الكويت واهتمام الدول الكبرى منذ النشأة
إن كانت صحفنا اليومية قد رددت مرارا وتكرارا مقولة ارتباط المنطقة بمصالح الدول الكبرى، يتضح لنا عبر قراءة الأحداث التاريخية أن موقع الكويت وهدوءها وبعدها عن ساحات الحرب والحروب بالوكالة، قد استقطبت اهتمام الدول الفاعلة منذ القرن السابع عشر.
ذكرنا في مقالات سابقة عن المحاولات العديدة لقراءة تاريخ المنطقة، وسلطنا الأضواء على بعض الجهود المبذولة في رصد وتوثيق الأحداث التاريخية إلى جانب التجارب الشخصية، ورغم ذلك مازالت هناك حاجة للتعمق في بعض الجوانب المهمة من التاريخ.وعلى سبيل المثال لا الحصر، تناول أغلب كتّاب تاريخ الكويت، بشكل سريع ومختصر، ظروف المنطقة ما بين عامي 1775 و1779 دون ذكر تفاصيل الأحداث التي صاحبت احتلال الفرس لمدينة البصرة آنذاك، وباعتقادي رغم قصر مدة الاحتلال فإنها ساهمت في العديد من التغيرات في المنطقة، وأبرزها بروز موقع الكويت كأحد البدائل الاستراتيجية لنقل الخدمات البريدية عن طريقها، ومن ثم إرسال البريد عبر البر والبحر، وتلك الخدمات، أي خدمات الاتصال والبريد، شكلت العصب الحيوي لشركة الهند الشرقية البريطانية، التي تحتفظ من خلال مكتبات عالمية، بوثائق خاصة بتاريخ الكويت.وإن كانت صحفنا اليومية قد رددت مرارا وتكرارا مقولة ارتباط المنطقة بمصالح الدول الكبرى، يتضح لنا عبر قراءة الأحداث التاريخية أن موقع الكويت وهدوءها وبعدها عن ساحات الحرب والحروب بالوكالة آنذاك، قد استقطبت اهتمام الدول الفاعلة في تلك الفترة، ففي الوقت الذي انذفع نابليون في مغامراته وأرسل حملته إلى مصر، حرص الإنكليز على التمسك بالمنطقة خوفا من وصول الفرنسيين لها.
وفي قصة طريفة يذكرها محمد العنزي في كتابه "أبحاث في تاريخ الكويت"، حيث استضاف الشيخ عبدالله الأول ضابطا فرنسيا مبديا كرم الضيافة، فأثار اهتمام الإنكليز، وبدأت الاتصالات لمفاوضة الشيخ عبدالله لتسليم الضيف الفرنسي، واستمرت المراسلات والمفاوضات حتى انتهى به المطاف في بومباي. خلاصة الموضوع أن الكويت منذ نشأتها وهي محط أنظار الدول الكبرى، ومهارات التفاوض والاتزان والنهج المعتدل أمور ساهم في استقرارها، ولا شك أن العلاقة الحميمة بين الشعب وحكامها كانت ومازالت سورها الواقي.كلمة أخيرة: تعطل حزام سير الأمتعة في مطار الكويت يوم السبت 17 فبراير، الأمر الذي أربك جميع الرحلات وتسبب في فوضى وازدحام وتأخير في إقلاع جميع الطائرات، ولم يسمع المسافرون اعتذاراً أو وعوداً بإصلاح الموقف، بل تكرر العطل وتكرر أيضا تجاهل المسؤولين للمسافرين حتى أصبح سمة مطار الكويت "العطل والتجاهل ". فهل هذا مقبول؟ وبالمناسبة نشكر العمالة الآسيوية التي حملت وما زالت تحمل الأمتعة بأيديها، فهل تم إنصافها مادياً؟