استذكر الكاتب عبد العزيز السريع في احتفالية تكريمه، التي نظمها الملتقى الثقافي، رفيق دربه المخرج صقر الرشود، معتبراً أن رحيله كان فاجعة وشكل خسارة للحركة المسرحية في الكويت.وقال المحتفى به إن ما قدمه في مشواره في الفنون والثقافة كان محاولات لتقديم شيء للمجتمع، موجها شكره إلى كل الذين عرفهم في رحلته ومدوا إليه يد العون أو دفعوه إلى المضي قدما في طريق الإبداع. وتطرق السريع إلى الشق الآخر من عمله في مجال الثقافة من خلال مؤسسة البابطين، مشيراً إلى أنه اشرف على إصدار مئات من الكتب، وعلى رأسها معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، ووصفه بالعمل غير المسبوق في الثقافة العربية.بدوره، قال مدير الملتقي طالب الرفاعي إن هذا الملتقى يحتفي بقامة مسرحية كبيرة ظلت فاعلة في الحركة الثقافية والمسرحية طوال نصف قرن، لافتاً إلى أن الكاتب المسرحي عبد العزيز السريع فضله كبير على الكثير من الأدباء والمبدعين وهو منهم، حيث احتضنهم في بداية مشوارهم وساندهم وقدم لهم الدعم.أما الكاتب والمخرج المسرحي عبد العزيز الحداد فتحدث عن اكتشاف السريع له ولزميليه عبد الله الحبيل وعبد الرحمن العقل، معتبراً أن من لا يعرف السريع لا يعرف مسيرة المسرح في الكويت.
المشروع الثقافي النهضوي
من جانبها، أشارت الصحافية ليلاس سويدان إلى أن السريع نتاج المشروع الثقافي النهضوي الكويتي، وهو ابن تلك المرحلة بكل زخمها وثرائها وأفقها المتطلع لتأسيس بنية ثقافية راسخة منفتحة أيضا على محيطها العربي، وأن وعي جيله وحماسته هما من صنع هذه الحالة الثقافية التأسيسية.الكلمات المتقاطعة
وسلط استاذ الدراما د. فيصل القحطاني على جانب في مسيرة السريع وهو الدراما التلفزيونية، ولفت إلى أن مسلسل "الكلمات المتقاطعة" الذي كتبه السريع في بدايات تلفزيون الكويت يعتبر من أهم كنوز الدراما، مشيراً إلى أن كتابات السريع في الدراما التلفزيونية تحمل هدفا ورسالة اجتماعية عميقة.وفي شهادته، قال د. سليمان الشطي إنه من الصعب الكتابة أو الحديث عن الجوانب المتعدة في شخصية السريع فنانا وإنسانا، مبيناً أن أهم ما ميز رحلة السريع القيمة الفنية الباقية في أعماله.أما وزير الإعلام السابق محمد السنعوسي فتحدث عن الجانب الإنساني، موضحاً أن السريع يتميز بالتواضع والأدب الجم والأخلاق الرفيعة، مما يجعل الناس حائرين في كيفية التعامل معه. وأشار إلى أن السريع راجع كتابه الأخير وشطب الكثير من الأجزاء التي كان يمكن أن تسبب بعض اللغط، وبعد نشر الكتاب وجد أن رأيه كان سديدا. وفي شهادة الابن منقذ السريع، قال إن يشعر بالفخر لأن السريع أبوه، مبيناً أنه وإخوانه تعلموا من أبيهم الكثير عن الحياة والفن والثقافة.