شهد «سيبوني أغني» عودة سمير غانم إلى خشبة المسرح بعد غياب. العرض المسرحي من تأليف أحمد الإبياري، ويشاركه البطولة طلعت زكريا، وطارق الإبياري، وشمس، وشعبان عبد الرحيم، ومن إخراج عبد الغني زكي. تدور أحداثه حول برامج اكتشاف المواهب وكواليسها، وقد سبق أن قامت المسرحية بجولة خليجية في نوفمبر الماضي قبل افتتاحها وتقديمها في القاهرة قبل أعياد رأس السنة، وتستمر في إجازة نصف العام. كذلك يعود محمد صبحي من خلال مشروعه «المسرح للجميع» والذي أعلنه من سنوات، وتوقف لظروف إنتاجية ثم بسبب الأحداث السياسية التي مرت بها القاهرة خلال السنوات الماضية.
ويعود صبحي من خلال عرض أربع مسرحيات: «غزل البنات» التي تُعرض راهناً، ثم يستكمل المشروع بــ «خيبتنا»، و«سمع هُس»، وهي من تراث سعد الدين وهبة، و«هنوريكوا نجوم الظهر»، وهي بطولة عدد كبير من الوجوه الجديدة. صبحي تولى تأليف «غزل البنات» وإخراجها ويشاركه بطولتها الوجه الجديد ندى ماهر في دور ليلى مراد، وعبد الرحيم حسن في دور الباشا، وعبد الله مِشرف، وأركان فؤاد، وعمرو عبد العزيز، وآخرون، وتُعرض على مسرح مدينة سنبل.أعربت الفنانة نهال عنبر عن سعادتها بعودة غانم وصبحي إلى المسرح، لأنهما كانا بحاجة إلى الوقوف على خشبته والتفاعل مع الجمهور، وسماع ضحكاته، وتصفيقه.يشكل ذلك، بحسب عنبر، متعة في حد ذاتها مهما كانت حالة الفنان الصحية، خصوصاً إذا كان يعشق المسرح، واعتاد الوقوف عليه، من ثم يسترد عافيته جراء ذلك، وهو ما حدث لسمير غانم في آخر أعماله، إذ تبدلت حالته الصحية فور وقوفه على المسرح، وتحول إلى إنسان آخر بكامل عافيته ولياقته.وأضافت نهال أن تحديد سقف لإنتاج أي مسلسل بسبب الارتفاع غير المبرر في أجور النجوم، جاء في صالح المسرح، إذ لجأ إليه كثير من النجوم نتيجة لتوقف أكثر من عمل درامي.وتشارك الفنانة المصرية في عمل مسرحي كوميدي بعنوان «في بيتنا عروسة»، من تأليف حسن عبد الحميد، وإخراج مصطفى درويش، ويشاركها البطولة كل من ريكو، ومصطفى درويش، وعبير محمود، ويعرض قريباً. كذلك انضمت إلى عمل مسرحي آخر بعنوان «زقاق المدق»، وجار ترشيح بقية الأبطال، والعملان من إنتاح المسرح الخاص.
رأي النقد
أكّدت الناقدة ماجدة خير الله، أن عودة سمير غانم ومحمد صبحي بعد غياب كبير إلى المسرح مفاجأة جيدة لعُشاق الأخير، لأنهما قامتان كبيرتان، ولهما شعبية، ولكن لا تعتبر عودتهما عودة لمسرح القطاع الخاص، بل هي حدث فني استثاني.شرحت خير الله أن مسرح القطاع الخاص تراجع لارتفاع تكلفة الإنتاج، كذلك ثمن تذكرة الدخول، «ثم توقّف بسبب الأحداث السياسية تماماً»، وأضافت: «أصبح مجهود المسرح كبيراً على كل من عادل إمام وسمير وصبحي، فضلاً عن ابتعاد جيل هنيدي وسعد إلى السينما، حيث الأجر أعلى، والمجهود أقل. كذلك تغير الجمهور الذي أصبح لا يهوى النجم الأوحد على المسرح، ويفضل مسرح مصر، وتياترو مصر، رغم ضعفهما فنياً»...تجعل هذه الأسباب من استمرار المسرح الخاص أمراً مستحيلاً، بحسب خير الله، خصوصاً مع جيل الكبار، ونحن إزاء محاولة صبحي إحياء مشروعه القديم، لا سيما بعد التعاقد مع منتج. كذلك حاول سمير غانم والإبياري استغلال إجازة نصف العام وعيد الميلاد في عرض المسرحية بعد العودة من الخليج، وبعد فترة يتوقف هذا المسرح أو يستمر في أضيق الحدود.من جانبه، رأى الناقد نادر عدلي أن رجوع سمير وصبحي إلى المسرح أمر إيجابي وجيد، وهي محاولة منهما للعودة إلى الأضواء بعد ابتعاد طويل عن الفن عموماً، وليس المسرح فحسب.لم يشارك صبحي في أي عمل فني منذ سنوات طويلة، بينما شارك سمير غانم في مسلسلات مختلفة، وأضاف عدلي: «تجربة المسرح بالنسبة إليهما أمر استثنائي، نظراً إلى حالتهما الصحية، كذلك عادل إمام.وعن استمرار هذه التجربة ذكر عدلي: «يتوقّف الأمر هنا على الموضوعات التي يقدّمها كل من هؤلاء، فقد اعتمدوا في الماضي على نقد الأوضاع والمشاكل الاجتماعية والسياسية، وهذا الأمر غير مرغوب فيه الآن».يتابع: «يقدم جيل سمير وصبحي مسرحاً حقيقياً، ولن يرضى أي منهما بأي شكل آخر مثل «مسرح مصر»، الذي يلقى قبولاً راهناً».وعن عودة المسرح الخاص أضاف عدلي: «الأمر أعقد من أن يعود الفنان بعرض مسرحي أو اثنين، إذ يحتاج المسرح إلى خطة وتوجه عام من الدولة لتعزيز مكانته بعد ابتعاد المنتج الخاص عنه. لذا عليها أن تضخ فيه الأموال أسوة بالسينما، وبعودة المسرح العام يعود المسرح الخاص ونجوم الخشبة، غير ذلك يبقى محاولات فردية.