زادت حدة المنافسات في دوري ڤيڤا لكرة القدم، وبات التكهن بالنتائج صعبا، في ظل عدم ثبات مستوى فرق المقدمة، وشهدت نتائج الجولة 13 سقوط المتصدر الكويت في موقعة كيفان أمام القادسية بهدفين لهدف، والوصيف الجهراء بنفس النتيجة أمام كاظمة على استاد مبارك العيار، بينما أعاد العربي التضامن لأرض الواقع بثلاثية نظيفة، وحقق السالمية الفوز على النصر بهدف دون رد.

وكانت الترشيحات تصب في مصلحة الكويت في مواجهة القادسية، لاسيما أن الأخير قادم من ثلاث خسائر متتالية، وهو ما لم يحدث للأصفر منذ سنوات بعيدة في بطولة الدوري، إلى جانب أن القادسية يعاني غيابات بالجملة، بينما تشهد صفوف الكويت، الذي كان ولا يزال يتواجد في الصدارة بفارق مريح عن أقرب منافسه جاهزية كبيرة.

Ad

كذلك كان الجهراء مرشحا للفوز على كاظمة، عطفا على تراجع مستوى البرتقالي، وتقدم الجهراء ورغبته في العودة إلى مركز الوصافة، وهو ما ينسحب على النصر القادم من انتصارين كبيرين على حساب القادسية وكاظمة.

وكان متوقعا أيضا أن يظهر التضامن بصورة قوية أمام العربي، إلا ان كل ما سبق انقلب رأسا على عقب، وتغيرت المعطيات في نهاية الجولة.

وتأثر الأداء الفني في الجولة كثيرا، بسبب الحذر المبالغ فيه من الأجهزة الفنية، وزادت الخشونة بين اللاعبين في ظل انحصار اللعب، وتكدس اللاعبين في وسط الملعب في أغلب المباريات، لكن هذا لا يمنع أن مسابقة الدوري باتت أكثر إثارة، بعد أن تقاربت الفرق في عدد النقاط، ودب التفاؤل والخوف في نفس الوقت في نفوس اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، ومن قبلهم الجماهير.

قمة الجولة

واكتفى الكويت والقادسية بالجزء الأخير من مباراتهما، الذي لم يتجاوز 25 دقيقة، ليقدما فيه كل فنون كرة القدم، أما الوقت السابق فقد انحصر في الأداء الخشن، وخطط المدربين في تعطيل اللعب في منطقة وسط الملعب.

واستطاع القادسية ان يترجم بعض الفرص القليلة في المباراة الى هدفين، بأقدام رضا هاني، والعائد بقوة أحمد الزنكي، بينما سجل للكويت يعقوب الطراروة.

ويحسب للأصفر قدرته على التفوق بدنيا، وذهنيا، أمام الأبيض، كون الفريق قادما من 3 هزائم، ويعاني الأمرين على مستوى جاهزية اللاعبين، إلا أن تمتع القادسية بشخصية الفريق البطل كانت دافعة لأن يتفوق على المتصدر فنيا في المباراة، ويحسب للجهاز الفني للأصفر، بقيادة الكرواتي داليبور، التعامل بواقعية مع المباراة، والدفع بالأوراق المتاحة من على دكة البدلاء في الوقت المناسب.

في المقابل، افتقد الكويت الإدارة الفنية بصورة كبيرة في المباراة، فبالغ مدرب الفريق عبدالله أبوزمع في الدفاع، بالاعتماد على ثلاثة محاور، الأمر الذي أنهى خطورة الفريق الهجومية، ومنح القادسية فرصة الاستحواذ على الكرة في الجزء الأخير أمام مرمى الكويت، وكذلك جاء الزج بأوراق الكويت الرابحة في أوقات متأخرة، لم تسعفها لتغيير الوضع القائم.

