هجمات كيماوية على الغوطة... وأنباء عن ضربة أميركية

● مقتل 32 بتحطم طائرة روسية في حميميم
● «قسد» تنقل 1700 مقاتل إلى عفرين

نشر في 07-03-2018
آخر تحديث 07-03-2018 | 00:05
صبية على أنقاض منازلهم المدمرة في الغوطة أمس الأول (أ ف ب)
صبية على أنقاض منازلهم المدمرة في الغوطة أمس الأول (أ ف ب)
مع استمرار المعارك على الأرض وتقلص مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية يومياً أمام الهجوم البري العنيف، واصلت قوات الرئيس الأسد قصفها الدامي على غوطة دمشق، في حين ظهرت حالات اختناق بمواد كيماوية، تزامناً مع أنباء عن تحضير واشنطن لعمل عسكري وشيك.
غداة دخول أول قافلة مساعدات دولية إلى المنطقة المحاصرة في ريف دمشق، وعودتها قبل إفراغ حمولتها، جددت قوات النظام السوري قصفها للغوطة الشرقية، موقعة المزيد من الضحايا المدنيين، بالتزامن مع استمرار المعارك على الأرض وتقلص مناطق سيطرة الفصائل المعارضة بشكل يومي أمام الهجوم البري العنيف.

ومع ارتفاع حصيلة القتلى منذ بدء التصعيد في 18 فبراير إلى أكثر 780 من قتيلا مدنيا، بينهم نحو 170 طفلا، حذرت منظمة «يونيسيف» من أن ما لا يقل عن 1000 طفل قتلوا أو أصيبوا بجروح بالغة منذ بداية العام.

وإلى جانب الحملة الجوية العنيفة، شن الجيش هجوما بريا من الجبهة الشرقية تمكن خلاله من السيطرة على 40 في المئة من المنطقة المحاصرة، بعدما استعاد ليلا بلدة المحمدية.

غازات سامة

وفي أحدث تقرير يغطي الأحداث التي دارت خلال ستة أشهر حتى منتصف يناير، اتهمت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة قوات الأسد بمواصلة شن هجمات كيماوية على الغوطة، مشيرة إلى ضربات جوية روسية وأميركية أودت بحياة عدد كبير من المدنيين في العام الماضي.

وذكرت اللجنة أن «داعش» وجماعات مسلحة أخرى ارتكبت جرائم حرب منها هجمات فتاكة على المدنيين واستخدامهم دروعا بشرية، مشيرة إلى أنه خلال الفترة الماضية «عانى ضحايا الصراع كثيراً مع تصاعد العنف مجددا إلى مستويات مرتفعة جديدة».

وفي وقت سابق، أفاد المرصد ليل الاثنين - الثلاثاء عن 18 حالة اختناق وضيق نفس بعد صاروخ أطلقته طائرة حربية للنظام واستهدف بلدة حمورية.

وتحدث ناشطون معارضون عن قصف بـ «الغازات سامة» و«غاز الكلور»، إلا أن الإعلام الرسمي وصفها بـ «مسرحية الكيماوي».

ضربة أميركية

وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحث الأسبوع الماضي الخيارات المطروحة للقيام بعمل عسكري لمعاقبة الأسد على استخدام «الكيماوي» مع كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي ومستشاره في شؤون الأمن القومي هيربرت ماكمستر ووزير الدفاع جيمس ماتيس.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من الإدارة أن ترامب طلب خيارات على غرار رده على مجزرة خان شيخون في أبريل 2017 بضرب قاعدة الشعيرات العسكرية بـ 59 صاروخ «توماهوك».

وفي حين رفض المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) أدريان رانكين- غالواي التعليق على خطط البيت الأبيض، قال المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف: «نأمل ألا يقع أي انتهاك للقانون الدولي، لأنه لا يمكن التحقق من مزاعم استخدام أسلحة كيمياوية، إلا على أساس تحقيقات غير متحيزة يجريها فريق عمل ولجنة دولية».

خروج آمن

إلى ذلك، عرض المتحدث باسم الجيش الروسي في قاعدة حميميم، أليكسندر إيفانوف، على مسلحي الغوطة «خروجاً آمنا» لهم ولذويهم من المنطقة، موضحا أنه «سيتم توفير وسائل نقل بالعدد المطلوب لهذا الغرض، وتقديم الحماية على طول الطريق».

وأوضح الجنرال فلاديمير زولوتوخين أن الجيش الروسي سيسمح للفصائل بالمغادرة عبر ممر الوافدين مع عائلاتهم وأسلحتهم خلال الهدنة اليومية.

قمة ثلاثية

في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي، أمس، عن قمة ثلاثية محتملة بين الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني في أبريل المقبل لبحث الأزمة السورية والتطورات الراهنة في المنطقة.

وفي إطار جهود الدول الضامنة لاتفاق مناطق خفض التوتر الموقع بأستانة في مايو الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الكازخستانية، أمس، عن اجتماع جديد في 16 الجاري لوزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا، بحضور مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا وغياب «مراقبين أو أطراف سوريين»، موضحة أن المحادثات سيسبقها المعنيون والفريق المكلف ببحث قضايا إطلاق المعتقلين والرهائن والمفقودين.

دعم عفرين

وفي تطور ميداني جديد، أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، أمس، عزمها نقل 1700 من مقاتليها من المعارك ضد تنظيم «داعش» بدير الزور إلى عفرين لمواجهة الهجوم التركي منذ نحو شهر ونصف الشهر.

وقال القيادي في القوات المدعومة من أبو عمر الإدلبي، خلال مؤتمر صحافي في الرقة، «اتخذنا هذا القرار، لأن أهلنا في عفرين لهم الأولوية، وحمايتهم أهم من قرارات التحالف الدولي».

وأقرت «البنتاغون»، أمس الأول، بأن قسما من حلفائها الأكراد غادروا مواقعهم بمنطقة وادي الفرات الأوسط متجهين الى عفرين المجاورة، مما تسبب بـ «وقفة عملانية» في المعارك ضد «داعش».

وأكد المتحدث باسم «البنتاغون»، الكولونيل روب مانينغ، أن «طبيعة مهمتنا في سورية لم تتغير، وهذه الوقفة العملانية لن تحيد نظرنا عن هدفنا الرئيس تنظيم الدولة».

وأوضح المتحدث الثاني باسم «البنتاغون»، الميجور آدريان رانكين-غالواي، أن مغادرة المقاتلين الأكراد لم تؤد إلى استعادة «داعش» أيا من الأراضي التي خسرها في سورية.

«غصن الزيتون»

في المقابل، أعلن الرئيس التركي أن «عملية غصن الزيتون ستمضي بشكل أسرع في عفرين من الآن فصاعدا»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن لأحد الادعاء بتضرر أي مدني في عملياتنا».

وقال إردوغان: «طهرنا 700 كلم بعفرين، وهذه المساحة باتت تحت سيطرتنا»، مشيرا إلى أن «محاربة داعش وحزب العمال الكردستاني أظهرت الوجه الحقيقي للعديد من الجهات في الداخل والخارج».

إلى ذلك، تحطمت، أمس، طائرة نقل عسكرية روسية، في قاعدة حميميم الجوية بريف محافظة اللاذقية شرق سورية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل 26 راكباً وأفراد الطاقم البالغ عددهم ستة، مشددة على أن الطائرة لم تتعرض لهجوم، وأن المعلومات الأولية تظهر وجود عطل فني.

الأسد يسيطر على 40% من معقل المعارضة... وإردوغان يسرّع «غصن الزيتون»
back to top