عقد اجتماع وزاري طارئ في لندن، أمس، لبحث الاشتباه في تسميم عميل مزدوج روسي سابق وابنته، في قضية أثارت غضب موسكو التي وُجِّهت إليها أصابع الاتهام.

وصرّحت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي، أمس بأن "هذه القصة تستخدم منذ البداية لتكثيف الحملة ضد روسيا في وسائل الاعلام".

Ad

ورغم ان شرطة سكوتلنديارد التي تجري التحقيق، أكدت أنها تدرس كل جوانب القضية، فإن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون سارع الى توجيه أصابع الاتهام الى موسكو، ووصفها بأنها "قوة ضارة ومزعزعة للاستقرار في جوانب كثيرة".

ورأى جونسون أن هذه القضية تذكر بتسمم العميل الروسي السابق الكسندر ليتفينينكو بمادة البولونيوم المشعة في لندن في 2006. وحمّل تحقيق بريطاني موسكو مسؤولية هذا التسميم.

ونددت زاخاروفا بـ"اتهامات لا أساس لها من الصحة" وجهت الى موسكو، مؤكدة أنها تهدف الى "اعطاء زخم جديد للحملة ضد روسيا"، مضيفة أن "هذه القصة ستنتهي كالعادة: أولا توجه اتهامات من دون أساس، ثم يبقون الأمور سرية، ولن يعرف الصحافيون ولا الشعب ولا السياسيون ما الذي حصل فعلا".

ولم يكن وزير الخارجية البريطاني هو الشخص الوحيد الذي رأى "أوجه تشابه بين وفاة ليتفينينكو" وتسمم سكريبال، حيث ربط منشقون روس ومحللون أمنيون أيضا بين الحادثين.

وفي أعقاب اجتماع لجنة "كوبرا" الوزارية التي تنعقد في حالات الطوارئ الوطنية في المملكة المتحدة، دعت وزيرة الداخلية امبير رود الى "المحافظة على هدوئنا"، وقالت: "لنعرف المزيد عن المادة المستخدمة"، مشيرة الى أن التحقيق "سيكون طويلا".

وكان قائد شرطة مكافحة الارهاب في بريطانيا مارك راولي أعلن في وقت سابق أن "الهدف في الوقت الحالي هو تحديد ما الذي جعل هذين الشخصين يصابان بمرض خطير"، ووجه نداءات الى شهود.

وعُثر الأحد الماضي على سيرغي سكريبال البالغ 66 عاما، وهو كولونيل سابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، فاقدا الوعي مع ابنته يوليا البالغة 33 عاما، على مقعد أمام مركز للتسوق في مدينة سالزبوري جنوب غربي انكلترا. ويخضع الرجل وابنته لعلاج اثر تعرضهما "لمادة مجهولة" وهما في حالة حرجة في مستشفى بالمنطقة.

وكثرت الفرضيات، أمس، حول التسميم في الصحافة البريطانية، اذ اشارت صحيفة "ذي صن" الى احتمال استخدام مادة الثاليوم السامّة، في حين ذكرت صحيفة "ذي تلغراف" أن التسميم حصل عبر غاز الأعصاب "في اكس"، الذي استخدم في عملية قتل الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-اون خلال فبراير 2017 في ماليزيا.

وحسب صحيفة "ذي تايمز"، فإن المحققين سيتناولون ظروف موت زوجة سيرغي سكريبال، ليودميلا، التي توفيت عام 2012 بعد اصابتها بمرض السرطان، والى موت ابنه الكسندر في سان بطرسبورغ العام الماضي.

وأعربت ابنة سكريبال على صفحتها على "فيسبوك"، عن دعمها لسجن الرئيس فلاديمير بوتين، الذي وصفته بـ"أسوأ رئيس في العالم".