انسجام في العربي

حقق فريق العربي ما عجز عنه منذ بداية الموسم الحالي، بتحقيق فوزين متتاليين، وقدم الأخضر أداء متوازنا دفاعا وهجوما أمام التضامن، واستطاع عبر مدفعجي الفريق بدر طارق أن يسجل التقدم في الشوط الأول بهدفين، ليضيف العماني سعيد الرزيقي الهدف الثالث في بداية الشوط الثاني، وبات جليا انسجام فريق العربي بالتوليفة الحالية، والتي تضم الإيفواري ابراهيما كيتا في مركزه الجديد بقلب الدفاع، الى جانب أحمد رحيل، كما ان مهند الانصاري، ومحمد فريح يؤديان الواجبات الهجومية والدفاعية من على الأطراف كأفضل ما يكون.

وفي الوسط وجد الفريق الأخضر ضالته في عبدالله الشمالي، إلى جانب طلال نايف، وعلى الأطراف نجم الفريق بدر طارق، ومشاري الكندري، كما أعطى وجود سعيد الرزيقي الخط الأمامي الخطورة المطلوبة، إلى جانب النيجيري بوبي كليمنت.

في المقابل، أخفق التضامن مع مدربه رادي في تقدير قوة المنافس، وعلى عكس المتوقع، وعكس ما قدمه الفريق أمام الكويت، ظهر الفريق متراجعا الى الدفاع، ومن دون أنياب هجومية، وهو ما قلل خطورة فيصل عجب، ويوسف العنيزان، وبات على التضامن التعامل بواقعية أكثر مع المباريات، لاسيما ان مركزه هو الأضعف بين فرق المسابقة.

السالمية حقق الأهم

لم يقدم السالمية الأداء القوي في مواجهة النصر، لكنه نجح في تحقيق الأهم بحصد الثلاث نقاط، عبر هدف وحيد لعلي نادر، واستغل السماوي خبرة بعض اللاعبين في تكتيف اللعب أمام النصر، لاسيما في الجزء الأخير أمام مرمى الحارس سطام الحسيني، الذي تحمل مع خط دفاعه مسؤولية كبيرة في المباراة.

ويحسب للجهاز الفني في السالمية التعامل مع المباراة بواقعية، لاسيما بعد خروج أبرز الأوراق فراس الخطيب بداعي الإصابة في الشوط الأول، حيث تراجع الفريق بحذر الى الوراء، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، وهو ما اثمر عن الخروج بنقاط المباراة الثلاث.

في المقابل، قدم العنابي اداء هجوميا قويا، لكنه أخفق في فك لغز الخطوة الأخيرة، في ظل ابتعاد هداف الفريق البرازيلي توريس عن مستواه المعهود، ومبالغة زبن العنزي، وسيد ضياء، ومشعل فواز في الاحتفاظ بالكرة.

الجهراء غير مقنع

لم ينجح الجهراء في التعبير عن نفسه بالصورة المطلوبة، في ظل غياب نجم الفريق فيصل زايد بداعي الإيقاف، وظهر أبناء القصر الأحمر متأثرين بصورة كبيرة، بغياب صانع الألعاب، حتى مع تقدمهم في الشوط الأول، وبدا الإرهاق ظاهرا على اللاعبين في إشارة إلى تراجع معدل اللياقة البدنية.

في المقابل، استطاع كاظمة مع مدربه البرتغالي أوليفيرا العودة إلى المباراة في شوط المدربين "الشوط الثاني"، واستطاع المجتهد عمر الحبيتر أن يسجل صاروخا أرض جو سكن شباك الحارس بندر سليمان، ليضيف المحترف البرازيلي فاندرلي هدف الفوز، برأسية تجاوزت خط المرمى بقليل، وهو ما يحسب لطاقم التحكيم الذي أدار المباراة.

أرقام

• شهدت الجولة الـ 13، 10 أهداف، وهو معدل أقل من الجولة الماضية التي شهدت 15 هدفا.

• أحرز اللاعبون المحترفون ثلاثة أهداف، بينما سجل المحليون 7 أهداف.

• نجح بدر طارق في أن يكون أكثر اللاعبين تسجيلا في الجولة، بواقع هدفين في شباك التضامن، سجلهما في الشوط الأول.

