خروقات لهدنة بوتين... وواشنطن تضرب في دير الزور

• فصائل الغوطة تلفظ «النصرة» وشركاءها
• لندن ستشارك بعمل عسكري إذا استخدم الكيماوي

نشر في 28-02-2018
آخر تحديث 28-02-2018 | 00:05
جندي للنظام مع حافلات وسيارات إسعاف تنتظر خروج مدنيين من الغوطة على حاجز الفاقدين على أطراف دمشق أمس (أ ف ب)
جندي للنظام مع حافلات وسيارات إسعاف تنتظر خروج مدنيين من الغوطة على حاجز الفاقدين على أطراف دمشق أمس (أ ف ب)
رغم إعلان فصائل ريف دمشق استعدادها لإخلاء مقاتلي «هيئة تحرير الشام» و«جبهة النصرة» والقاعدة وعائلاتهم من غوطة دمشق الشرقية، خلال 15 يوماً، كتب الرئيس السوري بشار الأسد نهاية سريعة لهدنة أعلنها حليفه الروسي، فور دخولها حيز التنفيذ صباح أمس، واتهم المعارضة باستهداف مسار خروج المدنيين.
مع تلقي حلفائه ضربة أميركية جديدة في دير الزور، خرق طيران الرئيس السوري بشار الأسد هدنة إنسانية أعلنها تحت ضغط دولي واسع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لخمس ساعات يومياً، ودخلت حيز التنفيذ صباح أمس في منطقة الغوطة الشرقية بغارات وقصف وبراميل متفجرة شملت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بلدات الأفتريس الشيفونية ومسرابا، بالإضافة إلى أطراف مدينتي حرستا ودوما.

وقبل بدء تطبيق الهدنة، التي جاءت بعد أربعة أيام على تبني مجلس الأمن القرار الكويتي- السويدي الذي ينص على وقف شامل لإطلاق النار في سورية "من دون تأخير"، وثق المرصد مقتل سبعة مدنيين، هم رجل قتل جراء سقوط قذائف على مدينة دوما، حيث قتلت أيضاً سيدة جراء انهيار منزلها المتصدع بفعل القصف.

ولاحقاً، أعلن مدير المرصد رامي عبدالرحمن عن مقتل أول طفل بعد بدء تطبيق الهدنة، موضحاً أن سبعة مدنيين آخرين أصيبوا بجروح جراء إطلاق قوات النظام لأربع قذائف على الأقل على بلدة جسرين.

واتهم النظام، وفق وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، "جبهة النصرة والمجموعات الإرهابية باستهداف مسار الممر الآمن لخروج المدنيين من الغوطة في مخيم الوافدين بخمس قذائف لمنع خروجهم ومواصلة استخدامهم دروعا بشرية"، معتبراً ذلك يعرقل تنفيذ الهدنة.

وبعد نحو عشرة أيام من قصف عنيف أودى بحياة أكثر من 560 مدنياً، دخلت هدنة حددها بوتين بخمس ساعات حيز التنفيذ عند التاسعة صباحاً (7:00 ت غ) في الغوطة، ويُفترض أن تطبق يومياً، على أن يُفتح خلالها "ممر" عند معبر الوافدين شمال شرق مدينة دوما لخروج المدنيين.

وإذ أكد المتحدث باسم الكرملين​ ​ديمتري بيسكوف​ أن "​روسيا​ تنفّذ قرار ​مجلس الأمن​"، أشار إلى أن "عملية إجلاء المدنيين من ​الغوطة تتعلق بكيفية تصرف مسلحي المعارضة"، معرباً عن أسفه لـ"تدهور الأوضاع واتخاذ مسلحي المعارضة المدنيين رهائن".

إخلاء "النصرة"

وتزامناً مع بدء الهدنة، أكدت فصائل "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" وحركة "أحرار الشام" الإسلامية استعدادها لإخلاء مقاتلي "هيئة تحرير الشام" و"جبهة النصرة" سابقاً والقاعدة وعائلاتهم من المنطقة بعد 15 يوماً من دخول القرار الكويتي لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ الفعلي.

