بدأ أمس الموفد الملكي السعودي الخاص نزار العلولا زيارة إلى لبنان لإجراء محادثات مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري.

وكان في استقباله في المطار السفير السعودي وليد اليعقوب والدبلوماسي طنوس القبعيتي من وزارة الخارجية اللبنانية. وأشار العلولا فور وصوله إلى أنّه «بكلّ تأكيد» سيدعو رئيس الحكومة سعد الحريري لزيارة الرياض.

Ad

وقد نقل الموفد السعودي رسالة شفهية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، والقيادة السعودية تؤكد دعم سيادة لبنان واستقراره ومتانة العلاقات اللبنانية – السعودية.

من جهته، أكد عون «رغبة لبنان في إقامة أفضل العلاقات مع السعودية»، منوها بـ «وقوف المملكة إلى جانب لبنان».

وأفادت معلومات صحافية بأن «الموفد السعودي يحمل معه رسالة قد تكون دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون للمشاركة في القمة العربية».

إلى ذلك، لا تزال تداعيات زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي دايفد ساترفيلد، الأسبوع الماضي، حول الخلاف بين لبنان واسرائيل على «البلوك 9» تلقي بظلالها على الساحة السياسية اللبنانية. وربطت مصادر متابعة لـ»الجريدة»، أمس، بين زيارة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات حفظ السلام جان بيير لاكروا ونتائج المحادثات التي أجراها المسؤول الأميركي.

وقالت المصادر، إن «لاكروا أتى إلى بيروت ليبلغ المعنيين ضرورة عدم التصعيد على الجبهة اللبنانية الجنوبية، إذ سيشدد على دور اليونيفيل في ضبط الإيقاع بين لبنان وإسرائيل في حال حصول أي خروقات».

وأبلغ رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون لاكروا، خلال استقباله أمس، بأن «لبنان حريص على استمرار الاستقرار والهدوء في الجنوب، لكنه في المقابل مستعد للدفاع عن نفسه إذا ما أقدمت إسرائيل على الاعتداء عليه»، لافتاً إلى «استمرار خرق إسرائيل لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وانتهاك الأجواء اللبنانية لقصف الأراضي السورية».

وأشار إلى أن «محاولة إسرائيل بناء جدار أسمنتي على الحدود الجنوبية، لاسيما في النقاط الـ 13 من الخط الأزرق المتحفظ عليها، هي اعتداء اضافي على السيادة اللبنانية يرفضه لبنان رفضاً مطلقاً».

ونوه «بالجهود، التي تقوم بها اليونيفيل في الجنوب»، محيياً «شهداءها الـ 183 الذين سقطوا في سبيل حفظ السلام منذ بداية مهمتهم عام 1978»، لافتاً إلى أن «خفض موازنة اليونيفيل سيكون له وقع سلبي على فاعلية دورها الذي يكتسب أهمية خاصة في هذه الفترة بالذات التي نشهد فيها توتراً على الحدود ونتيجة التهديدات الإسرائيلية».

وشدد لاكروا، بعد اللقاء، على «أننا نحظى بتعاون وثيق مع الجيش اللبناني الذي ضاعف وجوده أخيراً في منطقة عمل اليونيفيل، وهذا ما نرّحب به بشكل إيجابي جداً.

ويأتي كلام عون أمس مع بعد تعليق رئيس مجلس النواب نبيه بري لصحيفة «الأخبار» في عددها الصادر أمس، على اقتراح عون، في حديثه مع قناة «السومرية» العراقية، الأسبوع الماضي، اللجوء إلى التحكيم الدولي في ملف النزاع حول الحدود البحرية مع اسرائيل، وأكّد بري تحفّظه على هذا الطرح، مشيراً إلى أنه لا يتبنّاه «بالمطلق خوفاً من أي ضغوط دولية في هذا المجال».

في السياق، زار الرئيس عون، أمس، قيادة الجيش في اليرزة، والتقى قائد الجيش العماد جوزاف عون وبحث معه في الأوضاع الأمنية في البلاد ومهمات المؤسسة العسكرية واحتياجاتها المختلفة.

ونوه الرئيس عون بجهود الجيش للحفاظ على استقرار البلاد والدفاع عن الوطن في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب، وشدد خلال الاجتماع على «ترسيخ الوضع الأمني في البلاد».

وأكد عون «وحدة الموقف الرسمي والشعبي الداعم لجهوزية الجيش على الحدود الجنوبية لضمان حقوق لبنان في حدوده البرية والبحرية واستثمار كامل موارده النفطية والاقتصادية، جنباً إلى جنب مع الحفاظ على استقرار هذه المنطقة بالتعاون والتنسيق مع القوات الدولية تنفيذا للقرار 1701».

إلى ذلك، ووسط اعتراضات كبيرة على بعض الأسماء، التي رشحها حزب الله إلى الانتخابات النيابية المقررة في مايو المقبل، قال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب ​محمد رعد​، «الآن المعركة الانتخابية ليست أسماء أشخاص مهما كان حجم هؤلاء، الآن معركة مجموعات ضغط نريد أن تصل إلى ​المجلس النيابي​ من أجل أن تواصل الدفاع عن حقوقكم ورعاية مصالحكم، لا تنظروا إلى هذه اللائحة ماذا يوجد فيها من أسماء، انظروا إلى اللائحة التي تدافع عن مصالحنا وحقوقنا ومقاومتنا وآمالنا». وختم رعد بالقول: «أنت بعدم انتخابك يعني أنت أسقطت قوة الضغط التي ستدافع عنك وأفسحت المجال أمام مجموعات الضغط الأخرى لكي تمارس ما تمارسه ضدك، هذه المسألة على أساسها أنت تختار، الانتخاب للوائح ومجموعات وليس لأشخاص بعينهم».