كشف رئيس قسم زراعة الأعضاء في مركز حامد العيسى لزراعة الأعضاء د. مصطفى الموسوي أن عدد الحالات الجديدة التي تصاب بالفشل الكلوي سنويا في الكويت يزيد على 400 حالة، مضيفا أن عمليات زراعة الكلى بدأت في الكويت قبل أربعة عقود تقريبا.

وقال الموسوي، في حوار لـ«الجريدة»، إن عدد عمليات زراعة الكلى التي تم إجراؤها في الكويت منذ نشأة المركز حتى الآن بلغ 2151 حالة، مشيرا إلى إجراء 89 عملية زراعة كلى خلال العام الماضي فقط.

Ad

ولفت إلى أن العدد المتوافر من الكلى لا يغطي حتى نصف الحاجة الفعلية، مشددا على أهمية الحاجة إلى قوانين تشجع على توفير الأعضاء من الوفيات.

وأكد رئيس قسم زراعة الأعضاء في مركز حامد العيسى أنه تم توفير الأعضاء من الوفيات منذ 1996، ومن ثم إنقاذ أكثر من 840 مريضا من الموت او المرض بأخذ أعضاء وأنسجة من 268 متوفى في الكويت.

وأوضح أن عمليات زراعة الكبد مستحقة في الكويت منذ ما يزيد على 17 عاما، ولكن للأسف لم نجد الاهتمام الكافي من الوزارة إلا في السنتين الأخيرتين فقط، مؤكدا أن هناك أكثر من 13 ألف شخص يحملون بطاقات التبرع، أغلبهم شباب كويتيون... وإلى المزيد من التفاصيل في الحوار التالي:

• ما عدد عمليات زراعة الكلى في الكويت منذ نشأة المركز وحتى الآن؟

- بدأت عمليات زراعة الكلى في الكويت منذ فبراير من عام 1979، وقد أجرينا حتى الآن 2151 حالة منذ نشأة المركز وحتى الآن. وفي عام 2017 قام أطباؤنا بإجراء 89 عملية زراعة كلى.

• ما عدد المصابين بالفشل الكلوي سنويا في الكويت؟ وهل يكفي عدد عمليات الزراعة التي تجرى؟

- عدد عمليات زراعة الكلى التي تجرى في الكويت غير كافية، فعدد الحالات الجديدة التي تصاب بالفشل الكلوي يزيد على 400 حالة سنويا في الكويت، بعضهم لا يصلح للزراعة، وبعض المقيمين يغادر الكويت بعد إصابته بالمرض، ولكننا بحاجة على الأقل الى اجراء 200 عملية زرع سنويا، ولدينا الإمكانيات لإجراء هذا العدد ولكن عدد العمليات لا يزيد على 100 عملية.

وتكمن المشكلة في عدم توافر الكلى لهؤلاء المرضى، فبعض المرضى لا يملكون المتبرع المناسب من الأقارب، ويضطرون للبحث عن متبرع من غير الأقارب او السفر لشراء كلية في بعض الدول الآسيوية، ويؤدي ذلك إلى تجارة أعضاء محرمة في القانون الكويتي والدولي.

كما أن نتائج عمليات شراء الكلى في الخارج سيئة لأنها تجرى في مراكز غير مؤهلة هدفها الربح المادي لا غير.

لذا فقد تم إنشاء برنامج لتوفير الأعضاء من الوفيات، ومن خلال هذا البرنامج يتم توفير اكثر من 30% من الكلى المزروعة في الكويت، ومع ذلك فالعدد المتوافر من الكلى لا يغطي حتى نصف الحاجة الفعلية.

شراء الكلى

• ما أعداد المرضى الذين يلجأون للسفر خارج الكويت لشراء كلى؟

-بلغ عددهم حتى الآن اكثر من 400 مريض، كما أن الأعداد تتفاوت سنويا ووصلت في بعض الأعوام الى 60 مريضا، لجأ أغلبهم الى باكستان ومصر لشراء كلى، مع أن ذلك مجرم في كلتا الدولتين.

وقد قامت السلطات في البلدين في الأشهر الاخيرة بإلقاء القبض على مجموعة من الأطباء المتورطين في تجارة الاعضاء، وللأسف من الصعب القضاء على مثل هذه التجارة مادام هناك مرضى محتاجون الى كلى وفقراء مضطرون لبيع كلاهم لسد فقرهم.

سد النقص

• وما الحل من وجهة نظرك؟

- الحل الأفضل لهذه المشكلة هو سد النقص من الوفيات، فنحن نقوم يوميا بدفن أعضاء سليمة لا تقدر بثمن عند دفن وفياتنا. وفي اعتقادي لا يوجد متوفى يدفن دون أن يحمل معه الى القبر أعضاء او أنسجة تصلح للزرع في المرضى المحتاجين.

نحن حتما سنستغرب كثيرا اذا تم دفن اي ميت مع ما يملك من أموال ومجوهرات، ولكننا ندفن مع الموتى أعضاء أثمن بكثير من المجوهرات والأموال.

