مرافعة : خطاب كراهية الوافدين مُجرَّم!
![حسين العبدالله](https://www.aljarida.com/uploads/authors/233_1678300581.jpg)
وقد بات خطاب الكراهية الموجه ضد الوافدين يستهدف النيل منهم لمجرد أنهم مقيمون على أرض الكويت، رغم أن ما يقع منهم من مخالفات أو جرائم لا يقل خطورة عن الجرائم أو المخالفات التي يرتكبها المواطنون، كما أن التركيز على الحقوق التي تمنحها الدولة لهم وفق القوانين المعمول بها هي حقوق يستخدمها الكويتيون، لاسيما أنها حقوق نص عليها الدستور للإنسان، ولم يتحدث بها بلسان المواطنة فقط!فالدستور، بحكم المادة 25 منه، نص على أن "تكفل الدولة تضامن المجتمع في تحمل الأعباء الناجمة عن الكوارث والمحن العامة، وتعويض المصابين بأضرار الحرب، أو بسبب تأدية واجباتهم العسكرية" ومن ثم فإن الخطاب الذي توجهه المادة عام للمواطنين والمقيمين بتعويضهم عن الأضرار التي هي مقابل الأعباء الناجمة عن الكوارث والمحن العامة، أو تعويضهم حال استشهاد أي منهم تمت الاستعانة به في الخدمة العسكرية.كما أن الدستور لم يختزل الكرامة الإنسانية والمساواة في الحقوق والواجبات في المواطنة، بل في الإنسان نفسه، أيا كان أصله أو لونه أو دينه، سواء كان مواطنا أو مقيما، بأن نصت المادة 29 منه على أن (الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين).كما أن الدستور نص في المواد 30 و31 و34 على مجموعة من الضمانات التي منحها للمواطن والمقيم بأن نص في المادة 30 على أن الحرية الشخصية مكفولة، وفي المادة 31 على عدم جواز القبض على أي إنسان، مواطنا كان أو مقيما، أو حبسه أو تفتيشه أو تقييد حريته في الإقامة أو التنقل، إلا وفق القانون، كما أكد في المادة 34 أن البراءة أصل يلازم الإنسان، ويعد المتهم أيا كان أصله بريئا توفر له كل الضمانات القانونية للمحاكمة، وكفل الدستور للإنسان حقه في الاعتقاد أو التعبير عن الرأي، وأكد أن للمساكن حرمة لا يجوز المساس بها أو التنازل عنها، بل قرر عدم جواز الدخول إليها إلا بإذن، وأكد أن للإنسان حرية في المراسلة البريدية البرقية والهاتفية، وبأنها مصونة بالدستور!