إيران تلاقي «مهمة لودريان» بالعناد

● الوساطة الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي في خطر
● طهران تهدد باستئناف «التخصيب» في يومين

نشر في 06-03-2018
آخر تحديث 06-03-2018 | 00:05
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان
استقبلت إيران أمس، وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الذي وصل إليها بمهمة أوروبية صعبة هدفها إنقاذ الاتفاق النووي من تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتمزيقه، بعاصفة تصريحات تعاند تقديم أي تطمينات أو تنازلات للوسيط الأوروبي بملفي البرنامج الباليستي الإيراني والأنشطة الإيرانية الإقليمية.

وقبل ساعات من استقباله لودريان، حذر وزير الخارجية محمد جواد ظريف الاتحاد الأوروبي من «التطرف» في إرضاء الولايات المتحدة على حساب بلاده، فيما يخص التفاق النووي.

وبدل مساعدة الأوروبيين في التصدي لترامب، اتهم ظريف أوروبا بانتهاك الاتفاق، قائلاً إن «أوروبا لم تتمكن بسبب سياسات واشنطن من الإيفاء بالتزاماتها، وخصوصاً تلك المتعلقة بقطاع المصارف. ولذلك هاتان الجهتان ليستا في موقع يخولهما فرض شروطهما على بلد التزم بتعهداته بالكامل».

وأضاف: «الأوروبيون سبق وتبنوا خيارات خاطئة أسفوا عليها لاحقاً. اليوم يرتكبون الخطأ ذاته وسوف يندمون بالتأكيد».

شمخاني

بدوره، رأى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، الذي استقبل وزير الخارجية الفرنسي في لقاء منفصل، أن عدم نجاح الاتفاق النووي «يضر بسمعة التوافقات الدولية ومصداقيتها».

وانتقد المسؤول الإيراني سياسات أوروبا حيال واشنطن بالقول، إنه «ليس من الصحيح إعطاء امتيازات لواشنطن من أجل بقائها في الاتفاق، وهذا يعني الاستسلام أمام اللعبة النفسية لترامب».

ورغم دعوة شمخاني إلى تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية مع فرنسا فإنه ذكر أن «تعزيز القدرات الدفاعية وخصوصاً الصاروخية ضرورة ملحّة في مسار سياسة الردع».

من جانبه، رحب الوزير الفرنسي بتنمية العلاقات المصرفية والمالية بين طهران وباريس. وتعهد بحلول لإيجاد انفراجة في هذا المجال.

وفي تهديد للمجتمع الدولي برمته، شدد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي على أنه بوسع بلاده إنتاج يورانيوم عالي التخصيب في أقل من يومين إذا انسحبت واشنطن من الاتفاق.

من ناحيته، أكد المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية مسعود جزائري، أن بلاده لا تسمح لأي مسؤول «بحث قضية برنامجها الباليستي مع أي جهة أجنبية»، مؤكداً أن طهران ستمضي قدماً في البرنامج.

متشددو إيران

واستبق التيار المتشدد وصول لودريان باتهام حكومة الرئيس حسن روحاني بتقديم تنازلات للغرب. وتظاهر طلاب ينتمون لمجاميع «الباسيج» التابعة لـ«الحرس الثوري»، أمام مطار مهرآباد الدولي احتجاجاً على الزيارة الوزير الفرنسي.

ووصفت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، فرنسا بأنها «تلعب دور شرطي سيئ للاتفاق النووي». وكتبت أن «هدية لودريان من قصر الإليزيه إلى قصر سعدآباد هي التهديد».

وأشارت الوكالة إلى بيان الخارجية الفرنسية قبيل زيارة لودريان والذي خيرت فيه إيران بين التخلي عن برنامج الصواريخ، ومواصلة سياسة التدخل بدول المنطقة وبين عقوبات دولية جديدة.

في هذه الأثناء، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو من أن سقوط المعاهدة الإيرانية سيشكل «خسارة كبيرة».

وقال إن طهران تنفذ التزاماتها بموجب الاتفاق، الذي حدد ترامب في يناير الماضي مهلة 120 يوماً لـ»الكونغرس» الأميركي والشركاء الأوروبيين من أجل «تصحيح عيوبه» وإلا فإن واشنطن ستتخلى عنه.

back to top