طرحت إحدى شركات الاتصالات أحدث حملاتها الإعلانية عن طريق الإعلامي أحمد أمين، مُقدم برنامج «البلاتوه»، وغنى خلاله أغنية المهرجانات «لأ.. لأ» لفرقة «الصواريخ».وظِّفت الكلمات بشكل ملائم لمحتوى الإعلان، وعقب طرح الحملة الإعلانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي حققت الرواج بين الجمهور، متخطية الثلاثة ملايين مشاهدة على «يوتيوب».
ويُعد هذا الإعلان الثاني على التوالي لشركة الاتصالات نفسها التي تستغل خلاله أغنية ناجحة من أغاني المهرجانات، وتضع كلمات مناسبة للمحتوى الذي تسعى إلى الترويج له. وكانت طرحت قبل أشهر عدة حملتها الإعلانية مستخدمة وجه الإعلامي والممثل الشاب أكرم حسني الذي ظهر بشخصية «أبو حفيظة»، واستغلت نجاح أغنية «العب يلا»، لأوكا وأورتيغا، بكلمات مناسبة للفكرة الإعلانية. كسر الإعلان حاجز الـ 30 مليون مُشاهدة على «يوتيوب» في ثلاثة أشهر فقط، وما زال يحقق المزيد من النجاح.دفع هذا الأمر شركة الاتصالات المنافسة لها إلى إطلاق أحدث حملاتها الإعلانية منذ أيام مستخدمة أيضاً الأغاني القائمة على اللون الشعبي، بل لجأت كذلك إلى أشهر مطربيها «أوكا وأورتيغا»، إلى جانب المطرب الشعبي أحمد شيبة ليقدموا معاً إعلاناً تحت شعار «شحنة وشبرقة».وتفاعل مع الأغنية عدد كبير من الجمهور، واستطاعت أن تكسر حاجز الـ15 مليون مشاهدة خلال الأسبوع الأول من عرضها على «يوتيوب»، وعبّر كثيرون عن إعجابهم بالدمج بين شركة الاتصالات وبين نجوم الأغنية الشعبية.في السياق نفسه، كان لتأثير المهرجانات دور في إعلان إحدى شركات المياه الغازية بعنوان «70 عاماً من التواجد في السوق المصري». اقتبس المعلنون أشهر الأغاني والمشاهد التي نجحت مع الجمهور خلال السبعين عاماً الماضية، ولكن بصورة كوميدية ساخرة خفيفة، مروراً بفترتي الثمنينيات والتسعينيات، حتى انتهى الإعلان بإحدى الأغاني الشعبية التي انتشرت في الفترة الأخيرة، ما أسهم في أن يعلق في ذهن المشاهد. وشارك في بطولته عدد من النجوم الشباب من بينهم محمد سلام، وأحمد مالك، وتارا عماد، في سابقة في إسناد الإعلان إلى نجوم شباب.
رأي النقد
يرى الناقد محمود قاسم أن المطربين الشعبيين أصبحوا الفئة الأكثر جذباً في الإعلانات، خصوصاً إذا كانت تقوم على أغنية جديدة، نظراً إلى أن الجمهور ينتظر الأغاني الجديدة وطريقة عرضها في الإعلان.ويضيف: «لم يعد الإعلان الدعائي للمنتج مجرد طرح للفكرة على الجمهور، بل تتداخل فيه عوامل كثيرة لعل أهمها تحقيق قدر تنافسي كبير بين الشركات المعلنة، ما يفسر سبب اجتهاد كل جانب في محاولة استغلال عناصر النجاح في المجتمع من أجل الحصول على أكبر نسبة مشاهدة».يتابع: «ولما كانت أغاني المهرجانات منتشرة وتحقق النجاح فاستخدمها المعلنون، وتحولت إلى مادة خام للترويج لمنتجاتهم عبر إعلانات حققت أيضاً النجاح، ووصلت إلى أكبر عدد ممكن من المُشاهدين».قاسم يرى أيضاً أن لجوء المعلنين أخيراً إلى استخدام اللون الشعبي في حملاتهم الإعلانية يرجع إلى نجاحها وقاعدتها الجماهيرية الكبيرة.ويفيد الناقد بأن الشركات تهافتت على نجوم «أغاني المهرجانات والشعبيات» لتقديم إعلانات يتضمن كل منها غالباً أغنية ناجحة مضافةً إليها كلمات جديدة تناسب المنتج لضمان أن يحقق الإعلان النجاح.كذلك يؤكد أن هذه الظاهرة صحية وفقاً لمؤشرات النجاح في الأجواء المحيطة، وهي تعزز نجاح الطرفين، فمن جانب يحقق الفنانون المشاركون أرباحاً كبيرة يتقاضونها من الشركات مقابل أدائهم الأغاني، وبدورها الشركات المعلنة تحقق أرباحاً وانتشاراً واسعاً كونها تعتمد على عناصر مضمونة النجاح.