6/6 : أعيادنا بطعم مختلف
![يوسف الجاسم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/27_1668621327.jpg)
وسبق ذلك تألّق الكويت بالنجاح في عقد سلسلة من المؤتمرات خلال فترة قصيرة، وكان الأكبر والأهم تأثيراً على النطاق هو مؤتمر إعادة إعمار العراق، وذلك قُبيل احتفالات البلاد بعيدها الوطني وذكرى تحريرها من ربقة الاحتلال العراقي، مع ما حمله عقد ذلك المؤتمر من مضامين عميقة لمعاني التسامي والتحليق فوق الجراح، والقدرة على رصف الطرق نحو السلام والوئام بين شعوب الدول المتجاورة وتحقيق تعايشها السلمي.يضاف إلى مقدمات الأعياد الوطنية، الدرس الذي رسّخ مفاهيم دولة المؤسسات والقانون حين أطلقت محكمة التمييز الكويتية سراح المسجونين في قضية اقتحام مجلس الأمة، إلى أن يصار لإصدار أحكامها النهائية في القضية، وما أشاعه ذلك الحكم من ابتهاج واسع في نفوس الكويتيين، لما فيه من تأصيل للمبدأ الدستوري والقانوني الراسخ، وهو "المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محاكمة عادلة". جميع تلك الأحداث، إضافة إلى التوهجات الثقافية المتتالية، أدت في نظري إلى أن تكون احتفالاتنا الوطنية هذا العام بطعم مختلف، وبمشاركة أخوية بارزة من دول الخليج وعدد من الأقطار العربية التي تسابقت بإطلاق مشاركاتها وأناشيدها احتفاء وتقديراً للكويت ومكانتها التي لم تأتِ من فراغ.توّج احتفالات هذا العام وجود والد الجميع، سمو الأمير، بين أبنائه في مسيرة الفرح مساء يوم التحرير، وجوداً غير مسبوق على مستوى القيادة، أصّل حق الناس في الفرح بأعيادها الوطنية.كل عام وأنت بخير يا وطن النهار وبلاداً خُلقت كي (تنتجب)، ونأمل أن تستمر كذلك. ***همسة:تعازينا الحارة للأخ الكبير عبدالله عيد النصار وحرمه وعائلته الكريمة بفقد فلذة كبده الشاب الخلوق (فيصل)، الذي دهمه القدر بغتة، ليترك خلفه لوعة فراق قاسية عمت كل من حوله، نسأل الله له الرحمة ولذويه الصبر والسلوان، وإلى الله المعاد.