• لم تشهد الجولة أي حالات تعادل، حيث انتهت جميع المباريات بفوز القادسية على الكويت بهدفين لهدف، وبنفس النتيجة فاز كاظمة على الجهراء، وبثلاثية نظيفة فاز العربي على التضامن، وبهدف دون رد فاز السالمية على النصر.

• كان جليا انتهاء الأشواط الأولى في ثلاث مباريات بنتيجة إيجابية في الشوط الأول، بينما انتهت مباراة القادسية والكويت بالتعادل السلبي، لتشهد ثلاثة أهداف في الشوط الثاني.

• واصل لاعب التضامن فيصل عجب صدارته للهدافين، بواقع 12 هدفا، يليه محترف النصر توريس، والإيفواري جمعة سعيد، والسوري فراس الحطيب، ويعقوب الطراروة، ولكل منهم 6 أهداف، وفي المركز الثالث فهد الرشيدي بـ5 أهداف.

لقطات

• استقرت مكافآت الأندية للاعبين بعد الفوز في مباريات الدوري الممتاز، عند 200 دينار، وشهدت الجولة الـ13 قيام إدارة كاظمة بصرف المبلغ المذكور للاعبي البرتقالي بعد الفوز على الجهراء.

• يواصل لاعب كاظمة حمد حربي، ضرب أروع الأمثلة في التعامل مع الحكام خلال المباريات، حيث كرر ما فعله في المباراة السابقة عندما حصل على البطاقة الصفراء، بمصافحة حكم المباراة بعد إشهار الكارت مباشرة.

• يبحث المنسق الإعلامي في القادسية زياد الشطي، عن مشجع قدساوي عبر عن فرحته بطريقة هستيرية داخل استاد نادي الكويت، بعد أن سجل الأصفر هدف الفوز على الأبيض، وطالب المشجع بالتواصل معه من أجل تكريمه.

• لم يقتصر الشد العصبي في مباراة الكويت والقادسية داخل المستطيل الأخضر، او من خلال التصريحات النارية من الجانبين، بل امتد الأمر إلى مواقف نادي الكويت، حيث شهدت مشادات، كادت تتحول إلى ما لا يحمد عقباه، لولا تدخل العقلاء.

تصرفات غير أخلاقية!

جاءت ردة فعل أكثر من لاعب في مباراة الكويت والقادسية غير مسؤولة، وتستوجب الوقوف أمامها بحزم، لضمان عدم تكرارها مرة ثانية، لاسيما أن الشحن الجماهيري في مباريات الفريقين يكون كبيراً، وهو ما قد يؤدي إلى عواقب لا تحمد.

وشهدت مباراة الأبيض والأصفر تصرفات غير مقبولة وغير أخلاقية من رضا هاني، وأحمد الرياحي، ومحمد كمارا، فالأول والثاني تعمدا الإثارة بحركة غير أخلاقية، في حين هدف الثالث إلى نفس الأمر مع جماهير القادسية أثناء خروجه من ملعب المباراة.

ويحسب لمدير فريق القادسية عبدالله الحقان اعتذاره الراقي بعد المباراة عما بدر من لاعبيه، وهو ما يكشف عن وعي وشعور بالمسؤولية، سواء تجاه ناديه أو تجاه الفريق المنافس.

من جهة أخرى، قال رئيس نادي القادسية الشيخ خالد الفهد: "ألف مبروك للاعبينا الأبطال، وجماهيرنا الوفية الفوز المستحق على الكويت، ونشدد على أن تكون هناك ردة فعل من لجنة الانضباط، واتخاذ العقوبات الرادعة والمناسبة حيال التصرفات المعيبة من الفريق المنافس، والتي لا تمت للروح الرياضية بصلة".

ورد نائب رئيس جهاز الكرة في الكويت عادل عقلة على الفهد بقوله: "ننتظر منك إجراء قبل الاتحاد تجاه نفس الممارسات من فريقك بعد تسجيل أي هدف".