إسماعيل فهد: أنا كائن تجاوز حدود الجغرافيا

أكد أنه مشاكس للمكان والزمان ويفرض لنفسه هوية إنسانية شاملة

نشر في 21-02-2018
آخر تحديث 21-02-2018 | 00:03
قال الأديب إسماعيل فهد إسماعيل إنه يعتبر نفسه مواطناً «كونياً»، فقد عاش في العراق والكويت والفلبين، متجاوزاً حدود الجغرافيا.
استضاف مركز جابر الأحمد الثقافي الروائي إسماعيل فهد إسماعيل، في جلسة حديث الاثنين، التي جاءت بعنوان "الكتابة بصفتها نمط حياة" ضمن أنشطته الثقافية.

واجتمع الحضور في الجلسة التي أدارتها الروائية الكويتية بثينة العيسى للاستماع إلى حديث إسماعيل الذي اعتبر منذ خطواته الأولى روائيا لا يهاب التجربة في الجملة أو الحوار أو اللغة أو البناء، ويكتب كل عمل مغامرا بقارئ أحبه في تجربة سابقة من أجل قارئ سيحبه في تجربته الجديدة.

وقال إسماعيل في "حديث الاثنين" إنه يعتبر نفسه مواطنا "كونيا"، فقد عاش في العراق وفي الكويت وفي الفلبين، متجاوزا حدود الجغرافيا والوثائق الرسمية والتصنيفات، وغرس جذور رواياته في مصر ولبنان وفلسطين والعراق والكويت.

وأضاف أنه كان مشاكسا للمكان والزمان، وفارضا لنفسه هوية إنسانية شاملة، مؤكدا أنه كلما أراد الكتابة عن مكان ما حاول الابتعاد عنه ليخلق لنفسه ذهنا صافيا محايدا وحاجزا شفافا يمكنه من اختبار مشاعره الحقيقية تجاه الوطن الذي يكتبه.

وتطرق إسماعيل في حديثه الى الإشكاليات التي تواجه الكاتب قبل وخلال وبعد الكتابة من نقد الجمهور أو فهمهم للرواية بحسب منظورهم وأهوائهم الخاصة، التي قد يقصد الكاتب عكسها تماما، أو عدم تقبل قارئ ما لتناول الكاتب قضية تخصه، مشيرا الى رفض بعض القراء أن يكتب عملا روائيا عن ناجي العلي وشخصيته الكاريكاتيرية (حنظلة).

مؤسس فن الرواية

ويعد الروائي إسماعيل فهد رائدا ومؤسسا لفن الرواية في الكويت، وحاز عدة جوائز ثقافية مرموقة، منها جائزتا الدولة التشجيعية والتقديرية، وجائزة سلطان العويس، وجائزة الشيخ زايد، وتأهله للقوائم القصيرة والطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية.

على عهدة حنظلة

ومن أبرز أعماله "كانت السماء زرقاء" و"في حضرة العنقاء والخل الوفي" و"على عهدة حنظلة" و"السبيليات".

ومن أجواء رواية "على عهدة حنظلة" التي تتناول رسام الكاريكاتير ناجي العلي: "مرّت علينا لحظات صمت متوتر. عانيت ما يشبه الإحساس بالذنب. يا حنظلة. لم يجب، أتسألني؟ إن كان إعراض طفل. أناشدك يا حنظلة خُذ مرارة أيامنا معا بنظر مشاعرك، تذكّرنا معا منذ فجر يوم عراقي، لم نكن بعيدين عن موقع أسوار مدينة أوروك العتيدة، حيث معبد عشتار، لست تنسى لما انحنيت عليك، حضنتك من فوق الرمل قبل أن أقطفك إلي، كنت مرا بما يوازي مرارة التوزع على مساحة الكرة الأرضية بعد فقدان الوطن".

يشار إلى أن الفنان ناجي سليم حسين العلي ولد عام 1936 في قرية الشجرة الواقعة بين مدينتي الناصرة وطبريا في الجليل الشمالي الشرقي بفلسطين.

درس أربعة أعوام في مدرسة القرية قبل النكبة عام 1948، ثم لجأ مع عائلته إلى لبنان، واستقر في مخيم عين الحلوة بالقرب من مدينة صيدا الجنوبية. بدأت ميوله الفنية تبرز منذ بواكير حياته من خلال تأليف المسرحيات القصيرة والتمثيل فيها، وعرضها مع زملائه في المخيم وفي بعض النوادي. التحق بالأكاديمية اللبنانية للفنون عام 1960، إلا أن الملاحقات والاعتقالات المتكررة عطلت دراسته.

back to top