مبادرة «الكويت» في إعادة الإعمار وبناء المنصات الاستثمارية
• حققت الكويت نجاحا في استضافة المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق، ولم يكن كالمؤتمرات التي عهدناها في عالمنا العربي، والتي لطالما تحولت إلى مصانع لبيانات الشجب والاستنكار، إنما انتهج المؤتمر نهجا جديدا أشبه ما يكون باستعراض الخريطة الاقتصادية الداعمة للاستقرار في المنطقة. وقد برز دور سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، في إنشاء منصة استثمارية جاذبة للدول الصناعية الكبرى للاهتمام بالمنطقة، وتوجيه المؤسسات التنموية لها؛ لدعم الأمن والاستقرار، وبهذا تصبح الكويت باعتقادي أول دولة تطبق عمليا آليات اقتصادية وتجارية لدعم واستقرار المنطقة ككل، وباعتقادي أيضا أن هذا النموذج مرشح للتطبيق في جنوب شبه الجزيره العربية لدعم الأمن والسلام والاستقرار في اليمن، وكما تعالت دول مجلس التعاون الخليجي على خلافاتها ودعمت مؤتمر الكويت الدولي، أتمنى أن تقوم بالأمر ذاته وأن تسعى إلى تصميم منصة استثمارية دولية في جنوب شبه الجزيرة العربية لدعم استقرار المنطقة.
• ومن مبادرة الكويت بمؤتمرها الدولي إلى "المبادرة " في الأدب العربي، فكما يقول المنفلوطي: تياران يجريان في الأدب العربي، غربي وعربي، فأما العربي فتمثل في المؤسسات التي حافظت على التراث العربي والإسلامي وحمته من الجمود في فترة التغريب العثماني، وكما عاشت أوروبا فترة الحياة الأدبية النشطة من علم وفلسفة وأدب في ذلك الوقت بعصر التنوير ظهر دعاة التنوير والأدب والنهضة في مصر كمحمد عبده وأستاذه جمال الدين الأفغاني اللذين تركزت أعمالهما الأدبية على الإصلاح والنهضة الأدبية. الأفغاني لم يكن عربيا إنما كان مهاجرا "مبادرا" من الشرق (أفغانستان) رغب في زيارة الحجاز فقادته الطرق إلى مصر باحثا عن النهضة العلمية والأدبية، فأحيط بطلاب العلم والمعرفة، أما محمد عبده (1849-1905) فقد تأثر بالمهاجرين الشوام، على حد تعبير مصطفى المنفلوطي في كتابه النظرات، و"بادر" في تطوير كتابة المقالة في الأدب المصري بعدما ترك الأزهر، وسار خلف ميوله الأدبية. وفي المبادرة أيضا أختتم بقول المنفلوطي: يا أيها الإنسان أقدم على عظائم الأمور ولا تلتفت يمنة ولا يسرة واخترق بسيف شجاعتك صفوف المعترضين والمنتقدين والمتهكمين فإنهم سيعترفون بفضلك ويسمونك عظيما.