تحاشت السلطات الإيرانية، التي تواجه ضغوطا غربية متزايدة بعدة ملفات، الرد على تهديد الولايات المتحدة بـ"اتخاذ خطوات أحادية لمواجهة تقاعس طهران" عن منع وصول أسلحتها إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، بعد استخدام روسيا حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار يدينها في مجلس الأمن مساء أمس الأول.

واحتفى نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بـ"الفيتو" الروسي أمس، معتبرا أن استخدام موسكو حق النقض ضد القرار، الذي تقدمت به بريطانيا ودعمته واشنطن، حول تجديد حظر امدادات السلاح إلى اليمن، يشكل فشلا جديدا للولايات المتحدة.

Ad

وقال عراقجي: "الإدارة الأميركية حاولت خلال العام الماضي جر إيران مرة أخرى إلى مجلس الأمن، وكل مرة تمنى بالفشل. هذا دليل جديد على عزلة الأميركيين على الساحة الدولية وقوة الجمهورية الإسلامية"، مضيفا ان "الاتهامات المغرضة ضد إيران باتت واضحة ومكشوفة تماما في تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة باليمن".

وأفاد تقرير أعده خبراء تابعون للأمم المتحدة في وقت سابق بأن إيران لم تمنع وصول صواريخ وطائرات بدون طيار إلى اليمن، لكن الخبراء لم يتمكنوا من تحديد القنوات التي أتاحت نقل الصواريخ إلى الحوثيين.

هجوم أميركي

وبعد الفيتو الروسي، اتهمت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي، في بيان، روسيا بحماية "النظام الإيراني الراعي للإرهاب"، وحذرت من مزيد من الإجراءات ضد إيران.

وقالت هيلي، التي كانت في رحلة إلى هندوراس، "إذا كانت روسيا ستستخدم الفيتو لمنع أي إجراء ضد سلوك إيران الخطير والمزعزع للاستقرار في المنطقة، فإن الولايات المتحدة وشركاءها سيضطرون إلى اتخاذ إجراءات ضد إيران لا يمكن لروسيا منعها".

نجاح وقلق

ونجحت موسكو، بالإجماع، في تمرير قرار تقني لا يتضمن أي إشارة إلى أنشطة إيران، المتهمة بدعم المتمردين الحوثيين بصواريخ بالستية تستهدف بها السعودية.

ويمدد القرار نظام عقوبات مستهدفة متعلقا بالحرب في اليمن، وأقر مجلس الأمن بالإجماع تمديد عمل لجنة الخبراء في اليمن.

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لو دريان أمس إن طموحات إيران الصاروخية البالستية مقلقة جدا وتتنافى مع قرار للأمم المتحدة.

وأكد لو دريان، خلال مؤتمر بعد محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، أن من الضروري الحيلولة دون أن يصبح برنامج إيران البالستي عنصرا يهدد جيران الجمهورية الإسلامية.

انسحاب وخلاف

وفي ملف آخر، لوح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد نوبخت، أمس بإمكانية انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع القوى الكبرى، وقال إن طهران لن تبقى في الاتفاق الذي توصلت إليه عام 2015 مع دول مجموعة (5+1) "إذا لم يحقق مصالحها الوطنية"، مؤكدا أن هذا الموقف ليس من قبل شخص أو مجموعة إنما موقف النظام الإيراني كله.

على صعيد منفصل، تعرض الرئيس الإيراني، المحسوب على التيار المعتدل، حسن روحاني، لهجوم عنيف من قبل المتشددين المقربين من المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، بسبب تصريحاته عن فشل مشروع "أسلمة العلوم"، وانتقاده استمرار الإنفاق الهائل للميزانية على هذا المشروع.

ووصف رئيس القضاء صادق آملي لاريجاني حديث روحاني حول "عدم وجود علوم دينية" بأنه "استدلال سخيف"، قائلا إن الرئيس الإيراني "يتحدث بعقلية القرن الثامن عشر"، وإن "العديد من مشاهير فلسفة العلوم لا يقبلون بهذا الكلام".