محمد بن سلمان: نعالج الفساد والتطرف بالصدمة

• «أريد العمل مع الطموحين لتحقيق العصرنة... واتساع وتيرة التغيير وسرعتها مطلوبان للنجاح»
• ترامب يبحث مع ولي العهد السعودي وبن زايد «التصدي في شكل أفضل» لإيران وأنشطتها المزعزعة

نشر في 01-03-2018
آخر تحديث 01-03-2018 | 00:05
بن سلمان خلال اجتماع الحكومة السعودية أمس الأول (واس)
بن سلمان خلال اجتماع الحكومة السعودية أمس الأول (واس)
قبل جولة تشمل القاهرة ولندن وواشنطن، وصف ولي العهد السعودي الإصلاحات التي تقوم بها المملكة بقيادته بأنها علاج بالصدمة للفساد والتطرف، مؤكداً أن سياساته الداخلية والخارجية ضرورية لتنمية البلاد ومواجهة أعدائها وخصومها.
في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، عشية جولة تشمل مصر وبريطانيا الأسبوع المقبل، وقبل زيارة قصيرة يقوم بها إلى الولايات المتحدة في 19 الجاري، شدد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان، على أن سياساته الداخلية والخارجية «مطلوبة لتنمية المملكة ومكافحة أعدائها مثل إيران».

وذكر الأمير محمد بن سلمان أن إصلاحاته، التي وصفها بـ»العلاج بالصدمة»، مطلوبة لتحديث الحياة الثقافية والاجتماعية ومحاربة «سرطان الفساد»، مشيراً إلى إعطاء مزيد من الحقوق للمرأة بالتزامن مع تقليص صلاحيات الشرطة الدينية.

الحملة ضد الفساد

ووصف محمد بن سلمان، الحملة ضد الفساد التي أطلقتها الرياض نهاية العام الماضي على أعلى مستوى، بـ«علاج الصدمة»، مؤكداً أن «السعودية لن تحقق أهداف الموازنة من دون وضع حد لهذا النهب».

وقال: «أتذكر الفساد في مراهقتي، حينها حاول بعض الأشخاص استخدام اسمي وعلاقاتي»، مضيفاً: «الأمراء الفاسدون قلة، لكن النماذج السيئة تحظى باهتمام أكبر، وقد أضر ذلك بقدرة الأسرة المالكة».

وشبّه ولي العهد الفساد بـ«السرطان، الذي يتطلب القضاء عليه إجراءات حازمة»، إذ قال: «يكون لديك جسد مصاب بالسرطان في كل أعضائه، سرطان الفساد، لذا عليك استخدام العلاج الكيماوي لتسبب صدمة له، وإلا فإن السرطان سيلتهم الجسم».

وأشار إلى أنه تم إطلاق سراح جميع المعتقلين، الذين احتجزوا في نوفمبر الماضي في إطار حملة الفساد، بعد دفعهم تعويضات، ما عدا 56 شخصاً، وأضاف: «معظمهم يدركون أنهم ارتكبوا أخطاء كبيرة، وقاموا بالتسوية».

وعلّق ولي العهد السعودي على قلق بعض مؤيديه في الولايات المتحدة من أنه يخوض حرباً على كثير من الجبهات في آن واحد ويخاطر كثيراً، بالقول، «إن اتساع وتيرة التغيير وسرعتها مطلوبان للنجاح».

التطرف وزمن الرسول

وأكد الأمير أن إصلاحاته لا تحظى بدعم السعوديين الشباب فقط بل والأسرة المالكة أيضاً، مشيراً إلى إعطاء مزيد من الحقوق للمرأة بالتزامن مع تقليص صلاحيات الشرطة الدينية.

وأضاف أن «الصدمة» كانت أيضاً ضرورية لقطع الطريق على التطرف الإسلامي في المملكة. واعتبر أن إصلاحاته، التي تعطي المزيد من الحقوق للنساء وأقل للشرطة الدينية، هي «ببساطة محاولة لإعادة الممارسات التي كانت قائمة في زمن النبي محمد».

