عبدالناصر... الغوطة تناديك!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
اختلف كثيرون مع بعض نهج وأسلوب حكم الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر -وأنا منهم- ولكن لم تشهد الأمة في العصر الحديث درعاً لها وخادماً لمصالحها كما كانت في عهد عبدالناصر، فقد هُزم العرب في 1948 بسبب الخيانات العربية، ولكن في 1956 انتصر عبدالناصر ومعه العرب، وفي 1958 دافع عن مسلمي لبنان، وآزر الثورة الجزائرية، وحرر اليمن من الجهل والتخلف، كما منع العراق من أن يقوم بجريمة مشابهة لغزو الكويت من عبدالكريم قاسم 1961، وأقام تحالفاً إفريقياً لحماية منابع نهر النيل.وفي غفوة منه، وثقة زائدة برفاقه، تعرضت مصر لنكسة يونيو 1967، فوقف شامخاً في قمة الخرطوم سبتمبر 1967، ليعلن أنه سيقاتل، وبعدها أطلق حرب الاستنزاف، ودفع بالثورة الفدائية المسلحة الفلسطينية، وبدأ بإعادة بناء الجيش المصري الذي قام بحرب أكتوبر 1973، ولكن هموم هذه الأمة وخيانات عربها وغدر رفاقه أوقفت قلبه في سبتمبر 1970، ليأتي أنور السادات فيحصد جهده وينقلب على مساره ويعلن الانفتاح الاستهلاكي الذي لم تجنِ منه مصر شيئاً سوى المزيد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.كان في ذلك الزمان للأمة زعيم يحرك الجماهير ويحشدها للدفاع عن أرواح شعوبها ومصالحهم، كان شاه إيران يخشاه، والأمم وعواصم القرار تحسب لهُ ألف حساب، وبعد أن سقط النظام العربي وتفتت، أصبحت كل شعوبنا فريسة لمؤامرات الغرب والشرق. والإسلام السياسي الذي قمعه عبدالناصر لمعرفته بمخاطره على الأمة، هو الآن الأداة التي يستخدمها أعداؤنا لقتل شعوبنا وتصفية وجود العرب السنة، بينما من شجّع وموّل هذا التيار يقف الآن متفرجاً على الدماء التي تتدفق كالأنهار في الشام والعراق.