وثيقة لها تاريخ : أرض «الأحمدية الثانية» انتقلت ملكيتها من يعقوب الغانم إلى جاسم بودي إلى يوسف المرزوق ثم الدولة
نستكمل حديثنا حول فريج المرزوق بالحي القبلي بمدينة الكويت، فنقول إن من المعالم الرئيسية في هذا الفريج ديوان المرزوق، وهو ديوان بناه عبدالله بن محمد المرزوق قبل 200 سنة تقريباً، وظل مفتوحاً لزواره قرنين من الزمان. وقد أخبرني الأستاذ عادل بن يوسف بن خالد المرزوق (مواليد عام 1946) أن الديوان، الذي له باب منفصل يطل على شارع الخليج والبحر، كان يستقبل الكثير من أهالي الكويت ورجالاتها وشيوخها، وكان أمراء الكويت السابقون يترددون عليه في المناسبات العامة، خصوصاً في أول أيام الأعياد. وقد حدث مرة أن الديوان كان مغلقاً في أول أيام عيد الأضحى عام 1936م، بسبب وجود معظم رجال أسرة المرزوق في منطقة بوحليفة لقضاء إجازة الربيع. وقد لاحظ ذلك الشيخ أحمد الجابر، رحمه الله، عند زيارته لعدد من الديوانيات للمباركة بالعيد، فطلب أن يزوره المرحوم عبدالوهاب الداود المرزوق في وقت لاحق، وخلال الزيارة طلب الشيخ أحمد منه أن يحافظوا على ديوانهم التاريخي، وألا يغلقوه أبداً مهما كانت الظروف. وقد استمر الديوان إلى حين انتقال أسرة المرزوق إلى منطقة الشامية في بداية الستينيات، وانتقل ديوانهم معهم إلى هذا اليوم. ومن المعالم التي ترتبط بأسرة المرزوق نقعة المرزوق، وهي نقعة تقع مقابل فريج الخالد، وكانت سابقاً ملكاً لأسرة بودي الكريمة، واشترتها أسرة المرزوق لحاجتهم إلى نقعة تحمي سفنهم الكثيرة، كما اشترت أسرة المرزوق عمارة بودي التي تقع مقابل النقعة. وأخبرني الأستاذ عادل أيضاً أن عدداً كبيراً من الرجال والنساء عاشوا في بيت المرزوق الكبير حتى بلغ عدد الرجال في فترة من الفترات 80 رجلاً، وعدد النساء 50 امرأة من ضمنهم الخدم والعاملون في البيت، وكانوا خلال فترات الاستعداد للسفر الشراعي يعدون طعاماً لأكثر من 300 شخص أغلبهم من البحارة العاملين على سفن المرزوق وعددها 11 سفينة، أما ما يتعلق بسكان فريج المرزوق، فقد حصلت على معظم أسماء السكان من عدة مصادر ممن سكن بالفريج أو تردد عليه في صغره. ونبدأ بذكر المنازل التي تطل على الساحل من الشرق إلى الغرب، فأولها بيت يوسف المرزوق، الذي ثمنته الدولة وبنت على أرضه المدرسة الأحمدية الثانية كما ذكرنا سلفا. وقد أفادنا الأستاذ فيصل علي بنوان اليعقوب الغانم (مواليد 1940) أن أرض الأحمدية الثانية وما حولها كانت بيتا ليعقوب يوسف محمد الغانم، الذي باع البيت عن طريق حمد بن عبدالله الصقر في بداية القرن العشرين على جاسم بودي، الذي باعه بدوره على يوسف مرزوق المرزوق.
وهذه الرواية نقلها لنا الأستاذ فيصل عن والده علي، الذي توفي في عام 1974، وعمره يزيد على الثمانين. وتقع خلف هذا البيت أرض كبيرة كانت إسطبلا (ياخور) لتربية الغنم والبقر ورعايتها اشتراها يوسف المرزوق أيضاً، وأصبحت جزءاً من المدرسة، وكان يطلق على هذا الإسطبل "خرابة المنديل". ويقع إلى الغرب من المدرسة الأحمدية، وعلى ساحل البحر بيت المرزوق العود، الذي أصبح لاحقاً عدة بيوت منها بيت خالد الداود المرزوق، وبيت محمد الداود المرزوق، وبيت علي البنوان الغانم، وبيت عبدالعزيز المرزوق، إضافة إلى ديوان المرزوق الذي تحدثنا عنه. ويقع إلى الغرب منه بيت فهد الفوزان، الذي اشتراه من أسرة بن رزق الشهيرة، وبعده بيت آخر ليوسف المرزوق باعه على يوسف بهبهاني، وأصبح لاحقاً مقراً لجمعية السدو الكويتية. هذه المنازل كلها تطل على البحر، أما المنازل الأخرى خلف هذه المنازل، فنذكر منها بدون ترتيب بيوت البدر، وعلي البنوان، ومشعان الخضير وديوانه، وأحمد اليعقوب الغانم، والجسمي، والشرهان، ومعرفي، ومحمد العمر، ويوسف العمر، والرقراق، وعبدالحميد الصانع، وأحمد الفوزان، والعبهول، وجاسم السمحان، وعبداللطيف الصبيح، وحمود الحمود، وأحمد الحمود. هذا ما استطعت أن أجمعه من معلومات حول فريج المرزوق بالحي القبلي.