شوشرة: الحرامي و«السلوقي»
![د. مبارك العبدالهادي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/43_1682355165.jpg)
اليوم المسؤولية تقع أيضا على المساهمين الذين يفترض أن تكون لديهم المحاسبة الفعلية تجاه ما يحدث من تلاعب على حساب أموالهم، بل إحالة الفاسدين إلى النيابة بشكوى رسمية ضد هؤلاء ومن يحميهم ويساعدهم.كما أن الأسئلة موجهة إلى هيئة مكافحة الفساد التي يفترض أن تكون لديها إجراءات فاعلة وفقا للقانون بمحاسبة كل من لم يتقدم بالكشف عن الذمة المالية: هل كشف جميع أعضاء مجالس إدارات الجمعيات التعاونية عن ذممهم المالية أم لا؟ وإذا لم يكشفوا عن ذممهم المالية فما الإجراءات المتخذة بهذا الشأن؟ وهل تمت إحالة أعضاء إلى النيابة العامة لم يكشفوا ذممهم المالية؟ إن استمرار التخبط في بعض الجمعيات التعاونية والقفز على القانون عبر "من صادها عشاها عياله" كارثة بحق أموال المساهمين الذين لا حول لهم ولا قوة، كما يجب على وزارة الشؤون التدقيق في بعض محاضر مجالس الإدارات، خصوصا المتعلقة ببعض الموافقات على ترسية بعض المناقصات حتى لو كانت بالمئات والآلاف، لأن البداية في شرعية الاختلاس من بعض الحرامية "والمشفح" تبدأ منها بحجة أن المبلغ "ما يسوى" وبسيط، ولكن هناك من يرسم على المبلغ الصغير ليتصاعد تدريجيا دون أن يشعر المساهم أو الجهة الرقابية بذلك.إن خطورة الوضع في بعض التعاونيات لا تقل أهمية عن الاختلاسات الكبيرة، ورغم ذلك فإن السلطة التشريعية لم تعط هذا الأمر أهمية بإقرار قوانين حازمة وصارمة، فضلا عن السماح لديوان المحاسبة بتحديد أشخاص يراقبون ويتابعون ويدققون أولا بأول على حسابات ومناقصات الجمعيات التعاونية والشركات التي تدخل بضائعها، خصوصا أن رقابة الشؤون لا تزال قاصرة، حتى إن تم حل مجالس الإدارات فإن هناك مثالب قانونية في الإجراء و"لا طبنا ولا غدا الشر".الأمر الآخر يجب فضح كل من تتسخ يده بسرقة أموال المساهمين أمام الملأ حتى يكون عبرة لغيره.* آخر الكلام: عندما يجتمع الحرامي والسلوقي "وأبو جغيرة" ستتولد قناعة تبديد أموال الشعب.