الطاقة العالية

وعلى خلفية ترتيبات جديدة في الحكومة وقيادة الجيش، بما في ذلك تعيين السيدة تماضر بنت يوسف الرماح في منصب نائبة وزير العمل والتنمية الاجتماعية، أفاد ولي العهد بأن التغييرات التي أعلنها الملك سلمان، مساء الاثنين، هي جهود لتوظيف الأشخاص أصحاب «الطاقة العالية» الذين يستطيعون تحقيق أهداف العصرنة». وأضاف: «نريد العمل مع الطموحين».

إعادة هيكلة الجيش

وأنهى محمد بن سلمان خدمات رئيس هيئة الأركان في وزارة الدفاع وعين قادة عسكريين جدداً. وفي معرض تعليقه على الترتيبات الأخيرة في قيادة القوات المسلحة، قال، إنه تم التخطيط لذلك منذ سنوات من أجل الحصول على نتائج أفضل للإنفاق السعودي على وزارة الدفاع.

وأضاف أن ترتيب الجيش في المملكة، التي تملك رابع أكبر موازنة للدفاع في العالم، يقع في المرتبة ما بين الـ 20 أو 30 في قائمة أفضل الجيوش في العالم.

وشرح الأمير السعودي خطته الطموحة لدعم العشائر اليمنية ضد مسلحي جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) وداعميهم الإيرانيين.

نشطاء

ورداً على سؤال حول ما إذا كان من الممكن الإفراج عن نشطاء حقوق الإنسان المعتقلين في المملكة قبل زيارته إلى الولايات المتحدة في مارس المقبل، قال الأمير محمد، إن «المعايير السعودية تختلف عن الأميركية، ولا حاجة إلى تغييرها طالما تظل فعالة»، مضيفاً أنه قد ينظر لاحقاً في إجراء إصلاحات في هذا المجال أيضاً.

إلى ذلك، بحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال اتصالين هاتفيين مع كل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد «الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار».

وأكد البيت الابيض أن ترامب تقدم بالشكر لولي العهد السعودي وولي عهد أبوظبي على إلقائهما الضوء على السبل التى يمكن من خلالها لدول الخليج «التصدي في شكل أفضل لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار وهزيمة الإرهابيين والمتطرفين».

واتفق القادة على أهمية التعاون الإقليمي للتخفيف من حدة التهديدات الإقليمية وضمان الازدهار الاقتصادي للمنطقة.

ولفت البيان إلى أنه تم كذلك تناول آخر التطورات والفرص الإقليمية لتعزيز الشراكة، التي تجمع بين الولايات المتحدة والمملكة العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة وبحث العديد من القضايا الأمنية والاقتصادية الأخرى.

لقطات

مقابلة بالإنكليزية

أعلن الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس، الذي أجرى المقابلة مع ولي العهد السعودي، أن محمد بن سلمان «تحدث في الحوار باللغة الإنكليزية بشكل كامل».

لا مقارنة مع المؤسس

رفض محمد بن سلمان مقارنته بمؤسس المملكة عبدالعزيز آل سعود فيما يتعلق بتعزيز الحكم، قائلا: «لا يمكن إنتاج آيفون جديد، لأن ستيف جوبز سبق أن فعل ذلك، لكننا نحاول تحقيق شيء جديد هنا».

الحريري في وضع أفضل

شدد ولي العهد على أن الانتقادات الموجهة إليه، على خلفية إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الاستقالة من الرياض في نوفمبر الماضي، «لم تكن عادلة»، مشيرا إلى أن «الحريري اليوم في موقف سياسي أفضل في بلاده إزاء حزب الله المدعوم إيرانيا».

خططنا للتغييرات الأخيرة في قيادة الجيش منذ سنوات
back to top