في مراسم رسمية تقتصر عادة على رؤساء الدول، خصت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، أمس، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باستقبال حافل في قصر باكنغهام قبل أن تقيم مأدبة غداء على شرفه.

وبعد إجرائه محادثات مع الملكة إليزابيث، في إطار زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، التقى ولي العهد السعودي نظيره البريطاني الأمير تشارلز والأسرة المالكة في بريطانيا ومسؤولي الأمن القومي.

Ad

وبعد الاستقبال الملكي، التقى الأمير محمد، الذي كان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون على رأس مستقبليه لدى وصوله لندن في وقت متأخر أمس الأول، رئيسة الوزراء تيريزا ماي وحكومتها في مقرها بداوننج ستريت لتدشين «مجلس الشراكة الاستراتيجية» البريطاني- السعودي، الهادف لتشجيع الإصلاحات الاقتصادية في السعودية، وتعزيز التعاون بشأن قضايا مثل التعليم والثقافة وكذلك الدفاع والأمن.

ووفق المتحدث باسم رئيسة الوزراء، فإنه «سيؤذن ذلك بعهد جديد من العلاقات الثنائية التي تركز على شراكة تعود بفوائد واسعة النطاق على كل منا»، مؤكداً أن ماي تعتزم إقامة عشاء خاص للأمير محمد اليوم في مقر الإقامة الريفي في قصر تشيكرز، الذي يعود للقرن السادس عشر.

وتتنافس بريطانيا لإدراج شركة النفط السعودية الحكومية «أرامكو» في بورصتها. وعبر مسؤولون بريطانيون سراً عن سعادتهم باختيار الأمير محمد (32 عاما) بريطانيا لتكون أول دولة غربية كبرى يقصدها في جولته الخارجية الأولى . وتحرص الحكومة البريطانية على تحويل علاقاتها الدفاعية التاريخية إلى تجارة واستثمار متبادلين، متطلعة إلى كل من سوق آخذ في الاتساع في المملكة لصادرات قطاع الخدمات وإلى اجتذاب الأموال السعودية لتمويل المشروعات الداخلية.

وأفادت مصادر بريطانية وسعودية بأن ثمة اتفاقات تجارية محتملة مع مجموعة «بي.إيه.إي سيستمز» الدفاعية البريطانية وشركة «إم.بي.دي.إيه» الأوروبية لتصنيع الأسلحة، وقد يجري إبرام اتفاقات أولية بشأن استكشاف الغاز والبتروكيماويات والصناعات الأخرى. وكتب السفير السعودي لدى بريطانيا محمد بن نواف، في صحيفة «فاينانشال تايمز»: «هذا التحديث لن يكون سهلاً، ولن نستطيع الاضطلاع به بمفردنا».

وفي رد على سؤال زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين، شددت ماي على أن العلاقات مع السعودية مهمة وتاريخية، وأنقذت أرواحاً في بريطانيا، معتبرة أن المملكة تجري إصلاحات ولندن تشجعها على ذلك.