«المشكلة الكورية» التالية
![واشنطن بوست](https://www.aljarida.com/uploads/authors/862_1719164326.jpg)
ولكن لمَ تُعتبر مشاعر الوحدة الوطنية مهمة؟ هذه المشاعر مهمة إنما بطريقة تختلف عما قد يعتقده معظمنا، ففي عمل متابعة استند إلى مقابلات مطوّلة مع الفارين، واكتشفتُ قصة غير متوقعة، إذ يملك كوريون شماليون كثر روحاً أو قواعد سلوك متأصلة بعمق تشدد على أهمية تضحية المواطن وواجبه تجاه الأمة. وفي حالة الكوريين الشماليين الذين يعتبرون الكوريين الجنوبيين جزءاً من هذه الأمة، تتحوّل هذه الروح، التي تشكّلت نتيجة عملية تكيّف اجتماعي مستبد في الشمال، إلى إحساس بالواجب الديمقراطي في الجنوب الديمقراطي.يعتبر الباحثون غالباً أن عملية الانتقال إلى الديمقراطية تقوم على التخلي عن الماضي المستبد، ولكن أخبرني أحد الفارين: "حتى عندما كنت أعيش في الشمال، كنت أظن أن مَن يهتمون للبلد يقومون بأمور من أجله، وبما أنني أعيش هنا اليوم، أشارك في عملية الاقتراع. هناك الشمال وهنا الجنوب، ولكن في داخلنا كلنا كوريون... دمنا يوحدنا". لكننا لا نعرف ما إذا كان الكوريون الجنوبيون يشاطرونهم الرأي، فلا يكمن الخبر الحقيقي في الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018 في خطوة كوريا الشمالية، بل في رد فعل كوريا الجنوبية المنقسم بقوة. صحيح أن كوريين جنوبيين كثراً رحبوا بحرارة ولو بحذر بالكوريين الشماليين، إلا أن البعض شعروا أن سيئول بدت متساهلة جداً، وخصوصاً على حساب عدد من رياضييها.حمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها: "ألعاب بيونغتشانغ أم بيونغيانغ؟". تنتشر هذه المشاعر بشكل خاص بين الشبان الكوريين الجنوبيين، الذين ما عادوا يشعرون بنوع الوحدة الوطنية عينه مع الكوريين الشماليين كما أجدادهم.خلف صور المشجعات الكوريات الشماليات وعلم الوحدة في الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018 يظهر انقسام متنامٍ في الهوية في شبه الجزيرة الكورية ونوع مختلف من "مشاكل كوريا الشمالية"، ولا شك أن نظرة الكوريين الشماليين والجنوبيين إلى بعضهم (كواحد "منا" أو "منهم") ستشكّل محوراً أساسياً بالغ الأهمية في تحديد ما إذا كانت الديمقراطية ستبدّل شكل شبه القارة وما الشكل الذي سيتخذه هذا التبدل.* آرام هور* «واشنطن بوست»