«طالبان» تدعو لمحادثات مباشرة مع واشنطن

عشية مؤتمر كابول وبالتزامن مع تصاعد الضغوط الأميركية على إسلام أباد

نشر في 28-02-2018
آخر تحديث 28-02-2018 | 00:03
عناصر من حركة طالبان الأفغانية
عناصر من حركة طالبان الأفغانية
دعت حركة طالبان الأفغانية إلى محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، للتوصل إلى "حل سلمي" للنزاع بأفغانستان، في تغير -على ما يبدو- في استراتيجيتها، بعد أشهر من الهجمات المتصاعدة.

وارتفع عدد القتلى المدنيين في الأشهر القليلة الماضية، وسط تصعيد هجمات طالبان وتنظيم "داعش" الدامية في مناطق ريفية، وعلى قوات الأمن، ردا على إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب استراتيجية عسكرية جديدة غير محددة المدة.

وفي بيان نشرته، في ساعة متأخرة من الاثنين، قالت طالبان إنها "تدعو المسؤولين الأميركيين إلى محادثات مباشرة مع المكتب السياسي للإمارة الإسلامية بخصوص حل سلمي للمستنقع الأفغاني"، في إشارة إلى التسمية التي تطلقها الحركة على نفسها.

وأشار البيان إلى تقارير محلية أفادت بأن المندوبة الأميركية أليس ويلز لمّحت خلال زيارة أجرتها مؤخرا إلى كابول بأن المجال لا يزال مفتوحا لإجراء محادثات.

وتأتي دعوة طالبان قبل يوم من انطلاق الجولة الثانية من مؤتمر إقليمي للسلام في كابول، يناقش فيه ممثلو 25 دولة استراتيجيات لمكافحة الإرهاب وفض النزاع. وتعهد الرئيس اشرف غني بأن حكومته ستقدم "في مؤتمر كابول خطة سلام شاملة لطالبان وباكستان".

ولم يصدر رد على العرض من المسؤولين الأميركيين، الذين طالما أصروا على أن أي محادثات يجب أن تشمل الحكومة الافغانية في كابول.

من جهتها، حثت كابول عناصر الحركة على اتخاذ "خطوات عملية"، وأكد الناطق باسم الحكومة هارون شاخنسوري أن "جميع الأبواب مفتوحة لإجراء محادثات سلام". وقال في مؤتمر صحافي: "إذا كانوا افغانا فعليهم التحاور مع الحكومة الافغانية. لن تحاورهم الولايات المتحدة".

لكن قياديا رفيعا في طالبان أكد لوكالة فرانس برس عدم اهتمام الحركة بإشراك الحكومة الافغانية أو إسلام أباد، الداعم التاريخي للحركة، في أي محادثات محتملة.

وقال القيادي: "نحن الأطراف الفعلية، فلنجلس ونتحدث بشكل مباشر دون وجود طرف ثالث، لا باكستان ولا أفغانستان".

ويعد الانفتاح الذي تبديه طالبان تجاه إجراء مفاوضات أمرا مستغربا من الحركة المتمردة، التي لطالما كررت رفضها بدء محادثات قبل انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.

ورأى المحلل السياسي الافغاني عبدالباري أن الضغط الأميركي المتزايد على باكستان، خلال الأشهر الأخيرة، لوى ذراع عناصر طالبان.

لكنه دعا إلى توخي الحذر، قائلا إن كلا من الولايات المتحدة وطالبان استخدمتا سياسات العصا والجزرة على مدى سنوات.

وبعد مرور أكثر من 16 عاما على الاجتياح الأميركي، لا يزال أقل من 60 بالمئة من الأراضي الافغانية تحت سيطرة الحكومة أو نفوذها، وفقا لأرقام صادرة عن حلف شمال الأطلسي، في حين تسيطر طالبان وغيرها من المجموعات، أو تحاول السيطرة، على باقي المناطق.

ولدى كشفه عن استراتيجيته الجديدة لأفغانستان في اغسطس الماضي، قال ترامب إن الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان سيبقى غير محدد الأمد، وسط تصعيد واشنطن ضرباتها على معاقل المتمردين.

وكثفت الولايات المتحدة كذلك ضغوطها على باكستان المجاورة التي تتهمها بدعم طالبان، فجمدت مساعدات بملايين الدولارات إلى إسلام أباد في يناير، وضغطت الأسبوع الماضي لإدراجها على لائحة الدول المتهمة بتمويل الإرهاب.

وأشار محللون إلى أن الضغط قد يكون دافعا لزيادة هجمات الحركة على أهداف سهلة، على غرار سلسلة اعتداءات دامية شهدتها كابول في يناير استهدف احدها فندقا فخما. وفي عملية دامية أخرى، تم تفجير سيارة إسعاف في شارع مكتظ بكابول.

واستبعد ترامب الدخول في محادثات مع طالبان غداة هذه الاعتداءات، رغم إصرار من مسؤولين في وزارة خارجيته على أنهم لا يزالون يأملون بإقناع المتمردين بالعودة إلى طاولة المفاوضات.

back to top