وثيقة لها تاريخ : علي الفرج... نوخذة سفر عمل مع العجيل والعصفور والعثمان والمبارك والشاهين

النوخذة علي محمد علي الفرج، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل عدة أيام، من النواخذة الذين قضوا معظم شبابهم بالعمل في البحر، حيث بدأ العمل بحارا على بوم عيال طاهر وعمره لم يتعد الثانية عشرة. قال لي رحمه الله قبل أربعة أعوام إن والده محمد عمل بالغوص في بداية حياته، لكنه انتقل إلى العمل في السفر الشراعي، وأصبح نوخذة على بوم التاجر مساعد العجيل. وقد اصطحبه والده معه في "طرشة" على بوم مساعد العجيل، وحصل على قلاطة رغم صغر سنه، ومن هنا بدأ عشقه للبحر والعمل في البحر والسفر إلى الهند. ولد رحمه الله تعالى وسط جزيرة فيلكا عام 1928، وترعرع فيها وقضى معظم حياته فيها، وكان منزلهم بجوار بيوت عيال الصفي، وعبدالله عبدالرحمن، وأحمد عيسى، وعبدالرزاق خلف، ومحمد طالب، ومحمد السرحان، وعلي بندر. أخبرني أن الشيخ جابر الصباح (بومحمد) اختار فيلكا ليسكن فيها منذ بداية حكم الشيخ مبارك الصباح، وبنى فيها مزرعة كبيرة بالقرينية، وكان يتردد على جده "علي" ليلعب معه "الدامة" في كثير من الأحيان. وأخبرني أيضاً أن أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله، وبصحبته مجموعة من أصدقائه المقربين، مثل سعود المضف وعبدالرحمن البحر وبعض الشيوخ، مثل الشيخ عبدالله الخليفة والشيخ حمود السلمان، كان من الزوار الدائمين لفيلكا التي يقيم فيها فترات طويلة تمتد لشهر أو شهرين. وكانت إقامة الشيخ عبدالله ورفقائه في منزل كبير بوسط الجزيرة اشتراه من التاجر يوسف المطوع. ومن الشيوخ الآخرين الذين كانوا يحبون قضاء أوقات في فيلكا، حسب رواية النوخذة علي الفرج، الشيخ عبدالله الأحمد الجابر الصباح الذي كان يقيم في بيت الشيخ جابر (بومحمد) الصباح. تعلم النوخذة "علي" مهارات البحر وركوبه على يد والده، ثم طلب منه النوخذة والتاجر مساعد العجيل أن يقود سفينته في "طرشة" إلى ميناء خور ميان بالهند، فوافق على طلبه وأصبح نوخذة، وقضى أربع سنوات في هذه السفينة التي أبحر بها إلى العديد من الموانئ العربية والإيرانية والهندية. عمل أيضاً على سفينة للتاجر محمود العصفور، والتاجر عبداللطيف العثمان، والتاجر يعقوب الشاهين الغانم، والنوخذة والتاجر يوسف جاسم المبارك. وقد مر النوخذة علي بظروف ومواقف صعبة خلال سنوات عمله في البحر، وقص علي بعضاً منها، لكن لا يسمح المجال في هذا المقال أن نستعرض أياً منها. وخلال حديثي معه، وهو لقاء بثته قناة الشاهد في ديسمبر 2013، تحدث النوخذة علي عن "صالحة"، التي كانت تشرف على ضريح الخضر، والمرأة التي كانت قبلها واسمها لطيفة جناع، وعن سنة الهدامة الثانية في فيلكا (1954)، وعن تهديد عبدالكريم قاسم للكويت، وتطوعه وأهالي فيلكا للدفاع عن فيلكا، وعن الزراعة في جزيرة فيلكا، وغير ذلك مما لا يتسع المجال للتطرق إليه. رحم الله النوخذة علي محمد الفرج رحمة واسعة، فقد كان رجلاً طيباً، وعطاؤه غير محدود، وحبه للبلد وأهله كبيراً ونقياً، وعزائي المخلص لأسرته الكريمة.