طهران تنشئ قاعدة قرب دمشق... وموسكو تتبرأ من فشل الهدنة

أنقرة تنتقد تفسير واشنطن للقرار 2401... ومجلس الأمن ينظر مدى الالتزام بتنفيذه

نشر في 01-03-2018
آخر تحديث 01-03-2018 | 00:04
أطفال يتابعون وصول جنود روس إلى مخيم الوافدين في دمشق أمس (رويترز)
أطفال يتابعون وصول جنود روس إلى مخيم الوافدين في دمشق أمس (رويترز)
مع تسجيل هدنة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الغوطة الشرقية فشلاً جديداً في وقف واحدة من أكثر حملات نظيره السوري بشار الأسد تدميراً في الحرب السورية، انشغلت شريكتهما إيران في بناء قاعدة جديدة لحرسها الثوري بالقرب من العاصمة دمشق.
كشفت صور التقطتها أقمار صناعية، أن إيران تقوم ببناء قاعدة عسكرية جديدة بالقرب من العاصمة السورية دمشق، تضم منشآت لتخزين الصواريخ ومعدات عسكرية أخرى.

وذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية المحافظة، أن صور الأقمار الصناعية، تكشف أن "إيران شيدت قاعدة عسكرية دائمة أخرى على بعد ثمانية كيلومترات جنوب غرب دمشق وفيها منشآت تستخدم لتخزين صواريخ قد تطال جميع أنحاء إسرائيل، بالإضافة الى مستودعين تبلغ مساحة الواحد منهما نحو 500 متر مربع"، مشيرة إلى أن "قوة فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني تقوم بتشغيل هذه القاعدة".

وذكرت الصحيفة أنها حصلت على صور القمر الصناعي من شركة "أيماجسات إنترناشونال".

ونفى المتحدث باسم لجنة الأمن القومي الإيراني نقوي حسين امتلاك طهران قاعدة سورية.

معارك الغوطة

ورغم توقف القصف الجوي والمدفعي مع بدء سريان الهدنة الروسية القصيرة صباح أمس، شهدت غوطة دمشق اشتباكات دامية تمكنت خلالها قوات النظام من تحقيق تقدم محدود على حساب فصائل المعارضة في منطقتي حوش الظواهرة والشيفونية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي وثق مقتل نحو 600 مدني ربعهم أطفال منذ بدء التصعيد العسكري بالمنطقة المحاصرة في 18 فبراير.

وقبل اجتماع جديد لمجلس الأمن للنظر في مدى الالتزام بتنفيذ القرار 2401، نقل التلفزيون الرسمي السوري أمس مجدداً بثاً مباشراً من معبر الوافدين الذي بدا خالياً من حركة المدنيين إلا من بضعة سيارات إسعاف، مجدداً اتهامه للفصائل المعارضة بمنع خروج المدنيين.

واستبقت الفصائل المعارضة في الغوطة، وبينها "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، إعلان الهدنة الروسية برفضها أي "تهجير للمدنيين أو ترحيلهم"، وأبدت في الوقت ذاته استعدادها لإخلاء مقاتلي هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) مع أفراد عائلاتهم من الغوطة الشرقية.

دعم الأسد

وحمّل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الفصائل مسؤولية إفشال "الهدنة الإنسانية" متهما إياها بالاستفزاز، وشدد على أن موسكو ستواصل دعم نظام الأسد "حتى اقتلاع بقايا الإرهاب من سورية نهائياً".

وأكد لافروف أن بلاده ملتزمة بالقرار رقم 2401، الذي نجحت الكويت والسويد في تمريره السبت الماضي بإجماع أعضاء مجلس الأمن، معتبراً أن الكرة في ملعب المعارضة و"الأطراف الداعمة لها"، لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وشدد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف على أن استفزازات فصائل الغوطة لا تسمح بتسوية الوضع بصورة صحيحة.

وفي بيان حمّل فيه المعارضة مسؤولية إفشال الهدنة ومنع أي أحد من الأهالي من مغادرة الغوطة عبر الممر الإنساني، حذر المتحدث الرسمي باسم قاعدة حميميم العسكرية الروسية في مدينة اللاذقية، أليكسندر إيفانوف من امتلاك فصائل ريف دمشق مضادات طيران تحمل على الكتف وصواريخ "تاو" الأميركية.

«غصن الزيتون»

إلى ذلك، انتقد الناطق باسم الخارجية التركية حامي أقصوي دعوة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت أنقرة لقراءة نص القرار 2401 بشكل جيد وإشارتها لشموله جميع مناطق سورية بما فيها عفرين، التي ينفذ فيها الجيش التركي عملية "غصن الزيتون" ضد وحدات حماية الشعب الكردية.

وأوضح أقصوي أن "الهدف الأساسي للقرار هو وقف هجمات النظام، ولم يُدرج منطقة عفرين بين المناطق التي تعاني أوضاعا إنسانية سيئة".

بيان «القاعدة»

إلى ذلك، أصدر تنظيم "حراس الدين"، الذي أعلن تنظيم القاعدة تشكيله من الفصائل الموالية له بسورية في 9 يناير، بياناً دعا فيه "هيئة تحرير الشام" و"جبهة تحرير سورية"، لوقف الاقتتال في محافظة إدلب شمال غرب سورية، و"التفرغ لقتال النظام وتوحيد جهودها لتخفيف الضغط عن الغوطة".

ويعتبر هذا البيان الأول للفصائل المنشقة عن "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقاً) و"هيئة تحرير الشام" والتي اتحدت تحت مسمى "حراس الدين".

في الأثناء، كشف قائد عسكري في قوات "درع الفرات" التابع للجيش السوري الحر والموالي لتركيا عن إجراء أول عملية تبادل أسرى مع القوات الحكومية في قرية دير قاق قرب بلدة تادف في ريف حلب الشرقي يتم بموجبها تسليم تسعة جنود مقابل تسعة من عناصره.

تبادل أسرى في حلب وفرع «القاعدة» الجديد يدعو لوقف الاقتتال
back to top