غارات تركية تقتل عشرات المقاتلين الموالين لدمشق في عفرين

قوات الأسد تتقدم في الغوطة الشرقية... والمدنيون عالقون مع اقتراب الهجوم البري

نشر في 04-03-2018
آخر تحديث 04-03-2018 | 00:05
مقاتل موال لتركيا خلال المعارك  في راجو أمس (رويترز)
مقاتل موال لتركيا خلال المعارك في راجو أمس (رويترز)
في ضربة قوية لدمشق، شنت المقاتلات التركية غارات عنيفة على عفرين مستهدفة قوات موالية لنظام الرئيس بشار الأسد وموقعة عشرات القتلى، وسط صمت روسي، في حين حققت قوات الأسد تقدماً داخل الغوطة وسط مخاوف من عدم قدرة المدنيين على الخروج في حال بدأ هجوم بري متوقع.
قُتل 36 مقاتلاً على الأقل من القوات السورية الموالية لدمشق جراء غارات تركية استهدفت، أمس وللمرة الثالثة في غضون يومين، موقعاً تابعاً لهم في منطقة عفرين ذات الأغلبية الكردية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطائرات التركية استهدفت موقعاً لهذه القوات في قرية كفرجنة شمال عفرين، حيث تساند المقاتلين الأكراد منذ نحو أسبوعين في التصدي لهجوم تشنه أنقرة وفصائل سورية موالية لها على المنطقة الواقعة في شمال سورية.

وبحسب المرصد: "لا تزال جثث عشرة مقاتلين آخرين تحت الأنقاض، ويتعذر سحبها جراء شن الطائرات التركية المزيد من الغارات في محيط الموقع".

وأكدت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، في بيان أمس، أن نقاط تمركز هذه القوات شكلت "هدفاً" للغارات التركية.

وتعد هذه ثالث مرة تستهدف فيها الطائرات التركية مواقع تابعة للمقاتلين الموالين لدمشق خلال يومين، بعد مقتل 14 عنصرا الخميس واربعة آخرين الجمعة في غارات تركية استهدفت قريتين شمال غرب عفرين، مما يرفع حصيلة القتلى الاجمالية الى 54 مقاتلاً على الأقل منذ مساء الخميس الماضي.

وبعد مطالبة الأكراد قوات النظام السوري بالتدخل لصد الهجوم التركي المستمر على عفرين منذ شهر ونصف شهر، دخلت قوات سورية الى عفرين وصفها الاعلام السوري الرسمي بـ"القوات الشعبية"، في حين قال الأكراد إنها "وحدات عسكرية" تابعة للجيش السوري.

وتوزعت تلك القوات على جبهات عدة إلى جانب المقاتلين الأكراد، في وقت تتواصل الاشتباكات على محاور عدة في عفرين.

وتأتي هذه الغارات في وقت خاضت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها معارك عنيفة أمس ضد المقاتلين الأكراد داخل بلدة راجو الاستراتيجية الواقعة شمال غرب عفرين، بعدما سيطرت على أجزاء واسعة منها وفق المرصد. وتحاول هذه القوات السيطرة على البلدة التي تتبع لها العديد من القرى منذ بدء هجومها في 20 يناير.

كما أحرزت تقدماً على جبهة أخرى شمال شرق عفرين، حيث تمكنت من السيطرة على أجزاء من جبل استراتيجي شمال حلب يشرف على العديد من البلدات والقرى.

وقال القيادي إبراهيم العلي الموجود في تلك المنطقة لفرانس برس: "سيطرت الفصائل على معظم أجزاء جبل بافليون، أحد أهم الجبال في منطقة عفرين نظراً لارتفاعه وإشرافه على ناحية شران"، احدى البلدات الهامة في عفرين. وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس، أن قوات بلاده وميليشياتها السورية تمكنت من "تطهير" مناطق جنوب شرقي تركيا القريبة من الحدود من بؤر "الارهاب".

إلى ذلك، حققت قوات النظام السوري تقدماً في جنوب شرق الغوطة الشرقية المحاصرة بعد معارك عنيفة خاضتها ضد فصيل "جيش الاسلام" المعارض.

وتتعرض مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق منذ ثلاثة أسابيع لقصف كثيف من قوات النظام تسبب في مقتل أكثر من 630 مدنياً. وتزامن مع تعزيزات عسكرية لقوات النظام في محيط المنطقة، مما شكل مؤشراً على نية دمشق شن هجوم بري واسع.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: "كثفت قوات النظام وحلفاؤها في الساعات الـ48 الأخيرة هجماتها على مواقع الفصائل، وتمكنت من التقدم والسيطرة على قريتي حوش الظواهرة وحوش الزريقية".

كما سيطرت على قاعدتين عسكريتين سابقتين جنوب بلدة الشيفونية كانتا تحت سيطرة جيش الاسلام" أكبر الفصائل المعارضة في المنطقة.

ولم يتضح ما إذا كان تصعيد الهجمات بمنزلة انطلاق للهجوم البري على الغوطة الشرقية المحاصرة بعد التعزيزات العسكرية التي حشدتها قوات النظام.

وقال عبدالرحمن إن "قوات النظام تحاول التقدم لعزل كل من منطقتي المرج (جنوب شرق) ودوما (شمالا) التي تضم العدد الأكبر من المدنيين، عن بقية البلدات في غرب الغوطة الشرقية المحاصرة".

وتسيطر الفصائل المعارضة على ثلث مساحة الغوطة الشرقية بعدما تمكنت قوات النظام خلال السنوات الاخيرة من استعادة العديد من المدن والبلدات.

وتتزامن المعارك العنيفة مع هدنة إنسانية أعلنتها روسيا وبدأ تطبيقها الثلاثاء مدة خمس ساعات يومياً، ويتخللها فتح ممر لخروج المدنيين. وفيما لم يسجل خروج اي من المدنيين وفق المرصد، تتراجع وتيرة الغارات والقصف إلى حد كبير خلال فترة سريانها.

وبحسب المرصد، يشارك "مستشارون روس" الى جانب قوات النظام في المعارك العنيفة التي تترافق مع غارات كثيفة وقصف مدفعي.

واتهمت موسكو، أمس، المسلحين المعارضين في الغوطة بخرق الهدنة وقصف معبر الوافدين لمنع المدنيين من الخروج.

back to top