غداة خطاب بالغ الشدة ألقاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتباهى فيه بتطوير صواريخ جديدة «لا تقهر»، شدد المتحدث باسم الكرملين دميتري بسكوف، أمس، على أن موسكو «لن تسمح» بإخلال التوازن الاستراتيجي في العالم، مؤكدة أن خبراءها «لن يقفوا مكتوفي الأيدي»، في حال واصلت الولايات المتحدة جهودها في تطوير منظومة الدفاع الصاروخي.

وأكد بسكوف أن منظومة الأسلحة المعاصرة «لا تشكل تهديدا لأحد» وأن العقيدة العسكرية الروسية تحدد «بصورة دقيقة» معايير استخدام الأسلحة النووية فقط في الدفاع عن النفس، ورد أي هجوم تتعرض له روسيا وأي من حلفائها في اطار منظمة معاهدة الدفاع المشترك.

Ad

ورفض بيسكوف، بشكل قاطع، «انتهاك أي أحكام أو مواد القانون الدولي حول نزع السلاح أو التسليح المراقب عليه»، مؤكداً أن «روسيا لا تطور أنظمة أسلحة تحييد القوى الاستراتيجية للعدو».

وبينما نفى الكرملين سعيه للدخول في «سباق تسلّح»، اعتبرت الولايات المتحدة أن «تباهي» الرئيس الروسي بالصواريخ الجديدة «عمل غير مسؤول»، و«دليل على أنه ينتهك معاهدات الحد من الاسلحة».

وخلال اتصال مشترك، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن «قلقهما» من خطاب بوتين حول تطوير الأسلحة وعواقبها على جهود ضبط منظوماتها في العالم.

وقللت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) من أهمية إعلان الرئيس الروسي تطوير اسلحة «لا تُقهر» مؤكدة أنها بكامل الاستعداد لمواجهة كل ما يقف بوجهها.

وقالت الناطقة باسم البنتاغون داينا واين: «لسنا متفاجئين بتصريحاته على الشعب الاميركي أن يكون على ثقة من أننا مستعدون بالكامل».

ودانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية هيذر نويرت، أمس الأول، ما كشفه زعيم الكرملين خلال خطاب عن التكنولوجيا الجديدة بواسطة عرض مرفق بصور ورسوم بيانية تظهر صواريخ تضرب الولايات المتحدة.

وقالت نويرت للصحافيين: «هذا شيء لا نستمتع بمشاهدته بالتأكيد. لا نعتبر ذلك سلوكا مسؤولا للاعب دولي». وتابعت أن «الرئيس بوتين أكد ما كانت حكومة الولايات المتحدة تعرفه منذ فترة طويلة، والذي كانت روسيا تنكره قبل ذلك». وأوضحت أن «روسيا تعمل على تطوير أنظمة أسلحة تقوض الاستقرار لأكثر من عقد في انتهاك مباشر لالتزاماتها بالاتفاقيات».

وأشارت إلى أن روسيا أثبتت أنها انتهكت على الخصوص اتفاقية الأسلحة النووية المتوسطة المدى المبرمة عام 1987، عبر تطويرها صواريخ «كروز» يتم اطلاقها من البر.

ونفت نويرت زعم بوتين أن مراجعة السياسة النووية الأميركية دفعت روسيا الى تطوير الأسلحة، مضيفة أنها تعتقد أن الولايات المتحدة متمسكة بالتزاماتها التعاهدية.

وأشارت إلى أنه مع اقتراب الانتخابات (في روسيا)، يقوم بوتين «بإشغال الجمهور إلى حد ما» عندما قام بتشغيل مقطع مصور يظهر فيه تلك الصواريخ.

من ناحية أخرى، ألغت روسيا محادثات استراتيجية مع الولايات المتحدة كانت مقررة هذا الشهر، بعد أن تغيب وفد واشنطن عن اجتماع حول الأمن المعلوماتي، وفق السفير الروسي اناتولي انتونوف.

وقال انتونوف ان انسحاب واشنطن في اللحظة الأخيرة من محادثات في جنيف في نهاية فبراير كانت «خطوة غير ودية تعطي الانطباع بأنها خُطط لها مسبقاً وتؤدي إلى زيادة تدهور العلاقات الثنائية».

ولهذا السبب، تجد روسيا انه «يستحيل» المضي قدما بعقد اجتماع مقرر في 6 و7 مارس في فيينا بهدف مناقشة الاستقرار الاستراتيجي ومشكلات تشهدها العلاقات بين القوتين العظميين.