أحمد الصالحي أدى فنون الصوت من التراث الكويتي الجميل
ضمن أمسية غنائية حملت عبق الماضي في «اليرموك الثقافي»
أحيا الفنان د. أحمد الصالحي أمسية تضمنت 10 أغنيات من فنون الصوت، ضمن الموسم الثقافي لدار الآثار الإسلامية.
ضمن فعاليات الموسم الثقافي الـ 23 لدار الآثار الإسلامية، أحيا الفنان د. أحمد الصالحي، أمسية غنائية من التراث الكويتي، حملت عبق الماضي الجميل، أمس الأول، على مسرح مركز اليرموك الثقافي. وقد حضر الأمسية جمهور غفير، حيث استهل عضو ديوانية الموسيقى بالدار، صباح الريّس، الحفل قائلاً: «نلتقي في هذه الأمسية فنانا متميزا، أحمد الصالحي (بوزيد)، الذي سيقدم كل فنون الصوت، وهو ظاهرة غريبة. لقد تشبع بالفنون الكويتية، وعزف على آلة الكمان مع بعض عازفي الموسيقى من الجيل الأول، وحين اكتشف أن هذه الفنون لم تتم تغطيتها بالشكل اللازم والمطلوب، قدّم رسالة الدكتوراه عنها».وأضاف: «اليوم يُعد الصالحي مرجعاً للفنون الكويتية، وعندما يحدث أي خلاف فيما يتعلق بالفنون البحرية أو البرية من التراث الكويتي، يكون هو المرجع، وقد عزف الصالحي مع فرقة (بي بي سي) في لندن، ورُوجت شائعة حينها بأنه من أبناء صالح عزرا».
وقبل بدء برنامج الحفل، قال الصالحي للجمهور: «سُعدت بحضوركم. أتمنى أن تستمتعوا لمدة ساعة من الزمن مع الفرقة الموسيقية، وسأشرح قبل كل أغنية نوعها، وإن كان أغلبها من التراث، لكن ليس كلها، لذا من الأهمية بمكان أن أشير إلى نوعها»، لافتا إلى أن برنامجه يحتوي على أعمال كويتية قدمت منذ 170 عاما، في القرن الـ 19 الميلادي.
برنامج الحفل
«ما للدموع تسيل» - استماع (عربي) وهو غناء كويتي قديم، وربما يعود إلى ثلاثينيات أو أربعينيات القرن الماضي، وكان يُقدم في جلسات الصوت فقط، كما أن الأغنية تؤدى من دون مصاحبة الآلات الإيقاعية. بعد ذلك، أدى الصالحي «اليوم طال عنائيه» (صوت عربي)، وكان يُطلق عليه سابقاً صوت هندوستاني، لأنه قبل مئة سنة يغنى بكلمات هندية، أما اليوم فيؤدى بالعربية الفصحى. ثم «حدثيني عن الهوى حدثيني»، وهو نص قديم غناه المطرب الراحل عبداللطيف الكويتي، ونوعه صوت شامي، وهذا الفن معروف عند أهل الصوت بنص «إن وجدي كل يوم بازدياد». بعدها، انتقل الصالحي إلى أغنية «الحمد لمن قدّر»، ونوعه صوت خيّالي. وتشير المصادر إلى أن عبدالله الفرج هو أول من لحنها، وغناها مطرب الكويت الراحل يوسف البكر، ثم بعد ذلك عدد من مطربي الكويت أبرزهم عبداللطيف الكويتي، وطوَّرها الملحن الراحل أحمد باقر. يُذكر أن هذا اللحن قدمه الرائد المسرحي الراحل المخرج صقر الرشود في مسرحية «حفلة على الخازوق» لفرقة مسرح الخليج العربي عام 1975، بأصوات الفنانين والمجاميع، يقول مطلعها: «الحمد لمن قدّر خيرا وقبالا/ والشكر لمن صوّر حسنا وجمالا/ فرد صمد عن صفة الخلق بريء/ رب أزلي خلق الخلق كمالا».فن الخماري
وانتقل الصالحي إلى فن الخماري، وهو فن قديم، بمصاحبة الطبل، والأغنية بعنوان «يا عوني يالله يا والي الفرج»، وسجله عبداللطيف الكويتي باللحن نفسه في عشرينيات القرن المنصرم. ليتحوَّل الصالحي إلى تقديم أغنية يمانية «يقول اليافعي قد ضاق حالي»، من أشعار يحيى اليافعي، من كلماتها: «يقول اليافعي قد ضاق حالي/ خرجت أمشي إلى البستان هذا/ ولي بالفسح قصداً بالنزال/ رأيت العيطلي في الروض هذا».عقب ذلك، أدى تنزيلة بحرية بعنوان «يا ذا الحمام»، وهي الأغنية الجماعية عند أهل البحر، تغنى في وقت الأنس، على إيقاع الحساوي، لكن الصالحي قدمها على إيقاع مخالف، نسبة إلى راشد الجيماز الذي استخدم هذا الإيقاع. ثم صوت عربي بعنوان «يا ظبية البان»، من الأصوات العربية القديمة التي لم تحظَ بالانتشار، عند مطربي الكويت، لكن أكثر من مطرب سجل هذا الطور الغنائي في الثلاثينيات.لحن حلبي قديم، أو ما يطلق عيله القد الحلبي، ويعزف في سمرة الأصوات في الكويت تحت مسمى لحن «البستة»، مازجاً بين أغنيتي «يا صاح الصبر» و»قدك المياس»، من كلماتها: «عيونك سود يا محلاهم قلبي تلوع بهواهم/ صار لي سنتين بستناهم حيرت العالم في أمري». واختتم الصالحي برنامجه الغنائي الجميل، مع ما يسمى بالختام أو الختم، وهو لحن ثابت، يقدم في السمرات، لكن يتم تغيير الكلمات فقط، القصد منه إنهاء السمرة.الفرقة الموسيقية
تتكون الفرقة الموسيقية من العازفين: خالد خليفة (كمان)، د. أيوب خضر (قانون)، فيصل التميمي (ناي)، أحمد الصانع (تشيللو)، عبدالله الجدة (إيقاع)، فهد الكندري (إيقاع)، إضافة إلى أحمد الصالحي (عود).
الصالحي قدَّم أعمالاً كويتية قديمة عمرها 170 سنة