حقّقت الأفلام التي عرضت أخيراً نحو 27 مليون جنيه، وهو رقم ضئيل جداً، علماً بأن «الخلية» و«هروب اضطراري» تجاوز كل منهما الـ50 مليوناً. ما تفسيرك؟
لا مقارنة بين «الخلية» و«هروب اضطراري» وبين أفلام نصف العام، ولا بين أحمد عز وأحمد السقا وبين رامز جلال مثلاً. كذلك الأفلام التي ذكرتها بقيت في دور العرض فترات طويلة. أما أعمال نصف العام فليست لأبطال حقيقيين سوى أحمد عيد، والبقية أقل من المتوسط. ورغم أنها لا تتضمن محتوى أو أبطالاً، فإنها حققت إيرادات معقولة بالنظر إلى تكلفتها المتواضعة، فالمتعارف عليه في كل دور السينما العالمية أن الأفلام ذات الميزانية الضخمة والتكلفة المرتفعة تحقق إيرادات عالية.هل الفيصل في أي موسم الميزانية وحجم النجوم في العمل، أم المضمون والقدرة على فرض السيطرة؟للأسف، لتكلفة العمل الفني وأبطاله دور كبير في نجاحه، وهذان العنصران يفرضان السيطرة في تحقيق الإيرادات، لأن الفيلم عبارة عن سلعة تجارية، والدليل أن «فوتو كوبي» محتواه رائع لكنه لم يحقق الأرقام المطلوبة على عكس بقية الأعمال التجارية. الأفلام التي تحقق النجاح عادة تتضمن مشاهد حركة وتكون ذات ميزانية ضخمة، بغض النظر عن محتواها.
تقييم
ما تعليقك على سحب «حليمو أسطورة الشواطئ» من دور العرض بعد 21 يوما فقط من إطلاقه؟إنها فترة جيدة جداً بالنسبة إلى هذا الفيلم لأن الجمهور لم يكن يتوقع منه أكثر من ذلك، وثمة أفلام أفضل منه بكثير تستمر فقط حفلتين في السينما.ما تعليقك على غياب البطولة النسائية في الموسم؟البطولات النسائية مختفية عموماً من السينما منذ فترة، وكان آخر عمل في هذا المجال «نوارة» من بطولة منة شلبي. للأسف، الأسماء النسائية في السينما لا تستطيع أن تتصدى لوحدها للبطولة، ما عدا ياسمين عبدالعزيز. المنتجون لا يراهنون على البطولة النسائية إلا في حال مشاركة بطل له قاعدة جماهيرية كبيرة.ما تقييمك لفيلم «خلاويص»؟الفيلم بطولة أحمد عيد وتشاركه آيتن عامر، وهو من نوع الأعمال الفنية الجديدة، ما يجعله يختلف عن الأعمال الكوميدية الأخرى، ونستطيع أن نقيمه بأنه كوميدي اجتماعي خفيف لا يتضمن تهريجاً، والكوميديا فيه نابعة من الموقف وفيه أيضاً جرعة إنسانية عالية كما اعتدنا من بطله.عقد البعض مقارنة بين «طلق صناعي» و«الإرهاب والكباب». فما رأيك؟في موقف الفيلمين الأساسي تشابه: أحد الأشخاص عن طريق المصادفة يتحوّل فجأة إلى إرهابي ويحتجز بعض الرهائن وتحاصر قوات الداخلية المكان. لكن الاختلاف في الهدف: ذهب عادل إمام إلى مجمع التحرير لإنهاء بعض الإجراءات الخاصة بابنه، فيما قصد ماجد الكدواني السفارة الأميركية لأخذ تأشيرة السفر إلى أميركا. لكن الخطوط العريضة للفيلمين متشابهة.منافسة ورقابة
تنافست هذا الموسم سبعة أفلام معظمها كوميدي قليل التكلفة، فهل يمكن اعتبارها مصادفة، أم أننا إزاء تخطيط متعمد من جهات الإنتاج والتوزيع نظراً إلى طبيعة الموسم؟في السينما المصرية لا وجود للتخطيط المتعمد. تنتج شركات الإنتاج المتوسطة الحال أفلاماً متوسطة المحتوى، وأصحاب الدور يرفضون عرضها في موسم «ساخن». ما يعني أن من الصعب أن نجد في موسم الأعياد أو الصيف أفلاماً متوسطة، فيما تحضر في موسم نصف العام.هل تؤدي الرقابة دوراً في صياغة المشهد السينمائي سواء عبر إجازة هذا الفيلم أو منع ذلك، أم أن المناخ العام يتحكم بهذا الأمر؟بالتأكيد للرقابة دور في صياغة المشهد إذ تُراعي الظروف العامة. ما كان مسموحاً منذ 20 عاماً أصبح التعامل معه راهناً بحذر. وظروف المجتمع كانت تسمح بعرض محتوى متنوع فيما يصعب ذلك راهناً.لماذا اختفت الأفلام الجادة أو التي يصفها البعض بغير التجارية إذ يتضاءل عددها موسماً تلو الآخر؟شاهدنا أخيراً أفلاماً جادة مثل «أخضر يابس» و«فوتو كوبي»، لذا لا نستطيع أن نقول إن هذه الأفلام اختفت. عموماً، لكل نوع جمهوره الخاص، والمنتج في تكلفة الفيلم يُراعي أيضاً ذلك. لكن في دول العالم كافة نسبة الأفلام الجادة أقل من تلك التي تلجأ إلى التسلية والمغامرات. في سينما هوليوود مثلاً لا نجد من ضمن 800 فيلم سوى 20 فيلماً جاداً، وهي نسبة قليلة. كذلك في السينما المصرية، نجد أن أعمال الحركة والكوميديا أضعاف الأفلام الجادة.السينما المستقلة
عن مفهوم السينما المستقلة قالت خيرالله: «هي السينما التي لا تعتمد في المقام الأول على نجوم لامعين في الوسط الفني، بل على الموهبة أولاً وعلى المحتوى، مثل «أخضر يابس» الذي لم يضمّ أي ممثل معروف لكنه مصنوع بشكل جيد، كذلك «علي معزة وإبراهيم».هل من الممكن أن تجد السينما المستقلة مكانة حقيقية لها في مصر، خصوصاً أن البعض يرى أنها الأمل في الدفع بصناعة السينما إلى الأمام؟ تجيب خيرالله: «السينما المستقلة حاضرة في مصر ولكن بشكل غير لافت، وهي بدأت تتزايد، والأمل هنا يكمن في ظهور بعض الموهوبين من كتاب السيناريو والمخرجين والممثلين بدلاً من انتظار نجم أو غيره».