لماذا يلجأ صانعو السينما إلى تكرار الشخصيات؟
انتشرت أخيراً ظاهرة تكرار شخصيات فنية سبق للنجوم تقديمها في أعمال عدة، مستغلين نجاحها كمبرر لإعادة تقديمها. وهنا يبرز السؤال: هل يعد هذا التكرار استغلالاً للنجاح أم إفلاساً فنياً، خصوصاً أنه ربما يصيب المشاهد بالملل؟
حول هذه الظاهرة المتكررة نتوقف.
حول هذه الظاهرة المتكررة نتوقف.
بعدما قدّم أحمد آدم «القرموطي في أرض النار» في العام الماضي، بدأ أخيراً تصوير فيلمه الجديد «القرموطي بيتمرمط» ليخوض من خلاله سباق موسم الصيف المقبل.الفيلم من تأليف الراحل عبد الله حسن، وإخراج أسد فولادكار، ويشاركه البطولة: دينا فؤاد، ووفاء عامر، ووليد فواز، وانتصار، وبيومي فؤاد، ومحمد ثروت، فيما يتولى الإنتاج أحمد السبكي.تدور الأحداث حول شخصية القرموطي ذاتها وتحديه وزارة السياحة، إذ يبني مقبرة للقراميط القدامى وأجداده، ويسعر تذكرة المقبرة بمئة جنيه للسائحين الزائرين، بينما يجسد الفنان الكوميدي بيومي فؤاد شخصية ضابط الشرطة الذي يتصدى للقرموطي وتبدأ الصراعات بينهما في إطار كوميدي ساخر.
يقدِّم آدم في «القرموطي بيتمرمط» شخصية القرموطي الشهيرة مجدداً، بعد تحقيقه انتشاراً كبيراً من خلالها. هو جسدها لأول مرة في حلقات برنامجه التلفزيوني الشهير «سر الأرض» عام 1994، وبعد نجاحها الساحق استعان بها سينمائياً لأول مرة في «معلش إحنا بنتبهدل» عام 2005، وبعد 12 عاماً أعاد تقديمها في «القرموطى في أرض النار» الذي عرض في يناير الماضي.كذلك عمل محمد سعد على استغلال شخصية «اللمبي» التي ظهر بها لأول مرة في «الناظر» عام 2000 إلى جانب الراحل علاء ولي الدين، وحقّق من خلالها نجاحاً جعله يقدمها بشكل منفرد عام 2002 في فيلم حمل اسم «اللمبي» مع كل من القديرة عبلة كامل، وحسن حسني، وحلا شيحة. شكّل الفيلم علامة فارقة في تاريخ سعد، وحقق من خلاله جماهيرية واسعة، ليعود بعد ثمانية أعوام بـ«اللمبي 8 جيجا» مع كل من حسن حسني، ومي عز الدين، ولكن بدرجات نجاح أقل.
عناوين
ولا يقتصر هذا الأمر في السينما المصرية على أسماء الشخصيات، بل نجده يمتدّ إلى عناوين الأفلام. وشهدت الساحة أخيراً استغلال أسماء عدد من الأعمال القديمة وظهورها بعد تحريفها بشكل فيه مغازلة للاسم الأصلي.من هذه الأفلام التي عُرضت أخيراً على شاشات السينما «رغدة متوحشة» من بطولة رامز جلال وبيومي فؤاد، ويقترب اسمه من «رغبة متوحشة» الذي أنتج في تسعينيات القرن الماضي، من بطولة نادية الجندي ومحمود حميدة.كذلك يتطابق «كابتن مصر» الذي أنتج منذ ثلاثة أعوام من بطولة محمد إمام وحسن حسني، مع فيلم من خمسينيات القرن الماضي تولى بطولته كل من إسماعيل ياسين ومحمود المليجي وماري منيب. بدوره، «زنقة ستات» الذي عرض في الصالات عام 2015 من بطولة حسن الرداد، لا يختلف عن «زنقة الستات» الذي أطلقته فيفي عبده عام 2000 سوى بأل التعريف. يُذكر أن الصانعين كانو اختاروا له في البداية اسم «تفاحة آدم» ولكنهم اكتشفوا تطابق الاسم مع مسلسل خالد الصاوي في رمضان 2014.رأي النقد
أوضحت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي أن استغلال الأسماء أو الشخصيات في السينما المصرية ليس أمراً جديداً ولا مبتكراً، بل لاحظناه في أفلام إسماعيل ياسين وليلى مراد، كذلك نجده في السينما العالمية، موضحة أن ذلك يُعد نوعاً من أنواع التذكير بالشخصية أو التلميح بنوع الفيلم. تابعت: «يلجأ إلى هذه الخطوة عادة صانعو الأعمال الكوميدية والرومانسية، لكن إذا لم تقم الشخصية بالتجديد وتطوير نفسها يملّ الجمهور منها وينتهي وتأثيرها».وافقها الرأي الناقد الفني عصام زكريا، قائلاً إن استغلال الاسم أمر طبيعي ليس في السينما المصرية فحسب بل في هوليوود أيضاً، ذلك للترويج للعمل واستغلال نجاح الأعمال السابقة التي حققت تأثيراً لدى الجمهور. وأشار إلى أن الجمهور أحياناً يحبذ أن يشاهد أفلاماً مألوفة اعتاد رؤيتها. لكن قد يكون لاستغلال الأسماء تأثير سلبي في صانعيها إذا فشلوا في إضافة اللمسات والابتكارات الجديدة إلى الشخصية، فيحدث نوع من التشبع لدى المشاهد يشعره بالملل من العمل.في السياق ذاته، أشار الناقد الفني نادر عدلي إلى أن تكرار الشخصية في أكثر من عمل هو نتيجة لنجاحها وارتباط الجمهور بها، وهو نمط اتبعه ممثلون مع شخصيات عدة سواء في الأعمال القديمة أو الجديدة، موضحاً أن الشخصية إن لم توظّف بشكل جيد يكون استمرارها غير مقبول من الجمهور، لأنها لم تضف جديداً ولم تحقق عامل المتعة لديهم.
أحمد آدم يقدِّم في «القرموطي بيتمرمط» شخصية القرموطي الشهيرة مجدداً