دشن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي يستعد لخوض الانتخابات لنيل ولاية ثانية أواخر مارس الجاري، مشروع مدينة العلمين الجديدة، بشمال البلاد أمس.

وتطرق السيسي خلال حفل أقيم بالمدينة، التي تتبع محافظة مطروح المطلة على ساحل البحر المتوسط، إلى العديد من الموضوعات، حيث أكد أن «الاساءة للجيش توازي الخيانة العظمى»، في وقت تقوم فيه القوات المسلحة بحملة شاملة ضد الجهاديين في عموم البلاد، وخاصة في شمال سيناء.

Ad

وقال الرئيس المصري: «أريد أن أقول للإعلام الموجود معنا الآن، الجيش والشرطة الذين يمثلون المصريين يسقط منهم شهداء أو مصابين منذ 4 سنوات أو أكثر ولا يليق أن تسمحوا بالإساءة إليهم».

وأضاف: «ليس هذا دور الإعلام فقط، بل دور كل أجهزة الدولة، لا تسمحوا بالإساءة» إلى الجيش والشرطة. وتابع «أي شخص يسيء إلى الجيش أو الشرطة يسيء إلى كل المصريين، وليست هذه حرية رأي».

وشدد على أنه لا يمكن أن «يسيء أحد للجيش والشرطة وأنا موجود هنا» على رأس الدولة.

لكن السيسي أقر بأن السلطات يتعين عليها أن تسمح للإعلام بالذهاب إلى سيناء وإلى الجبهة لـ «يروا كيف يموت» أفراد الجيش والشرطة دفاعا عن المصريين جميعا.

حياة الفقراء

في شأن آخر، قال الرئيس المصري: «وأنا صغير كنت أشوف المناطق العشوائية، وأقول يا رب لو اديتني 100 مليار دولار لأصرفهم وأخلي الناس تعيش كويس، بس أنا معييش الفلوس دي».

ووجه السيسي وزير الإسكان، المهندس مصطفى مدبولي، بسرعة الانتهاء من شقق الإسكان الاجتماعي الخاصة بالأسر الفقيرة: «عاوزين نسكنهم بفرش، هندّي الإسكان دا مفروش، لو عاوزين تجابهوا الألم والغضب والحزن، إوعى تقول للناس هات سرير مكسر، إحنا عايشين علشان ندي الناس».

ووجه الرئيس رسالة إلى رجال الأعمال: «قسما بالله ما حد هيفرح الناس إلا ما ربنا يفرحه ويراضيه».

وتابع: «فيه ناس سمعاني من رجال الأعمال، وتنتج أثاث ونتعاقد معهم بأسعار مناسبة لأهلنا، لازم مانسبش أهلنا أبدا محوجين وإحنا على وش الدنيا وهتشوفوا».

رفح والقطار

وأعطى الرئيس إشارة البدء في إنشاء مدينة رفح الجديدة، ومدينة سلام مصر، في محافظة شمال سيناء، وذلك عبر الفيديو كونفرانس على هامش تدشينه المرحلة الأولى من مدينة العلمين.

من جانب آخر، قال إن مدينة رفح الجديدة كان مخططا تنفيذها منذ 3 سنوات على أيدى مقاولين من شمال سيناء، ولكن الظروف الأمنية حالت دون إنهاء المشروع، مؤكدا أن مدينة رفح الجديد كان مطلوبا عدم الانتهاء منها، وكان الإرهابيون يسعون إلى أن تظل خاوية.

كما وجه السيسي خلال كلمته بتشكيل لجنة عليا من المختصين للتحقيق في حادثة قطار البحيرة التي وقعت أمس الأول، وأسفرت عن مقتل 20 وإصابة 40.

وكلف السيسي رئيس الحكومة برئاسة اللجنة لمراجعة شبكة السكك الحديدية والجرارات المستخدمة والخروج بتوصيات تعلن للشعب. وشدد على أمانة اتخاذ القرار بوقف الخطوط غير الصالحة.

وتأتي تصريحات السيسي حول الإساءة للجيش والشرطة، فيما تنتقد السلطات تغطية الإعلام الأجنبي والمحلي للأوضاع في سيناء.

ولم يشر السيسي إلى أي وسيلة إعلام في تصريحاته، لكنها جاءت بعد أن أكدت منظمة العفو الدولية أن الجيش المصري يستخدم قنابل عنقودية.

وأشارت بعض وسائل الإعلام كذلك إلى أن سكان شمال سيناء يعانون نقصا في المواد الغذائية، وأن سكانا مدنيين أصيبوا في ضربات للجيش.

ووفر الجيش مواد غذائية للسكان في شمال سيناء، بالتنسيق مع وزارة التموين والمحافظة، للتخفيف من نقص السلع، مع اشتداد العمليات العسكرية التي انطلقت في التاسع من فبراير الماضي لتطهير شبه الجزيرة من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي.

سيناء 2018

في غضون ذلك، أعلن الجيش المصري، أمس، القضاء على 13 من العناصر «التكفيرية المسلحة» خلال تبادل لإطلاق النار بمناطق المداهمات ضمن عمليات «سيناء 2018».

وذكر الجيش أنه تم إلقاء القبض على 86 فردا من العناصر «الإرهابية شديدة الخطورة» والمطلوبين جنائيا والمشتبه بهم، مشيرا إلى أن العمليات أسفرت عن «استشهاد ضابطين وإصابة آخر وضابط صف».

وأشار الجيش في بيانه الثالث عشر إلى «اكتشاف وتدمير مئة ملجأ ووكر ومخزن، من بينها عدد من الحفر والخنادق المجهزة هندسيا بالمسارب والمدقات والمناطق الجبلية، عثر بداخلها على كميات من الذخائر ونظارات ميدان وتلسكوب وملابس عسكرية مشابهة لزي القوات المسلحة».

تشويش وإصابة

في هذه الأثناء، نشرت صحيفة «اليوم السابع» فيديو لعربة تشويش، قالت إنها تستخدم في تشتيت دوائر الاتصال لإبطال القنابل والمواد المتفجرة.

وجاء نشر الفيديو غداة شكاوى لسكان مستوطنات إسرائيلية قرب غلاف قطاع غزة، بسبب التشويش على هواتفهم النقالة منذ أكثر من أسبوع.

من جانب آخر، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بإصابة أحد المواطنين إثر سقوط قذيفة مدفعية مصرية أطلقت عن «طريق الخطأ» على الجانب الفلسطيني من مدينة رفح جنوب غزة. وذكرت أن القذيفة ألحقت أضرارا بمنزل مهجور.

نفط سعودي

في سياق منفصل، قال وزير البترول المصري، طارق الملا، أمس، إنه تم الاتفاق مع شركة أرامكو السعودية على توريد الخام إلى مصافي التكرير المصرية لمدة 6 أشهر بدء من يناير الماضي.

وأضاف الوزير: «الشركة ستورد 500 ألف برميل شهريا من النفط الخام في الفترة من يناير وحتي يونيو المقبل».

كانت شركة النفط الوطنية السعودية العملاقة وردت الخام للمصافي المصرية في نوفمبر وديسمبر من العام الماضي، لكن بشكل تجريبي.

كانت السعودية قد اتفقت في أبريل 2016 على تزويد مصر بسبعمئة ألف طن من المنتجات النفطية المكررة شهريا لمدة 5 سنوات.