موفد سعودي إلى بيروت... والحريري مدعوّ رسمياً للرياض
سعيد لرئيسي الجمهورية والحكومة: لا تصلحان للإشراف على انتخابات نزيهة
تتواصل الاتصالات في لبنان بين القوى السياسية بوتيرة متسارعة لحسم التحالفات "لخوض الانتخابات البرلمانية"، قبل موعد إقفال الباب أمام اللوائح، على أن تتكشف الصورة تباعاً، اعتباراً من الأسبوع المقبل، إذ يفترض أن يحدد كل طرف سياسي موقعه وتموضعه قبل اقفال باب الترشيحات في 6 مارس. توازياً، تتجه الانظار غداً إلى زيارة الموفد السعودي نزار العلولا المكلّف الملفّ اللبناني من قبل المملكة العربية السعودية إلى بيروت لعقد لقاءات مع كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري. وأكدت مصادر متابعة أن "العلولا سينقل دعوة رسمية إلى الحريري لزيارة المملكة السعودية".في موازاة ذلك، اعتبر النائب السابق فارس سعيد، أن "رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري يسيئان للأمانة"، وقال: "يا فخامة الرئيس ويا دولة الرئيس، ما تقومان به إشارة واضحة أنكما لا تصلحان، بسبب انحيازكما، أن تشرفا على انتخابات نزيهة وشفافة". واتهم سعيد "العهد" بـ"منعه من عقد المؤتمر العام للحركة (حركة المبادرة اللبنانية) في فندق مونرو". وقال في مؤتمر صحافي عقده ورضوان السيد أمس، "منذ أغسطس 2017، نقوم مع رفاق لنا من كل مناطق لبنان بالتحضير لإنشاء وإطلاق إطار سياسي يعارض الحكم والحكومة معاً، وعقدنا اجتماعات عدة في المدينة وفي الريف، وعقدنا اجتماعين في أوتيل مونرو بتاريخ 4 و26 أكتوبر 2017 في ظل الإدارة الحالية، ولأن تجربتنا مع هذا الفندق كانت ناجحة، قررنا عقد المؤتمر العام بمشاركة أعضاء من كل لبنان في المونرو بتاريخ 24-2-2018 أي اليوم (أمس)، ففوجئنا بتاريخ 23-2-2018 أي البارحة (أمس الأول)، وبعدما أطلقنا الدعوات للأعضاء المشاركين وللإعلام، بإبلاغنا من قبل إدارة الفندق بأنه ولأسباب أمنية، لا يمكن الاستمرار في عقد المؤتمر، أي في احترام العقد بيننا والإدارة".
واعتبر أن "هذا المنع يندرج في سياق سلسلة من الخطوات التي قامت بها السلطة منذ بداية عهد العماد عون. فهذا العهد القوي، قويٌّ على مرسال غانم وهشام حداد وحنين غدار وأحمد الأيوبي وزياد عيتاني وجيسيكا عازار ومي شدياق والمخرج زياد الدويري. واليوم يحاول الاستقواء على المبادرة الوطنية. كلّ هذا في غياب أي إجراء تتخذه الحكومة من أجل وضع حدّ لقوة العهد!".إلى ذلك، رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ "دراسة لبنان كنموذج تستدعي الانتباه إلى التهديد الذي تمثّله إسرائيل. كما أن اقتصاده الحر ونظامه المصرفي يشكلان منافساً اقتصادياً لها، إضافة إلى أن المقاومة في لبنان نموذج لمقاومة الشعوب ومقاومة الاحتلال، وهذا النشاط يجب إظهاره"، مركّزاً أنّ "علينا أيضاً كشف أطماع إسرائيل في مواردنا المالية. إنّ هذا الملف يحتاج إلى الفهم التام بالقوانين الدولية". وأكّد أنّ "دبلوماسيتنا الدولية يجب أن تكشف خروقات إسرائيل لقرارات مجلس الأمن، لا سيما القرارين 425 و1701".ولفت إلى أنه "في ضوء قانون النسبية، لا بدّ من تمثيل المزيد من الفئات حيث لا تبقى فئات تشكو من التهميش"، مشدداً على "ضرورة احترام الدستور ومواعيده"، وداعياً إلى "انتفاضة دستورية بطرق ووسائل ديمقراطية، وتطوير القانون الإنتخابي بعد الانتخابات النيابية والموافقة على خفض سنّ الاقتراع وتجديد الحياة السياسية وتداول السلطة مع الأجيال الشابة". وقال خلال حوار بينه وبين طلاب الجامعة اللبنانية- الأميركية في مجلس النواب، أمس، إنّه "لا يمكن من خلال لقاء واحد إطلاعكم على دور المجلس النيابي الرقابية والتشريعية"، داعياً إلى"دراسة مفهومنا حول الديمقراطية التوافقية، والدبلوماسية البرلمانية من أجل قضايا لبنان وعلى رأسها الدبلوماسية في مواجهة الاحتلال".وفي وقت لاحق، نفى مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية "ادعاءات فارس سعيد، ود. رضوان السيد عن تدخل العهد لمنعهما من عقد مؤتمر في أحد الفنادق".كما أن مكتب الحريري رد على سعيد، مشيراً في بيان إلى أن "رئاسة الحكومة لم تتدخل في هذه المسألة لا من قريب ولا من بعيد، وهي غير معنية بأي مزاعم تساق في هذا الشأن لأغراض سياسية واضحة".