واقترحت فصائل الغوطة أن يتم ذلك "وفق آلية يتم الاتفاق عليها خلال الفترة نفسها وبالتعاون مع مكتب مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا".

وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان بموسكو، أمس، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه سيتم نقل مساعدات إنسانية للغوطة وإجلاء المدنيين باستخدام "ممر إنساني" ساعدت موسكو على فتحه، منبهاً إلى أن روسيا ستتابع مدى التزام فصائل المعارضة بالهدنة.

وقال لافروف: "لتنفيذ القرار 2401 يجب التوصل لاتفاق على الأرض. ونحن سنتأكد من الناحية العملية من مدى التطابق بين تأكيدات الفصائل غير الشرعية الثلاثة، التي تدعي فك الارتباط بالنصرة، بشأن استعدادها لوقف إطلاق النار وبين نواياها الحقيقية".

واعتبر لودريان أن روسيا هي اللاعب الدولي الوحيد، ووحدها القادرة على الضغط على دمشق لتنفيذ قرار وقف إطلاق النار رقم 2401، الذي نجحت الكويت في تمريره بإجماع أعضاء مجلس الأمن، مشدداً على ضرورة الالتزام به وإيصال المساعدات الإنسانية وإجلاء المصابين والمرضى والأطفال.

احترام الهدنة

وطالبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت، أمس الأول، موسكو بأن تستخدم "نفوذها" على النظام، لكي يوقف "فوراً" هجومه على الغوطة المكتظة بالسكان، مؤكدة أنه "وداعميه الروس والإيرانيين يواصلون الهجوم على الرغم من نداء مجلس الأمن لوقف إطلاق النار".

وشددت نويرت على أن "النظام يزعم أنه يحارب إرهابيين، ولكنه عوضاً عن ذلك يروّع مئات آلاف المدنيين بالغارات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي وبهجوم بري يلوح في الافق. إن استخدام النظام لغاز الكلور كسلاح لا يؤدي إلا لزيادة السكان المدنيين بؤسا".

استخدام الكيماوية

وفي حين فتحت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تحقيقاً يوم الأحد في هجمات بغاز الكلور وقعت في الآونة الأخيرة بالغوطة، بحسب ما نقلت "رويترز" عن مصادر دبلوماسية، شدد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون على أن الغرب لن يبقى مكتوف الأيدي أمام استخدام الأسد للكيماوي، متوعداً بشن "غارات محددة" ضده إذا تأكد تورطه في ذلك.

وأشار جونسون، في كلمة بمجلس العموم، إلى دعم "الكثيرين" للغارات الصاروخية الأميركية على قاعدة النظام في الشعيرات بمحافظة حمص في أبريل الماضي، إثر ضربه بلدة خان شيخون في إدلب الكيماوي، مبيناً أن السلطات البريطانية ستواصل دراسة "التقارير المقلقة" عن استخدام الكلور في الغوطة بتحقيق مفصل فيها.

ضربة أميركية

وفي تطور ميداني، استهدفت طائرات أميركية، ليل الإثنين- الثلاثاء، تجمعات لميليشيات إيران المتحالفة مع النظام في دير الزور، بعد محاولتها التقدم باتجاه معمل "كونوكو" للغاز، الذي تسيطر عليه قوات سورية الديمقراطية (قسد) ووحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن.

ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن مصادر مطلعة أن القوات الموالية لدمشق هاجمت بلدتي عقيدة جديدات وعقيدة بقارة، غرب معمل "كونوكو"، الذي يعد أكبر مؤسسة لإنتاج الغاز الطبيعي في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، وسيطرت على 22 نقطة تابعة للوحدات، مما استدعى تدخل المقاتلات الأميركية لإجبارها عن التراجع.

وبحسب المصادر، قصفت المقاتلات الأميركية تجمعات لتلك القوات في بلدة الصالحية شمال دير الزور، التي شهدت في 7 فبراير ضربة أميركية واسعة أسفرت عن مقتل نحو 200 روسي يعملون مع شركة عسكرية خاصة مرتبطة بالكرملين حاولوا التقدم نحو مقر قيادة يوجد فيه مستشارون أميركيون.

back to top