وفي نظري أن التبرع بالأعضاء لمصلحة المرضى أفضل بكثير من دفنها، فالأعضاء داخلية، ولا يؤدي استئصالها الى أي تشويه لجسد الميت، ولا ننسى أن آخر فرصة للإنسان لعمل الخير في الدنيا هي عندما تحين ساعة الوفاة، وهل هناك عمل يعمله الإنسان حين يودع الدنيا أفضل من إنقاذ مجموعة من المرضى قبل انتقاله الى الدار الآخرة؟

وفي هذا الإطار، نجد أن هناك أكثر من 14 دولة أوروبية تعتبر كل إنسان متبرعا بالأعضاء بعد وفاته، إلا إذا سجل عدم رغبته بذلك أثناء حياته، وقد أدى مثل هذا القانون الى زيادة أعداد المتبرعين في هذه الدول.

التبرع بعد الوفاة

نحن نحتاج الى قوانين وقرارات تشجع على توفير الأعضاء من الوفيات، فحتى الآن لا يستطيع المواطن أو المقيم تسجيل رغبته في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة على إجازة القيادة، كما هو معمول في دول كثيرة، أو تسجيلها على البطاقة المدنية، بالرغم من مطالبة الجمعية الكويتية لزراعة الأعضاء، أكثر من مرة، من الجهات الرسمية بتفعيل ذلك دون جدوى.

ولا ننسى أن المتوفى الواحد يمكنه أن يتبرع بأعضاء وأنسجة لمجموعة من المرضى، وقد يصل العدد الى ثمانية مرضى. لقد بدأنا في توفير الأعضاء من الوفيات منذ 1996، وتمكنا، ولله الحمد، من إنقاذ أكثر من 840 مريضا من الموت أو المرض بأخذ أعضاء وأنسجة من 268 متوفى في الكويت.

جدل قانوني وشرعي

• إلى أين وصل الجدال القانوني والشرعي في مجال زراعة الأعضاء؟ وهل مازال يحتاج إلى قانون فقط، أم لابد من موافقة أهل المتوفى؟

- لا يوجد جدل، فهناك قانون كويتي لزراعة الأعضاء منذ عام 1986 يسمح بنقل وزراعة الأعضاء من الأحياء والوفيات، كما أن هناك فتاوى منذ عام 1979 تسمح بنقل الأعضاء من الأحياء والوفيات بموافقة المتبرع الحي أو موافقة أقارب المتوفى.

كما أن الجمعية الكويتية لزراعة الأعضاء توزع بطاقات التبرع وهي بمنزلة وصية بالتبرع بالأعضاء والأنسجة بعد الوفاة لإنقاذ المرضى من المرض أو الموت، وهناك حاليا أكثر من 13 ألف شخص يحملون بطاقات التبرع أغلبهم شباب كويتيون، ونحن بصدد الشروع في حملة جديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعية لحث الناس على التبرع بعد الوفاة.

زراعة الكبد

• نجح فريق بريطاني - كويتي، أخيرا، في زراعة أول كبد لمريض كويتي... كيف تقيّمون هذه التجربة، وهل لديكم إحصاء بعدد المحتاجين إلى زراعة الكبد في الكويت؟

- عمليات زراعة الكبد مستحقة في الكويت منذ ما يزيد على 17 عاما، خاصة مع توافر الأكباد من الوفيات، بفضل نشاط وحدة توفير الأعضاء، وبوجود أطباء كويتيين تدربوا على زراعة الكبد في افضل المراكز في أميركا وكندا، ولكن مع الأسف، لم نجد الاهتمام الكافي من الوزارة إلا في السنتين الأخيرتين.

لا توجد لديّ إحصاءات دقيقة بعدد المحتاجين لزراعة الكبد، ولكن حسب عدد السكان ونسبة حدوث فشل الكبد، فالعدد لا يقل عن 30 عملية سنويا.

في السابق كنا نرسل الكبد والقلب والرئة الى السعودية لزرعها في مرضى سعوديين أو كويتيين هناك، وذلك لعدم توافر زراعة هذه الأعضاء في الكويت، ولكن بزراعة أول عملية كبد ناجحة بداية العام الحالي، سنزرع الكبد في الكويت مستقبلا، ونأمل بالشروع في زراعة القلب والرئتين، خاصة بالدعم الذي نتلقاه من وزير الصحة الشيخ د. باسل الصباح.

زراعة البنكرياس

• سمعنا عن زراعة البنكرياس، فما هي خطتكم في ذلك، خصوصا مع تزايد عدد مرضى السكري في الكويت؟

- زراعة البنكرياس تجرى فقط لمن هو مصاب بداء السكري من النوع الأول، وأغلبهم يصاب بالسكر من الطفولة، ويحتاج الى العلاج بالأنسولين، ولحسن الحظ أعدادهم أقل من مرضى السكر من النوع الثاني، وإن كان المرض أشد قساوة وتأثيرا على أعضاء المريض المصاب، فيحدث فشل الكلى نتيجة للسكر، وحينها العلاج الأفضل للمريض زرع كلية جديدة وبنكرياس في آن واحد.

وقد بدأنا زراعة البنكرياس في الكويت من الوفيات المحلية عام 2012، وتم إجراء 10 عمليات حتى الآن، وهو عدد قليل، لأن أغلب الوفيات التي يتم استئصال الأعضاء منها في الكويت لا تصلح للتبرع بالبنكرياس.

مركز جديد

• مركز حامد العيسى من أوائل المراكز في المنطقة، فهل تنوون الانتقال إلى مبنى جديد أكثر حداثة؟

- نعم هناك مشروع إنشاء مركز جديد لزراعة الأعضاء بتبرع من أحد الخيرين، وقد تم إعداد الخرائط وننتظر البدء في الإنشاء خلال العام الحالي.