تعرض غاليري «إكزود» 30 لوحة مائية للرسام التشكيلي أنطوان مطر، تتميز بالانسجام البصري وبمفرداته الإيقاعية، اذ تندمج ثيمات اللوحة مع الفكرة التي ينطلق منها الفنان للتعبير عن جمالية المكان، التي تستحوذ على تفاصيل هندسية في أبعادها.تمتلك لوحات أنطوان مطر خاصية الإنسان ومجموع تأملاته، ومشاعره ولواعجه الفنية ذات العمق الرؤيوي والمضامين التشكيلية النابعة من الخطوط والألوان المائية والدهشة التي تثير الوعي بشفافية التجانس والتماسك، والمحسوسات بين الأشكال، ضمن مساحة تتشكل من نقاط مختلفة توحي بأمكنة متعددة لها معانٍ مختلفة، وذات ملمح ممتع بصرياً وجذاب للفكر والحواس.
اللافت في اللوحات أنها تتآلف مع تقنيات يستخدمها الفنان لإيجاد أبعاد بانسجام ذي حاضر ومستقبل يوحي بالماضي، وينطق بجمال الخط والمفهوم اللوني، إضافة إلى عذوبة اللوحة ورقتها، وإن جسدت في ثناياها ما هو خاص في الفن التشكيلي.
«لقاءان وجنازة»
تحت عنوان «لقاءان وجنازة»، يعرض الفنان البنغالي نعيم مهيمن مجموعة من أعماله التي تتنوع بين التجهيز والفيديو وفيلم Documenta 14 وذلك في مركز بيروت للفن (يستمر لغاية 9 أبريل 2018). في منتصف القرن العشرين، برزت حركات في العالم الثالث، من بينها الحركة من أجل الوحدة الإفريقية- الآسيوية وعموم إفريقيا، حركة عدم الانحياز وغيرها، ما دفع منتديات عالمية إلى الاعتقاد بأن الجنوب العالمي يمكنه إعادة تشكيل قيادة العالم، وإنهاء مراقبة العملة الأميركية. ضمن هذا الإطار، يعرض Documenta 14 تاريخاً مجزأ إلى ثلاث قنوات، تتناول هذا الحلم منذ عام 1973 الذي خنقته في مهده الأخطاء الداخلية والهيمنة الخارجية. متمحوراً حول اجتماع حركة عدم الانحياز في عام 1973 في الجزائر، ومناقضات أيديولوجية في منظمة التعاون الإسلامي (أويك) واجتماع لاهور في عام 1974، يصوّر الفيلم ما سماه الحرب الباردة «الجديدة»، وتناقضات حركات إنهاء الاستعمار التي أهملت تحرير قياداتها من التبعية، فضلا عن التوترات المدفونة بين القوى التي تتنافس على قيادة «العالم الثالث». يستنتج الفيلم أن الأمل اليوتوبي لمشروع العالم الثالث فشل ليس بسبب أعداء خارجيين فحسب، ولكن بسبب أخطاء فادحة في محور 1970 من الاشتراكية إلى الإسلاموية كأيديولوجية موحدة، واستئصال الاستعمار غير المكتمل.مقالات ودراسات
عرض الفنان نعيم مهيمن أعماله في بيروت للمرة الأولى عام 2005، ثم تتالت معارضه في العاصمة اللبنانية في 2011 و2015 و2017. جسد بحثه في مؤسسة الصورة العربية على «المتطوعين» البنغلاديشيين في فيلم «أبو عمار قادم» (2016). تشمل مقالاته: «الجذور الإسلامية للهيب هوب» (2004)، «الخونة، المعجم القابل للتحويل» (2015)، «جواز سفر محمد علي بنغلاديش» (تحقيق جديد، 2016) و«الوحدة الوحشية لحملة المسافات الطويلة» (2017).تستكشف مقالاته وأفلامه وصوره الفوتوغرافـية التاريخ المتفجر لدول العالم الثالث من ضمنها تاريخ اليسار العالمي، ويعرب من خلالها عن خيبة أمل كاملة بالنسبة إلى قدرة المجتمع الإنساني على التغيير.