في انتظار الحرب!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
كان باراك أوباما قد تصرف تجاه انفجار الأوضاع في سورية وفي العراق، وأيضاً في اليمن ولبنان، على أساس أن الشرق الأوسط لم يعد بأهميته السابقة في فترة صراع المعسكرات والحرب الباردة، وأن مصالح الولايات المتحدة انتقلت من هذه المنطقة إلى الصين وإلى إيران، مما يعني أن الإدارة الأميركية السابقة لم تكن تأخذ بعين الاعتبار أن البحر الأبيض المتوسط بشواطئه غدا المستودع الرئيسي لمصادر الطاقة في العالم بأسره، وأن صراعاً على هذه المصادر سيكون أقسى كثيراً من ذلك الصراع الذي احتدم على قناة السويس في منتصف خمسينيات القرن الماضي، وقبل ذلك.المهم أن تمادي الروس في تدخلهم السافر بشؤون سورية الداخلية، معتمدين على التحالف مع إيران وميليشياتها المذهبية، وعلى تحييد إسرائيل بالنسبة إلى هذا الصراع، أثار الولايات المتحدة ومعها بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وجعل هناك تفكيراً جدياً بعمل عسكري رادع، يضع حداً لهذا التمادي الذي تجاوز الحدود كلها، مما قد يؤدي إلى مواجهة شاملة ربما تتحول إلى ما يقترب من حرب عالمية جديدة.والواضح أن فلاديمير بوتين لم يأخذ كل هذه الاتصالات، بل كل هذه الاستعدادات، على محمل الجد، ولذلك فإن أغلب الظن أنه سيستمر بتحدي الأميركيين والبريطانيين والألمان والفرنسيين، فهو يشعر، مادام انتزع تركيا الإردوغانية من حلف شمالي الأطلسي، ومادام تمكن من تحويل الإيرانيين وحراس ثورتهم وميليشياتهم المذهبية إلى مجرد "براغٍ" صغيرة في آلته العسكرية، بأنه اليد العليا في هذه المنطقة، وأنه قادر على الانتصار في الحسم، إذا كان لابد من الحسم، والدليل هو مواصلته التغني بأسلحته الجديدة، التي لا تضاهيها أسلحة!