تنتمي ليليان نمري إلى عائلة فنية، فوالدتها الممثلة علياء نمري ووالدها الممثل عبده نمري (شرنّو) مؤسس المسرح الهزلي في لبنان، دخلت مجال الفن والتمثيل في السادسة من عمرها، وشاركت في مسلسلات وأفلام اتخذت فيها خط الكوميديا. مع ذلك، قالت بغصة في لقاء عبر أثير إذاعة «لبنان» ضمن برنامج «كلمة طايشة» (من إعداد وتقديم جوزف طوق ورنا أسطيح) الذي خصص لتكريم والدتها الممثلة علياء نمري، إنها بعد 52 عاماً من العطاء الفني لا تستبعد أن تهاجر من لبنان، لأنها تريد العيش في دولةٍ تحترم «آخرتها»، مع أنها تلقب بزعيمة الكوميديا في لبنان.
رحيل باكر
أما علياء نمري فرحلت سنة 2005، بعدما قدّمت مئات الساعات الإذاعية، إلى جانب المسلسلات التي حفرت في ذاكرة اللبنانيين مثل «الدنيا هيك»، و«كابتن بوب» وغيرها، إضافةً إلى أعمال سينمائية ومسرحية عدة.تتذكر ليليان نمري الفترة الأخيرة من حياة والدتها، لا سيما الأيام الثلاثة الأخيرة، فهي لن تنساها وتحملها معها في كل دقيقة ومع كل فنجان قهوة، كما قالت.كشفت أن علياء نمري عانت صحياً قبل أن ترحل عن هذه الدنيا، فانطفأت في ستة أشهر، ورحلت باكراً. وتمنت بحرقة، لو أن والدتها ما زالت حية حتى لو كانت طريحة الفراش، فـ«الأم بركة في المنزل»، لكن «مع الوقت تخف الدمعة فيما يزداد الشوق».حول المواقف المُضحكة التي كانت تحصل مع والدتها خلال تصوير المسلسلات، روت ليليان أنه في إحدى المرات سقط حائط خشبي خلال تصوير مباشر في برنامج «أبو ملحم»، فتعاملت علياء مع الحادثة بسرعة بديهة وقالت: «ليك الجيران شو بضلوا يدبّكوا».وفي أحد المشاهد، بينما كانت تقبِّل الممثل إيلي صنيفر التصق أحد شاربيه بخدها، فتلقفت الحادثة بسرعة وقالت له: «عديتني رجولية».لفتت ليليان نمري إلى أن مردود التمثيل كان محدوداً رغم مشاركة والدتها في نحو 16 مسرحية، و12 فيلماً، ولائحة طويلة من المسلسلات، وبالكاد يكفي لإعالة العائلة، «في ذلك الوقت كانوا يعملون من أجل الفن فقط، فعلياء نمري مثلاً شاركت في ثمانية أفلام سينمائية من دون أن تأخذ مقابل مشاركتها أي مردود مالي».اتهامات وكذب
حول الاتهامات التي أُطلقت بعد وفاة والدتها ومفادها أنها شحذت لإعالة والدتها وأنها «بهدلت الوسط الفني»، أكدت أنها أقاويل كاذبة، موضحةً أن ثمة أشخاصاً يحبون علياء نمري قدّموا مساعدات رمزية من تلقاء نفسهم، وتساءلت: «هل كان يُفترض بي رفضها وطردهم من منزلنا؟ أما أنا، فلم أطرق باب أحد، بل بعت أثاث المنزل مرتين وأغراضي الشخصية».وأشارت إلى أن الدولة لو قامت بواجباتها تجاه والديها لكان وضعها المالي اليوم أفضل، فقد تحملت مسؤوليتهما قبل وفاة والدتها بـ15 عاماً».وعن الوسط الفني والتمثيلي في لبنان اليوم، أشارت إلى أن علياء نمري كانت تقول: «ما دامت حواء تنجب ثمة من سيكمل الطريق»، و«لكن للأسف الطريق اليوم «مش كتير جالس»، من نواحٍ عدة».ليليان نمري التي كُرِّمت لغاية الآن 57 مرّة، عبّرت عن وجعها وقهرها، وقالت: «أنا الفنانة الأكثر شعبية، وأفتخر بذلك، فلا يمكن وصف تفاعل الناس معي حين أمرّ في الشارع. محبة الناس هي التي تعطيني دفعاً قوياً كي أكمل، وتبكيني من شدة تأثري وقهري لأنني أجلس في المنزل منذ أربع سنوات، ويرسلون لي أدوار كومبارس».مسرحيتان
رغم قساوة الواقع الذي تعيشه، كشفت الممثلة اللبنانية أنها تحضّر عملاً مسرحياً يتوجه إلى العائلة، ويتمحور حول ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرةً إلى تأجيل عرض المسرحية إلى العام المقبل لتأخر الدعم الرسمي المطلوب له.كذلك تحدثت عن تحضيرها مسرحية أخرى تتمحور حول الصداقة بأسلوبٍ جديد يفترض أن تقدمها بداية العام المقبل.