3 ملايين نازح، نقدم لهم الرعاية الصحية والطبية والنفسية وإعادة التأهيل النفسي لتقبل الوضع الجديد. كما أعدنا تأهيل بعض المراكز الصحية والمستشفيات التي لم تتضرر كثيراً من الحرب على "داعش". وكان لدينا نقص بالطاقم الطبي، لذا بدأنا بتدريب طواقم عراقية على العمل لملء الفراغ في تلك المراكز والمستشفيات.أما القسم الثاني، فهو العمل بأكثر من برنامج، كتقديم العون والمساعدة الطبية والصحية للنازحين الذين لا يزالون في المخيمات من خلال مستشفيات متنقلة، لأن مناطقهم لا تزال مدمرة، أو لا تزال بها ألغام تحتاج إلى إزالة وتطهير، وقد لمسنا بعض التحسن، لكن لا يزال هناك كثير من الناس المهجرين، بسبب عدم شعورهم بالأمان في مناطقهم، والخوف من عودة خلايا نائمة من "داعش"، أو بسبب دمار منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم. وقد وفرنا الرعاية الطبية لأكثر من 130 ألف مريض في عام 2017.وأضافت: نحن مستمرون في عملنا، ونحاول أن نوسع دائرة العمل لتشمل الجميع من المتضررين، حيث نقدم الرعاية الصحية الأولية وعلاج الأمراض المزمنة التي يمكن علاجها، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، وهي من أكثر الأمراض انتشارا بين العراقيين.وركزنا مع بداية هذا العام على تعزيز دعم الصحة النفسية للأعداد المتزايدة من الناس الذين يعانون الصدمات من جراء العنف المتكرر والظروف المعيشية الخطيرة التي يقاسونها.وتعد خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي مكونات أساسية في معظم مشاريع أطباء بلا حدود في العراق للعراقيين، كذلك إجراء بعض العمليات الجراحية ومتابعتها، حيث هناك حالات بحاجة إلى إجراء أكثر من عملية جراحية، كذلك عمل العلاج الطبيعي لاستخدام الأطراف التي أصيبت بتيبس أو توقف أو شلل مؤقت من جراء القصف وعمليات الهلع.• كيف تقيمين مؤتمر الكويت لإعادة الاعمار؟- مؤتمر الكويت لإعادة الإعمار مهم جداً، وهذه الجهود التي بذلت جيدة لأنها تعطي الأمل، رغم أنه يجب على الجميع أن يعلموا أن إعادة الأعمار لا تعني فقط بناء المستشفيات الجميلة، لأن هذه المستشفيات كي تقدم الخدمات تحتاج الى إمدادات وآليات، كما أنها تحتاج الى طواقم عمل ولوازم لهذه الطواقم. ونحن نريد أيضا أن نشير الى أنه يجب أن تكون هناك عودة طوعية للنازحين، ويجب أن يكون لديهم الخيار للعودة الى مناطقهم أو الاستمرار في العيش، سواء في مخيمات أو غيرها، وأن تكون لديهم خدمات لائقة.