بحضور حشد من كبار الشخصيات والنجوم وجمهور ومحبي الفن التشكيلي، افتتح الفنان الكبير فاروق حسني معرضه الجديد في غاليري بيكاسو بالقاهرة. يواصل من خلاله مسيرته ذات الطابع التجريدي، وتناغمها مع ومضات سوريالية تتجلى في حضور اللون الأسود، كثيمة أساسية، فضلاً عن التعبير عن الفكرة الرئيسة من خلال رموز وأيقونات إيحائية تمنح الرائي متعة بصرية ووجدانية، وتضفي حالة من التميز إلى الجملة التجريدية. لفت مدير الغاليري صلاح بيكاسو إلى أن المعرض أحد أهم وأبرز الأحداث الفنية هذا الموسم، ويشرف غاليري بيكاسو باستضافته، لقيمة وتاريخ الفنان فاروق حسني، كذلك لما تمثله أعماله من تفرد ومتعة بصرية وجمالية راقية، لها جمهورها ومحبوها، لا سيما المجموعة الجديدة التي يظهر فيها ثراء المسطح التجريدي من خلال الرموز الإيحائية وتوظيفها بحرفية ودقة، ما أضفى حالة شديدة الخصوصية والتفرد على فضاء اللوحات.
وألمح بيكاسو إلى أن المعرض جاء كما هو متوقع راقياً في قيمته الفنية والجمالية، وعكس اهتماماً واضحاً بتقديم فلسفة تجريدية محملة بمضامين ذات دلالات عميقة ومتنوعة الموضوعات، تتفاعل مع قضايا إنسانية. كذلك أوضح أن الطابع التجريدي يدعم فكرة المعرض ورؤيته في ترك حرية قراءة الأعمال للمتلقي، ذلك من واقع تأثر الفنان بالشحنات اللونية وبنائها التشكيلي وعلاقاتها بالخطوط والعلامات، وقيم السطح المنضبطة بوعي ودقة. كذلك ذكر أستاذ الفنون الجميلة د. أشرف رضا: «يرجع للفنان فاروق حسني الفضل في التأصيل لثقافة العمل التجريدي الفني جماهيرياً، وهي خطوة أسهمت فيها شهرته كوزير ثقافة أسبق، كذلك نجاحه في التعبير عن نفسه وموهبته بأسلوب تشكيلي معاصر شديد الذاتية، ووفق بنائيات وأسس مغايرة للمعتاد والتقليدي، واهتمامه بالإفصاح عن روح العمل وجوهره، وتوظيفه شفرات رمزية وعلاماتية بعناية وذكاء، لتحرير الأشكال التجريدية من غموضها، لتتسع دائرة التلقي. وتعد تجربته الجديدة إضافة مهمة يستكمل بها نهجه الإبداعي المعاصر والراقي».
مسيرة إبداعية
من جهة أخرى، استضاف غاليري «العاصمة» في حي الزمالك بالقاهرة، معرض «حوائط من ورق» للفنان د. رضا عبد السلام، ويضمّ مجموعة من أحدث لوحاته ذات الطابع التعبيري، ومنتخبات من أبرز أعماله في معارض سابقة، تعبِّر عن رؤية متناغمة في الشكل والمضمون، واستلهام خصائص البيئة المصرية.حضر المعرض لفيف من الفنانين والنقاد ومحبي الفنون الجميلة، وقال عنه عبد السلام: «يمثل «حوائط من ورق» جانباً من مسيرتي الإبداعية على مدى 40 عاماً، ويطرح أفكاراً ومعالجات تقنية كنت أنجزتها في مطلع الألفية الثالثة، ولم أعرضها كاملة. بعد مرور 15 عاماً وجدت من الضروري، وضع إضافات لعدد من اللوحات، لمجرد إحساسي بأنها غير مكتملة، كي تكتمل الصورة بالشكل الذي يضفي عليها طابعاً تعبيرياً وحداثياً قوياً». لفت عبد السلام إلى أن فكرة اللوحات، تعود إلى زيارة عابرة لمصنع أسمنت سيناء عام 2001، حيث استوقفته أشكال أكياس الأسمنت، وحصل على كمية كبيرة منها للاستفادة منها كأسطح للرسم وكموضوع جمالي، وخامة للتجريب. بعد فترة شرع في العمل عليها، وتمكن من إنجاز 18 لوحة ذات مقاسات مختلفة، دارت موضوعاتها حول مثيرات وانطباعات الرحلة السيناوية الصحراوية وطبيعتها الخلابة، فضلاً عن الأجواء الروحانية الملهمة. من جهته، قال مدير غاليري العاصمة الفنان صلاح حماد إن مسيرة رضا عبد السلام، تجسد صورة حقيقية عن انشغال المبدع بالتجريب والبحث عن المغاير لمفاجأة المتلقي، واستثارة خياله وحواسه للترحال إلى مواطن جمالية جديدة. كذلك تحفل تجربته بغزارة الطرح والتجديد في الأساليب والصور الجمالية، وإطلاق العنان لخياله الإبداعي، ليتعدى أُطر الواقع بحثاً وتنقيباً عن وسيط أو شكل جديد يمكن تقديمه، ومع كل محطة وصول إلى الهدف، تبدأ رحلة البحث عن المحطة المقبلة.جائزة دافنشي
حصدت الفنانة المصرية نادية سري جائزة ليوناردو دافنشي للفنان الدولي من نقاد الفن التشكيلي بمؤسسة» روسو» بالتعاون مع «آرت افيتو» للفنون في إيطاليا، وذلك عن الجدارة الفنية. أقيمت الاحتفاليه في دورتها الثانية بقصر بورغيزي التاريخي بمدينة فلورانسا، بحضور حشد كبير من النقاد والشخصيات الفنية الدولية. أهدت نادية سري جائزتها إلى وطنها مصر، وهي إحدى أكبر الجوائز العالمية في المجال التشكيلي، وتختار اللجنة المانحة الفنانين من مختلف التخصصات الفنية حول العالم. كانت سري حصلت العام قبل الماضي على الوسام الذهبي بالدورة السادسة من بينالي بيرو الدولي 2016 عن الالتزام الفني، وعلى وسام فضي لعضويتها لجنة تحكيم البينالي الذي شارك في دورته هذه أكثر من300 فنان من 22 دولة حول العالم.يذكر أن نادية سري من مواليد عام 1958، وتعد من أبرز التشكيليات المصريات في مجال التصوير. شاركت في معارض مصرية ودولية، وحصلت على جوائز وتكريمات عدة، من بينها جائزة خاصة للتصوير بالألوان المائية في بينالي الأكوادور الدولي الرابع 2012، والجائزة الأولى لبينالي الأكوادور الدولي الخامس 2015، والوسام الفضي من البينالي 2016، وجائزة ليوناردو دافنشي لهذا العام.