أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، حرص بلاده على ضمان أمن واستقرار منطقة الخليج العربي ومملكة البحرين "باعتبار أمن الخليج جزءاً لا يتجزأ من أمن مصر القومي".وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، في بيان، إن ذلك جاء خلال لقاء عقده السيسي مع وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، بحثا خلاله عدداً من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك لاسيما ما يتعلق بسبل تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب.
وعلى صعيد الأوضاع في الشرق الاوسط أوضح راضي أن اللقاء تناول استعراض الجهود الجارية للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة "بما يحافظ على وحدة أراضي تلك الدول ويصون مقدرات شعوبها".وذكر أن وزير الخارجية البحريني نقل من جانبه رسالة من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى للرئيس السيسي تضمنت التأكيد على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين وخصوصيتها وسبل تعزيزها خلال المرحلة المقبلة.وأضاف أن الرسالة تضمنت أيضاً تكثيف التشاور بين البلدين حول الأوضاع الإقليمية، في ضوء دور مصر المحوري في منطقة الشرق الأوسط "كقوة تعمل من أجل الاستقرار والسلام".من جهة أخرى، قال السيسي، إن بلاده ترى بأن الأزمات، التي تحيط بعدد من البلدان العربية لا تحل إلا عبر الحلول السياسية للحفاظ على وحدة وسيادة وتماسك البلدان والمؤسسات الوطنية وموارد الدول التي تشهد أزمات لاسيما سورية وليبيا، مشدداً على أن المنطقة تحتاج إلى تبني استراتيجية شاملة لا تقتصر على الإجراءات العسكرية والأمنية فقط بل تشمل الأبعاد السياسية والأيديولوجية والتنموية.السيسي أجرى حواراً مع شركة الأبحاث والاستشارات العالمية "أكسفورد بيزنس غروب" لاستعراض دور مصر في منطقة الشرق الأوسط على مدار ثلاثة عقود وأولويات القاهرة فيما يتعلق بتحسين بيئة العمل وكيفية زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، إذ شدد السيسي على أن بلاده كانت لاعباً أساسياً في المنطقة بفضل موقعها الاستراتيجي وقوتها السكانية الكبيرة ونفوذها التاريخي والثقافي.وأشار إلى أن تحسين بيئة العمل في مصر أولوية متقدمة في مصر لتوفير مزيد من فرص العمل، ثم زيادة النمو الاقتصادي، وتحسين بيئة الأعمال، وذهب إلى أن قانون الاستثمار الموحد، الذي أصدرته القاهرة أخيراً، كان أحد أبرز الإجراءات العملية المهمة لتبسيط الإجراءات البيروقراطية وخلق بيئة أكثر ملاءمة للمستثمرين المحليين والأجانب.
شكري
من جهته، التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري بوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، أنور قرقاش، على هامش أعمال الاجتماع الوزاري لمجلس جامعة الدولة العربية مساء أمس الأول، وناقش الوزيران آخر المستجدات على الساحتين العربية والإقليمية، وقال المتحدث باسم الخارجية أحمد أبوزيد، إن اللقاء شهد تبادلاً للرؤى والتقديرات بشأن مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً جهود مكافحة الإرهاب، إذ اتفق الجانبان على أهمية تكثيف الجهود لتجفيف منابع تمويل الإرهاب والامتناع عن تدريب وتوفير الملاذ الآمن لعناصره.الانتخابات الرئاسية
إلى ذلك، قال المرشح للانتخابات الرئاسية المصرية، موسى مصطفى موسى، إن حزب الغد يؤمن بأن المشروع القومي الأكبر هو "إعادة بناء الإنسان المصري، صحته، وتعليمه، وأمنه".وأكد موسى في بيان له، أمس الأول أن حزبه يؤمن بـ "ضرورة توسيع الطبقة الوسطى المصرية، وتبني سياسات اقتصادية حقيقية داعمة لها، باعتبارها الحامل الطبيعي للمشروع الوطني الديمقراطي".وأضاف أنه "يؤمن بأهمية مكافحة الإرهاب والتطرف والطائفية والفساد والفقر والبطالة والعشوائيات، والحفاظ على ما تبقى من الأراضي الزراعية، وعلى مجري النهر والثروات الطبيعية".كما أشار إلى أن "حزب الغد يؤمن بمبدأ سيادة القانون علي الجميع، والحضور الكلي الكامل للدولة المصرية"، لافتاً إلى أن الحزب يؤمن بضرورة تشجيع "الرأسمالية الوطنية"، وتوسيع قاعدتها، وإزالة العقبات التي تمنع نموها.توتر حقوقي
واستنكرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان رسمي، مساء أمس، ما وصفته بالادعاءات الواهية في تقرير المفوض السامي لشؤون حقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، الذي شجب فيه ما وصفه بـ "مناخ الترهيب" السائد في مصر قبل الانتخابات الرئاسية.وقالت الخارجية، إن تقرير المفوض السامي الذي ألقاه أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف، أمس الأول، تضمن سرد وقائع "مختلقة ومغلوطة تعكس تجاهلاً شديداً لحجم ما تحقق على صعيد تعزيز حقوق الإنسان في مصر"، وأبدت الخارجية استغرابها الشديد من الزج بالانتخابات الرئاسية المقبلة في تقرير المفوض السامي، معربة عن استنكار القاهرة من محاولة النيل من مصداقية ونزاهة الانتخابات المقبلة دون دليل أو معلومات موثقة.ورفض البيان اعتماد المفوض السامي على تقارير مرسلة ومسيسة تصل إلى مكتبه دون أن يكلف نفسه عناء التحقق منها أو من مصادرها، داعية المسؤول الأممي إلى الكف عن "مهاجمة الدولة المصرية دون وجه حق"، والالتفات إلى حجم التقدم المحرز على صعيد التحول الديمقراطي.احتجاج رسمي
في الأثناء، سلم رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، مديرة مكتب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، صفاء فيصل، أمس الأول، احتجاج بلاده الرسمي على تقرير "قصة زبيدة" التي زعمت والدتها في مقابلة مع المحطة تعرضها للاختطاف والتعذيب والاختفاء القسري، تم عرضه نهاية فبراير الماضي، وهو ما ثبت عدم صحته بعد ذلك.رشوان أكد ألا بديل عن اعتذار مناسب من "بي بي سي" على ما تضمنه تقريرها من "ادعاءات مغلوطة تصل إلى حد التزييف والتزوير"، خصوصاً بعد ظهور زبيدة إبراهيم في لقاء بإحدى القنوات التليفزيونية المصرية نفت خلاله ما جاء بتقرير الإذاعة البريطانية، في حين قالت مديرة مكتب "بي بي سي" في القاهرة، إنها تثمن الحوار الذي وصفته بالبناء مع المسؤولين المصريين، مؤكدة أن الهيئة تنظر بجدية في نقاط مذكرة الاحتجاج للرد عليها.