الأسد يبدأ اجتياح مسرابا لشق الغوطة وعزل شمالها

زعماء «محور أستانة» يتبادلون الاتصالات ويعدون بياناً ثامناً

نشر في 08-03-2018
آخر تحديث 08-03-2018 | 00:05
دبابة للنظام في بلدة المحمدية شرق دمشق أمس (أ ف ب)
دبابة للنظام في بلدة المحمدية شرق دمشق أمس (أ ف ب)
مع سيطرته على نحو نصف مساحة غوطة دمشق الشرقية، أرسل الرئيس السوري بشار الأسد تعزيزات إضافية إلى آخر معقل لفصائل المعارضة في المنطقة المحاصرة منذ عام 2013 تزامناً مع بدء قواته التمهيد لاجتياح بلدة مسرابا الاستراتيجية.
عزز الرئيس السوري بشار الأسد جبهته في غوطة دمشق الشرقية بنشر ما لا يقل عن 700 عنصر على الأقل من الميليشيات الأفغانية والفلسطينية الموالية له على الخطوط الأمامية.

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن الميليشيات الجديدة انتشرت على جبهات الريحان، الواقعة شمال شرق آخر معقل لفصائل المعارضة، وإلى بلدة حرستا، الواقعة إلى الغرب منه والتي يحاول النظام التقدم منها باتجاه دوما، أكبر مدن الغوطة.

وبيّن المرصد أن هدف النظام شطر الغوطة إلى جزأين وعزل القسم الشمالي، الذي تقع فيه دوما، عن القسم الجنوبي، بفضل تقدم القوات القادمة من الشرق والمتقدمة نحو الغرب، مشيراً إلى أنه أصبح على مشارف عدة بلدات وخصوصاً مسرابا وبيت سوى وجسرين وحمورية.

ووفق مدير المرصد، فإن القوات الحكومية سيطرت على نحو 45 في المئة من أراضي الغوطة، مؤكداً مقتل 25 عنصراً من «جيش الإسلام» و»فيلق الرحمن» و18 من القوات النظامية أمس الأول.

اجتياح مسرابا

وبهدف تأمين دخول وحدات المشاة وشطر الجيب المحاصر إلى قسمين، قصفت قوات النظام دفاعات المعارضة في مسرابا.

ورغم الهدنة الروسية اليومية، لم تتوقف الغارات واستمرت أمس، بعد بدء سريانها، مما أودى بحياة 24 مدنياً بينهم أربعة أطفال، لترتفع حصيلة القتلى إلى 804 منذ بدء الحملة في 18 فبراير الماضي.

في المقابل، شدد المتحدث العسكري باسم «جيش الإسلام» حمزة بيرقدار أمس، على أن فصائل المعارضة متمسكة بأرضها وستدافع عنها، نافياً عرض موسكو أي مفاوضات لخروج مقاتليها من الغوطة بأمان مع عائلاتهم وأسلحتهم الشخصية. وبينما ذكر الجيش الروسي أنه ساعد على إجلاء 13 مدنياً في شاحنات مساعدات إنسانية كانت في طريقها لمغادرة المنطقة، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن عمليات الغوطة لا تتناقض مع قرار مجلس الأمن رقم 2401 بل تدعم جهود مكافحة الإرهاب، محملة المعارضة المسؤولية عن مقتل المدنيين ومحاولة نسف الهدنة على عكس قوات النظام.

واستندت زاخاروفا، خلال مؤتمر صحافي، إلى إشارة البند الثاني من القرار إلى أن وقف الأعمال القتالية لا يشمل العمليات ضد تنظيم «داعش» و»القاعدة» و»جبهة النصرة» وغيرها من التنظيمات المصنفة بمجلس الأمن إرهابية، رافضة اتهامات الغرب للنظام بالقصف العشوائي واستخدامه السلاح الكيماوي بالغوطة.

نهاية العالم

وغداة دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أطراف النزاع إلى السماح فوراً بوصول المساعدات لمئات الآلاف ممن هم بأمسّ الحاجة إليها، اتهم المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن الحسين أمس، نظام الأسد بالتخطيط لما يشبه «نهاية العالم»، محذراً من أن النزاع دخل «مرحلة رعب» جديدة.

بوتين وإردوغان

وقبل تأكيد الكرملين موعد قمة لقادة روسيا وتركيا وإيران في أبريل المقبل، بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين آخر التطورات في سورية والمأساة الإنسانية في غوطة دمشق.

وتطرق الجانبان إلى الأهمية الكبيرة لإيصال المساعدات الانسانية إلى الغوطة ووقف المأساة فيها بأقرب وقت. وأكدا ضرورة بذل الجهود المشتركة من قبل تركيا وروسيا وإيران للتطبيق الكامل للهدنة، التي اعتمدها مجلس الأمن بالإجماع في 24 فبراير الماضي.

ولاحقاً، أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين عن مساع لتمديد الهدنة الروسية من خمس ساعات يومياً إلى 24 ساعة، مشيراً إلى أن إردوغان سيبحث الوضع في الغوطة مع نظيره الإيراني حسن روحاني. وقال مصدر رئاسي تركي، إن إردوغان وروحاني اتفقا خلال الاتصال على الإسراع بجهود تنفيذ وقف إطلاق النار في الغوطة السورية.

إسرائيل وأستانة

وإذ أشار إلى أن «القمة المقبلة بين إيران وتركيا وروسيا سيكون لها تأثير كبير في هذه المرحلة»، أكد رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني علاء الدين بروجردي التعاون مع روسيا أمنياً وسياسياً وعسكرياً في سورية يشمل أيضاً إعادة إعمارها، مشيراً إلى أنه «على إسرائيل أن تعلم أن زمن اعتداءاتها انتهى». وكانت تقارير أشارت إلى خلافات بين موسكو وطهران حول إعادة الإعمار، وأن طهران تشعر أنها مغبونة.

في هذه الأثناء، أعلن وزير خارجية كازاخستان خيرت عبدالرحمانوف أن وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا بصدد اعتماد بيان مشترك في 16 مارس يتضمن مستقبل التسوية في سورية والاتجاهات الرئيسية للتقدم المحرز بما في ذلك توقيت الجولة القادمة «أستانة-9».

وقال عبدالرحمانوف، في تصريح صحافي، إن الدول الضامنة لعملية أستانة تعتزم تلخيص العمل خلال العام الماضي وستتناول أيضاً التطورات الأخيرة وعلى وجه الخصوص بالغوطة، لافتاً إلى أن كازاخستان تريد رؤية «تدابير ثقة متبادلة» بين الحكومة وفصائل المعارضة بقضية الإفراج عن المعتقلين وتسليم جثث القتلى والبحث عن المفقودين.

معركة عفرين

وعلى جبهة أخرى، طلبت تركيا من الولايات المتحدة منع حليفتها قوات سورية الديمقراطية (قسد) من نقل مقاتلين أكراد يخضعون لأوامرها في دير الزور نحو منطقة عفرين للتصدي للعمليتها العسكرية ضد وحدات حماية الشعب، مؤكداً في الوقت نفسه أن قوات تركيا «اتخذت الاحتياطات اللازمة على الأرض» لمواجهة مثل هذا التحرك.

بروجردي يؤكد وجود تعاون إيراني - روسي في إعادة إعمار سورية بعد تقارير عن خلافات بينهما
back to top