أليس عيباً استخدام هذا المصطلح؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وبالطبع، فإن كثيرين من الذين استفزهم هذا الوصف (القاذورات)، الذي ألصقه ترامب بالمهاجرين إلى أميركا المهاجرين من القارة الإفريقية تحديداً قد ردوا على الرئيس الأميركي بالقول إنه لا يعلم أن نسبة المهاجرين إلى الولايات المتحدة من جنوب وشرق آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا أيضاً من الذين يحملون شهادة الـ"بكالوريوس" أعلى من نسبة الذين يحملونها من المولودين في أميركا نفسها... إن نسبة المهاجرين الأفارقة الحاصلين على هذه الشهادة تصل إلى 41 في المئة، بينما نسبة المهاجرين من النرويج تصل إلى 38 في المئة فقط.ولعل ما لا يدركه ولا يعرفه ترامب هو أن القارة الإفريقية، التي يطلق عليها الغربيون عموماً اسم "القارة السوداء أو السمراء" كانت هدفاً مبكراً لغزو مسلح حقيقي من جانب العديد من دول أوروبا الغربية مثل الجزائر التي استعمرتها فرنسا استعماراً استيطانياً لنحو قرن ونصف قرن من الأعوام، ومثل جنوب إفريقيا التي استوطنها الهولنديون والبريطانيون وغيرهم بالقوة، وحقيقة أن هذا النمط من "الهجرة" الأوروبية قد شمل العديد من دول أميركا اللاتينية.لقد كان على ترامب قبل أن يستخدم هذا الوصف المخجل على المهاجرين إلى الولايات المتحدة من الدول الإفريقية أن يتذكر أن لأميركا هذه، التي استهدفتها الهجرة الأوروبية الاحتلالية مبكراً، أهلاً أطلَق عليهم "الغزاةُ" اسم "الهنود الحمر"، وهذا ينطبق على فلسطين التي استهدفت بغزو "أبيض" بحجج تاريخية باطلة، وأقيمت على حساب أهلها هذه الدولة التي أقل ما قيل وما يقال فيها أنها ذروة وقمة العنصرية.ويبقى أن نقول في النهاية إن هذه المسألة، أي ما قاله ترامب وما يقوله غيره، مسألة خلافية، حتى في أميركا نفسها، وأيضاً في معظم، إن لم يكن كل، الدول الأوروبية الغربية، مع أننا نلحظ نمواً متصاعداً بين الشبان "العنصريين"، سواء في بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا وبعض الدول الإسكندنافية.