الكويت بحاجة لمصالحة وطنية صادقة
في بلد الإنسانية، الكويت، وفي شهر مناسباتها الوطنية وأفراح شعبها، تم بحمد الله وبرعاية أبوية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، تسديد ديون المساجين الغارمين ورعاية أبوية للأيتام، وفرح الأهالي بإخلاء سبيل متهمي قضية دخول المجلس التي شغلت الشعب الكويتي سياسياً وقانونياً فترة طويلة، وطي صفحتها بما يثلج قلوب المتهمين وأسرهم وأغلب الشعب. وبهذه المناسبة أتوسم خيراً في النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر الصباح، فهو سليل حكيم العرب وعميد السياسة الدولية، وتربى في كنفه ورعايته، ونهل من تعليمه للإدارة والسياسة، ونتمنى منه أن يبادر بمصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً، فلابد لأبنائها من فتح صفحة جديدة، فالشيخ ناصر رجل المرحلة القادمة، وصاحب فكر ورؤية مستقبلية. والمصالحة الوطنية تساعده في التفرغ لنقل الدولة من الركود إلى ركب دول الشرق الأوسط اقتصادياً واجتماعياً؛ لأنها سياسياً بالمقدمة، ولا يمكن له أن يعمل بدون تهيئة بيئة داخلية مختلفة سياسياً وتشريعياً واجتماعياً. ومن نافذة "الجريدة" أوجه له نداء بإجراء مصالحة وطنية شاملة، وعلى كل سياسي مستقل وعلى التيارات السياسية مساعدته وفتح صفحة جديدة، تجمع ولا تفرق، تبني ولا تهدم، ولنبتعد عن لغة المصالح الشخصية الآنية، ولنذهب بحوارنا لبناء دولة مؤسسات مسطرتها المساواة بين كل الشرائح.
سنوات الخلاف السياسي التي مررنا بها أسفرت عن إلغاء الطبقة المتوسطة، وجعلتنا للأسف نعيش مرحلة الطبقتين، طبقة بدخل محدود وطبقة ثرية ثراء فاحشا، وإنني أخشى أن نصل إلى حال بعض الدول العربية، فهناك فساد مالي وإداري في أغلب مؤسسات الحكومة، وهناك بذخ في صرف المكافآت لمسؤوليها، ونثرياتها تصل إلى نحو 3 مليارات دينار سنوياً. ومتى تمت المصالحة وحاربنا جميعاً الفساد نكن قد مهدنا الطريق لرجل المرحلة الشيخ ناصر وأخذنا بيده للنجاح، وإذا صدقت النوايا ونظرنا بمساواة لكل مكونات الشعب نكون ساهمنا في بناء دولة رائدة ومتقدمة، ونصبح مثلاً أعلى لكل دول الشرق الأوسط.نبارك لصاحب السمو وولي عهده وللشعب الكويتي الكريم بكل أطيافه ولحكومتنا بأعيادنا الوطنية، وحفظ الله الكويت وأميرها وولي عهدها وشعبها من كل مكروه.