الجمهوريون مع ترامب رغم الانهيارات والعين على الانتخابات
• الرئيس يؤيد إعدام تجّار المخدرات
• البيت الأبيض ينفي استقالة ماكماستر
• «FBI» يحقق في صفقات إيفانكا
رغم نفي البيت الأبيض اعتزام مستشار الأمن القومي هيربرت رايموند ماكماستر الاستقالة من منصبه خلال أشهر، اعتبرت مصادر أميركية أن «الانهيارات» المتتالية في صفوف كادر موظفي الرئيس دونالد ترامب بمنزلة هزات استباقية قبل الزلزال الكبير في واشنطن.
لا أحد يعلم حتى الساعة الاسباب المباشرة التي دفعت هوب هيكس مديرة الاتصالات في البيت الابيض إلى الاستقالة، بعد اقل من 24 ساعة من مثولها أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، للتحقيق معها حول قضية التدخل الروسي المفترض في الانتخابات الأميركية.لكن أوساطاً في البيت الابيض قالت، إن من بين أسباب استقالتها علاقتها المثيرة للجدل مع روب بورتر نائب كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي الذي استقال على خلفية الشكاوى التي تقدمت بها زوجتاه السابقتان بأنه كان يضربهما، والبيان الذي أصدرته هيكس دفاعا عن بورتر، ثم قولها امام لجنة الاستخبارات، إنها أدلت «بأكاذيب بيضاء» للرئيس، مما دفع الأخير إلى الطلب منها تقديم استقالتها.لكن تغريدة غاضبة جديدة من الرئيس دونالد ترامب استهدفت الاربعاء الماضي وزير عدله جيف سيشنز واصفا تكليفه المدعي العام مايكل هورويتز التحقيق في الانتهاكات المتعلقة بالتنصت في قضية التدخل الروسي «بالمخزي»، سلطت الضوء على ما قد يكون القاسم المشترك الذي يقف وراء تلك «الانهيارات» في صفوف كبار موظفي البيت الأبيض.
سيشنز الذي دافع عن نفسه قائلا انه يلتزم بالقانون وبالدستور، واصل في هذا المجال النأي بنفسه عن ملف التدخل الروسي، الأمر الذي أغضب ولا يزال الرئيس ترامب.ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مصادر قضائية، أن المحقق الخاص روبرت مولر حقق الصيف الماضي في الأسباب التي قد تكون دفعت ترامب الى التفكير في إقالة سيشنز رغم تراجعه عن قراره في اللحظات الأخيرة.ومع تجدد الحديث عن احتمال إقدام ترامب على إقالة سيشنز، ترى تلك الاوساط أن الرئيس يشعر بأخطار قد تكون اقتربت منه أكثر، في ظل الاكتشافات التي حققها على أكثر من صعيد مولر في ملف التدخل الروسي.وتشير تلك الاوساط إلى ان «فضيحة» عدم حصول عدد من كبار موظفي البيت الابيض ومساعدي الرئيس على الاهلية الامنية التي تمكنهم من حق الاطلاع على اسرار الدولة، وعلى رأسهم جاريد كوشنير صهر الرئيس، يهيمن عليها الملف الروسي نفسه، مما يعيد دائرة الضوء إلى المربع الاول.وأضافت انه مع أكثر من 30 عدد المقالين والمستقيلين من كبار موظفي البيت الابيض خلال اقل من 13 شهرا، سجلت ادارة الرئيس ترامب رقما قياسيا لم يسبق لاي ادارة سابقة ان سجلته، مما يعكس حجم الفوضى الذي تتخبط فيه على اكثر من صعيد. ولو سُجِّل للرئيس السابق باراك أوباما مثلا هذا الاخفاق لكانت اجراءات عزله اخذت طريقها قبل أقل من مرور سنة على حكمه.لكن تمسك الحزب الجمهوري بدعم ترامب بشكل مستميت في ظل سيطرته على مجلسي الشيوخ والنواب، يعكس في جانب منه الخوف من جمهور ترامب الشعبوي الذي لم يتزحزح عن دعمه له، رغم كل الفضائح قبيل الانتخابات النصفية المقبلة خريف هذا العام.
استقالة ماكماستر
في السياق، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي مايكل أنتون، أن مستشار الأمن القومي هيربرت رايموند ماكماستر «يعمل بشكل جيد جدا»، نافياً أنباء نقلتها قناة «إن بي سي» عن عدد من المسؤولين رفيعي المستوى حول اعتزامه الاستقالة خلال أشهر، وإحلال ستيفن بيغون، أحد الأسماء الرائدة في صناعة السيارات، محله. في غضون ذلك، نقلت شبكة «سي إن إن»، عن مصدرين مطلعين، أن مسؤولي مكافحة التجسس يفحصون حالياً إحدى الصفقات التجارية الدولية لابنة الرئيس إيفانكا، مشيرة إلى أن مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) يدقق في المفاوضات وعمليات التمويل المحيطة تحديدا بفندق و»برج ترامب» في مدينة فانكوفر الكندية.ويمكن أن يمثل هذا التدقيق عائقا أمام ابنة ترامب التي تحاول الحصول على تصريح أمني كامل عن دورها كمستشارة للرئيس. وخصوصا بعد منع نظيرها وزوجها جاريد كوشنير من الحصول على الصلاحيات الأمنية للاطلاع على معلومات حساسة.ترامب والإعدام
من جهة ثانية، أشاد ترامب بفعالية عقوبة الاعدام في ردع تجار المخدرات، مؤكدا ان الدول المطبقة لها حققت نتائج جيدة في مكافحة آفة تحصد أرواح 200 أميركي يومياً.وقال ترامب خلال مؤتمر حول سبل مكافحة المخدرات ان «تجار المخدرات ومروجيها يتسببون بأضرار حقاً، ونحن بحاجة إلى أن نكون حازمين وصارمين جداً جداً في عقوباتهم»، مشيراً إلى أن «بعض الدول التي تطبق عقوبات قاسية جداً جداً، مثل الإعدام لديها مشاكل مع المخدرات أقل مما لدينا».«جمعية البنادق»
وبعد لقائها ترامب في اجتماع غير معلن بالمكتب البيضاوي، أكدت «الجمعية الوطنية للبنادق» أنه يعارض التشدد في القوانين المتعلقة بالاسلحة رغم تعليقات متناقضة صدرت قبل يوم من البيت الأبيض.وكتب ترامب في تغريدة ليل الخميس- الجمعة، انه عقد اجتماعا «رائعا» مع الجمعية، احدى اقوى مجموعات الضغط في واشنطن، على خلفية جدل قوي حول الرقابة على الأسلحة بعد اطلاق نار داخل مدرسة في فلوريدا أوقع 17 قتيلا قبل اسبوعين.في المقابل، قال المسؤول التنفيذي كريس كوكس على حسابه الرسمي على «تويتر»، ان نائب الرئيس مايك بنس كان حاضرا ايضا، وقال: «جميعنا نريد مدارس أكثر امانا وإبقاء الاسلحة بعيدا عن الاشخاص الذين يشكلون خطرا».