تحالف انتخابي واسع بين جنبلاط والحريري

مع إقفال باب قبول الترشيحات في وزارة الداخلية اللبنانية منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، شهدت المديرية العامة للشؤون السياسية في الوزارة، أمس، حركة نشيطة، إذ تهافت إليها الراغبون في خوض الاستحقاق النيابي لتقديم طلباتهم، ويُتوقع ان يتخطى عدد هؤلاء الألف، علماً أنهم سيتنافسون على 128 مقعداً نيابياً.

وبعد إغلاق باب الترشيحات، أمام المرشحين حتى يوم 22 مارس للانسحاب، لاسيما أن القانون الحالي يلزم المرشح بالانتظام في لائحة انتخابية تستحق في 26 مارس، التي بحلولها، يفترض أن تكون اللوائح سجلت رسمياً في وزارة الداخلية.

في موازاة ذلك، أعادت عودة رئيس الحكومة سعد الحريري النبض إلى حراك الترشيحات والتحالفات الانتخابية، ولعل لقاءات بيت الوسط ليل أمس الأول، بين الحريري من جهة، ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ووزير الإعلام ملحم الرياشي من جهة أخرى، أول دليل على بدء العمل الجدي لذلك.

وأكدت مصادر سياسية لـ«الجريدة» أمس، أن «لقاء الحريري وجنبلاط كان ممتازاً، واتسم بالصراحة التامة بين الرجلين»، لافتة إلى أنهما «اتفقا على خوض الانتخابات النيابية في لوائح مشتركة في معظم الدوائر الانتخابية».

واعتبرت المصادر أن «المياه عادت إلى مجاريها فيما خص العلاقة بين المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، وأن الأيام المقبلة ستشهد على ذلك». وأضافت المصادر، أن «الاتفاق في دائرة البقاع الغربي أنجز بين الطرفين إضافة إلى الإتفاق في دائرة بيروت الثانية»، مشيرةً إلى «وجود عقبات صغيرة من الممكن تجاوزها لتثبيت التحالف بينهما في دائرة عالية-الشوف».

إلى ذلك، وصف الحريري زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية بـ»الناجحة جداً»، مؤكداً مشاركة المملكة في كل المؤتمرات التي ستجري لدعم لبنان في كل من روما وباريس.

وقال الحريري خلال استقباله مساء أمس الأول، حشداً من الأطباء العاملين في مستشفيات بيروت، «لديّ أمل كبير جداً في البلد. صحيح أن الخلافات السياسية ستبقى، وهذا أمر طبيعي، ولكن هذه الانتخابات ستفتح إن شاء الله أفقاً جديداً. وأنا لدي ملء الثقة بأن مؤتمري باريس وروما ستكون لهما نتائج إيجابية».

في السياق، أعلن سفير دولة الإمارات العربية المتحدة حمد الشامسي، بعد لقائه الحريري، أمس، أن «زيارة الحريري إلى الرياض ناجحة على كلّ الصعد، فالرياض وأبوظبي تقفان دائماً إلى جانب الحريري الذي يكّن كل احترام وتقدير للدعم الخليجي، ونحن نتمنى له كل التوفيق في الانتخابات القادمة». وأضاف الشامسي أن «السعودية والإمارات من أكبر الداعمين للبنان واستقراره الذي يهمّنا جدّاً، كما يهمنا العمل في لبنان بأجنده تنموية واضحة لا تخريبية».

وعما إذا كانت دولة الإمارات ستشارك في المؤتمرات الدولية، قال: «إن شاء الله هناك مشاركة في مؤتمر سيدر ومؤتمر روما، حيث سيكون هناك دعم إماراتي للمؤسسة العسكرية وللمؤسسات الأمنية».