كفى لحفلات مطاردة الساحرات
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
عدد من النواب أبدوا رفضهم لمشروع الحكومة، لكن يظل خطر إقرار تلك التعديلات باقياً ما بقي حزب الأكثرية البصمجية في هذا المجلس، وطالما ظل الوعي العام بالحرية والحق عند حاله البائس في الدولة.نحن بحاجة في هذا الزمن المرعب على الحريات الذي يلقى الشباب به في السجون أو يتم "تطفيشهم" للخارج، إلى ألا تكون مواقف النواب مجرد ردود فعل لعبقريات مشاريع الحكومة، وإنما يجب أن يتم العمل بفعل إيجابي لتعديل الكثير من القوانين القمعية في الدولة، وأولها المادة الرابعة من قانون أمن الدولة الخارجي التي قيدت القضاء بحد أدنى "لا يقل عن ثلاث سنوات"، وتركت تحديد عبارة "العمل العدائي" ضد دولة أجنبية عائماً غير منضبط، حتى اعتبرت الكثير من الأحكام القضائية التعبير بالتغريدات أو غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي بنقد نظام دولة أجنبية ما "عملاً عدائياً"، وصدرت أحكام تقترب مدة العقوبة فيها إلى نصف قرن، لمجرد تغريدة بسيطة هي في النهاية كلمة أو ثلاث كلمات، تعبر عن رأي صاحبها لا أكثر، وهناك مواد كثيرة في قوانين الكرب يجب أن يلفت لها النواب.قولوا "كفاية" لحفلات القمع والإخراس بالإرهاب المزدوج لحرية الضمير الذي يأتي من الأعلى ممثلاً في السلطة عبر التشريعات الدراكونية، مثل مشروع تعديل عقوبات قانون أمن الدولة الأخير، أو يأتي من الأسفل ومن قوى انتهازية تزايد على عقائد الناس تريد أن تظهر نفسها بصورة البطل حامي الدين والعقيدة، بينما همها الكبير هو البروز الاجتماعي والسياسي. لنقل يكفي كل هذا الآن، لتنتبه السلطة بمجلسيها إلى هم الاقتصاد والمالية وتدهور التعليم وتراجع الدولة في كل مؤشرات الفساد، لتنتبه هذه السلطة لكل تلك الهموم والتحديات الحقيقية الكبيرة بدلاً من إشغالنا بمثل تلك السخافات القمعية وأدب أورويل "الأخ الأكبر يراقبك"، كفاية لحفلات مطاردة الساحرات، فقد مضى عليها الزمن من قرون وأنتم مازلتم ترعبون طلاب الضمير بحرقهم على صلبان الحمق والجهل والرأي الواحد.